حجم النص
سامي جواد كاظم هنالك قيم يحملها الانسان فطرية قد لا تكون لها علاقة بالانتماء الديني ونتيجة القيم هي خدمة الانسان او احترام الانسان ومثل هؤلاء تكون لهم مكانتهم المرموقة في نفوس الناس التي لا تحمل أي تطرف او مفاهيم خاصة بشان الاسلام، ونحن كثيرا ما نردد العبارات التي يطلقها المسيحي او اليهودي او حتى البوذي بحق اهل البيت عليهم السلام ونفتخر بها، فالقيم لا تنحسر في دين او مذهب. قبل شهرين او اكثر قام وفد من الفنانيين المصريين بزيارة لمكان مجزرة سبايكر وفي حينها كانت لهم مشاعر وكلمات كان وقعها على المتطرفين اصحاب الافكار التكفيرية الطائفية(من المصريين وبعض الساسة العراقيين) كسقوط صخرة على قطعة زجاج، وبدا المرتزقة من وائل الاتروشي والمحامي عن الصحب والال اسماعيل او خالد اسماعيل بتلفيق الاكاذيب عن الشيعة ولكن هنيئا للفنانين المصريين في ردهم الحازم لهذه الافواه. الان تاتي نفس الفنانة بصحبة وفد اخر ومنهم الفنان محمود الجندي وشيخ الازهر حسن الجنيني، ومن المؤكد يستعد وائل الاتروشي لاجراء مناظرة معهم وبرفقته المدافع عن الصحب والال، هؤلاء جاءوا لينظروا باعينهم بعيدا عن وسائل الاعلام التي غالبا ما تشوه الحقيقة، جاءوا ليكذبوا او يصدقوا، جاءوا بارادة حقيقة تبحث عن الحقيقة، لم ياتوا للشيعة، لم ياتوا لاثارة الطائفية، بل جاءوا باسم الانسانية، لبس الجندي الزي العسكري واعلنها صراحة ان الحشد الشعبي ابطال وشهداء، لم يلتفت الى الشيعة والسنة اطلاقا. هل يمكن لي ان اقارن شيخ الازهر حسن الجنيني بالشيخ الاكبر للازهر الذي صرح تصريحات تجنى على الحشد من غير التثبت مما سمع او راى؟ كلا فشتان بين من يرى الحقيقة بعينه وبين من يسمع اكاذيب من غيره. مدرسة الازهر عرفت بمدرسة الاعتدال وكثير من مشايخهم لهم ثقافة عالية ونظرة رائعة للمذاهب الاخرى من غير جرح او تهميش، وبعد هذا الموقف هل يقال عن شيخ الازهر او الفنانين انهم تركوا التسنن واصبحوا شيعة ؟ كلا بل هم ما عليه باقون وسيجزي الله عز وجل وليس البشر كل مسلم بما يؤمن ويعمل، ومنذ متى وضعنا الله لنقتص من الاخرين بسبب عقائدهم، فلكل امرئ ما نوى واعتقد وامن شرط ان لا يتعدى على حقوق الاخرين. بهذه الزيارة والتي قبلها ظهر لنا ان الفنانيين المصريين لهم ثقافة احترام الاخرين ويحملون من الشجاعة في مواجهة الامور التي لربما تاتي بردود افعال سلبية لهم ولكن بالرغم من ذلك تجدهم لا يبالون طالما يريدون معرفة الحقيقة. واشارة الى الفنانة المصرية التي لاقت بعض ردود الافعال السلبية في زيارتها الاولى وبالرغم من ذلك عاودت الكرة فان هذا يدل على انها تتمسك بما تؤمن وانها تنظر للانسان بانه انسان ولا تنظر اليه كما ينظر المدافع عن الصحب والال.
أقرأ ايضاً
- كي لا يندم يونس محمود !
- "العشق الممنوع" بين العبادي والمحمود
- مصر والسعودية ومحمود عباس طلبوا من نتنياهو نزع سلاح حماس!