- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تراث كربلاء المقدسة والمصيبة الحسينية والقنوات الإعلامية
حجم النص
بقلم: حسن كاظم الفتال بعض الفضائيات والإذاعات الإسلامية أو المتعاطفة مع المسلمين تتخذ من مرور شهر محرم الحرام موسما تظهر فيه شيئا من الحزن على مصيبة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام. ومنها ما يركز على إبراز جانب الثورة في القضية الحسينية العظيمة وتهتم كثيرا لإبراز المعالم الثورية إذ أنها تحسب الإمام الحسين عليه السلام رمزا ثوريا أو بطلا ثائرا ضد الظلم والطغيان. أما القنوات الفضائية والإذاعات التي تتخذ من مدينة الإمام الحسين عليه السلام كربلاء المقدسة مقرا لها ولمنطلق بثها الفضائي وهي أصبحت كثيرة وينتظر منها الموالون للإمام الحسين عليه السلام الكثير إذ أن أغلب مسؤوليها أو مؤسسيها أو ملاكها هم من الكربلائيين الشيعة فعلى هذه القنوات والإذاعات أن تتعاطي مع القضية الحسينية تعاطيا يختلف عن تلك التي تكون مقراتها في بلدان بعيدة. وعليها أن تخصص منهاجها لمصيبة الإمام الحسين عليه السلام، وتؤجل عرض وبث الأناشيد الثورية أو التعبوية أو التعريفية وبعض ما يبث على شكل مدائح وتتكرر بين وقت وآخر وكأنها لا تمتلك إلا هذه التسجيلات. فنتمنى أن تؤجل قليلا الإخوة الأعزاء المنشدين جزاهم الله خير الجزاء مثل: (حسين الأكرف ونزار القطري و جعفر القشعمي) وغيرهم. مع جل احترامنا واعتزازنا بهم إذ أن الحسينيين ينتظرون التذكير بالجانب المأساوي للقضية الحسينية وبيان مظلومية الإمام الحسين عليه السلام وهذا جانب مهم. وهذا الجانب يجتذب الدمعة الساخنة السخية بواسطة البكاء على مصيبة سيد الشهداء عليه السلام التي هي في جانب منها ثورة أيضا. واجتذاب الدمعة يحتاج إلى سماع أصوات حسينية شجية تنشد بحزن وأنين شديدين من القراء والمنشدين من التراث الكربلائي الحسيني الذي ساهموا مساهمة في ديمومة إقامة الشعائر الحسينية وكان لهم دور مهم في جريان الدمعة مثل الرادود حمزة الزغير والمرحوم عبد الرضا النجفي والمرحوم وطن وغيرهم.فضلا عن الخطباء الذين تخصصوا بهذا الجانب.وقال الإمام عليه السلام: الله ارحم العيون التي جرت دموعها. وحين تتذرع هذه القنوات بذرائع منها أنها لا تمتلك من تلك التسجيلات ويصعب عليها البحث عنها أو لا وقت لهم لذلك. فهنالك الكثير من الأفراد الذين يعتزون بتراث كربلاء وموروثهم الثر الغالي فيحتفظون بكم كبير من هذه التسجيلات التي تعني لهم الكثير حيث ترتبط ارتباطا مباشرا بتراث كربلاء الحسيني بإمكان هذه القنوات استعارتها وإن مالكي هذه التسجيلات على استعداد تام بل يتشرفون في إهدائها لهم لأنها تذكر الناس بتراث كربلاء المقدسة وبمصيبة الإمام الحسين عليه السلام. ولعلها تنقذ البعض من التكرار الممل والإعادة وتساهم في التنوع