حجم النص
بقلم: رائد العتابي. لا تخلو الحياة من مشاكل ولكن كيف نحلها ان اعظم هدية من السماء الى الارض الدين الذي هو الحياة وهوهي به نحل مشاكلنا ونبني حياتنا ونكمل انفسنا حتى تكون حياتنا عصية علىالمشاكل متدرعة ضدها ان الارتباط بالله تعالى وحبه والاخلاص لههو الدواء والشفاء والاطمئنان وراحة القلب قال الامام الصادق عليه السلام:(المفوض امره الى الله في راحة الابد والعيش الرغد)1تكون كالنهر الذي ينظف نفسه بنفسه ولا يهمه ما يلقى فيه من جيف نجسة يفككها ويحللها ولا يتاثر بها ولا تغير من قوامه وصفائه لتكن حياتنا كذلك النهر نمتص المشاكل ونفككها ونبطل مفعولها ولا تفجر حياتنا لنحول المشاكل الى فوائد ونعتبرها امتحانا لمدى قوة اسرنا وتماسكها اذ من خلالها نتعرف على نقاط الضعف فيها والخلل ونصلحه ونسده فتصبح الحياةاكثر قوة وتماسكا وتفيد في تعريفنا بنجاحنا في حل مشاكلنا وقوة حياتنا.ان القيت قطرة دم في الماء تنجس وفسد ولكن اذا القيت شعرة زعفران زاد الماء قيمة وطعما ان الكلمة الحلوة والحب والاحترام والحنان مواد اذا اضفناها الى حياتنا تزيد من قيمتها وجمالها وحلاوتها بالالفة والتفاهم وبالحب نتغلب علىالمشاكل وتكبر في اعيننا الحياة. الحب هو الاكسير الاعظم لديمومة كل شي وبالاخص الحياة ان قلب الانسان ينبض ويعمل لوجود نقاط تشبه الشحنات الكهربية اولنقل مولدات تكتب له الديمومة والاستمرار فاذا خلت حياتنا من شحنة الحب والتفاهم انطفات حياتنا وماتت. على الزوجين منذ بداية حياتهما الزوجية ان ياخذا الحب وينميانه على مدى ايام حياتهما ليكبرمعهما لا ان ياخذانه حاضراً كبيرا ثم يقضمانه وينقص شيئا فشيئا ثم ينتهي ويغيب ينبغي ان يعدا عدا تصاعديا للحب ليزداد ويكبر لا عدا تنازليا ليصغر وينتهي يدعاه يكبر مع حياتهما فانهما احوج اليه عند الكبر اذا تقدمت بهما الحياة وساربهما الركب على الزوجين ان يبنيا الحب في القلب كما يبنيان بيتا في الخارج ليكون لهما كنة. لنجعل من الحب نقودا تضعها في صندوق القلب فانت احوج اليهعندما تكون اسرة واطفالا الحب كالصديق المخلص كلما طال عليه الامد ازداد قيمة. ان المشاكل في البيت كضربات المطرقة اذا كثرت هشمت ودمرت او كالجراثيم اذا بقيت في الجسم نخرته وقضت عليه فلا بد من اخراجها والتخلص منها انك لا تستطيع ان تبيقي الزبائل في البيت لانها تزداد وتتراكم وتسبب الروائح الكريهه والامراض فلا بد من اخراجها.من المشاكل الخطيرة التي تواجه الحياة الغضب بالاخص في مجتمعنا العراقي هو نار تلتهم الحياة وتسبب المشاكل لان الانسان في تلك الحالة لا يفكر بعقله ولا يرى بعينه لان كيانه في ذلك الوقت يكون بيد الشيطان يوجهه ويقوده كيف شاء. الغضب جنون بامتياز وهو يزداد سورة وشدة اذا لم يطفئه الانسان في مراحله الاولى هو شرارة نار تلتهم الاخضر واليابس فالحكيم من اطفئها منذ اشتعالها قبل ان تتضخم قال الرسول الاكرمصلى الله عليه واله وسلم:(ما تجرع عبد جرعة افضل عند الله من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله)2 وروى الكليني في الكافي عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه واله وسلم يارسول الله علمني قال: اذهب ولا تغضب فقال الرجل:قد اكتفيت بذاكفمضى الى اهلهفاذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا السلاح فلما راى ذلك لبس سلاحهثم قام معهم ثم ذكر قول رسول الله صلى اله عليه واله (لا تغضب) فرمى السلاح ثم جاء يمشي الى القوم الذين هم عدوه فقال ياهؤلاء ما كانت لكم من جراحة او قتل او ضرب ليس فيه اثر فعلي في مالي انا اوفيتموه فقال القوم: فما كان فهو لكم نحن اولى بذلك منكم قال: فاصطلح القوم وذهب الغضب. ان المشاكل التي يمر بها البلد شديدة وقاسية ولكن هل نستسلم لها لتقضي علينا ام نواجهها بشئ من العقل والحكمة والصبر من اجل صحتنا وصحة اطفالنا ومستقبلهم ان من الصور المخيفة والمرعبة ان (يتصايح) الزوجان مع كلمات التعنيف والسباب والطفل بينهما حائر خائف لا يدري مايفعل ان انساننا خاضع وجبان امام المشاكل يفرمنها سريعا ولا يجابهها بصمود واصرار فيقع فريسة سهلة فنراه يغضب ويصيح ويبطش وحتى يقتل ولا يستعمل الحكمة ولا الروية لحلها ولا يتجرعها بشجاعة ولا يمتصها بل يقف ذليلا امامها قال الامام الرضا عليه السلام لما سئل عن العقل:(قال التجرع للغصة ومداهنة الاعداء ومداراة الاصدقاء)3 اننا نتعامل مع الحياة بسذاجة وكانها خلقت للمشاكل والمعاناة والمكابدة وهي ليست كذلك نستطيع ان نغيرها بقليل من التامل والحكمة والتفكير هناك مجالات عدة لتغييرها نحو الاحسن ان نتعلم –مثلا- لغة اخرى ونطرق باب التاليف والتصنيف او تنظيم جلسات اسبوعية في البيوت او الحسينيات لمناقشة موضوع او نحل مشكلة نتعلم من خلالها ادب الحوار والمناقشة او نشارك في دورة تعلم الكومبيوتر او نتعلم حرفة معينة نقضي بها على الملل ورتابة الحياة ان نفكر في فتح مشروع تجاري صغير او تعلم الخياطة والابداع في شتى مجالات الحياة ولعل النقطة المهمة هي التزاور او الخروج الى الخضار- ان وجد- وهكذا ان الفرد في مجتمعنا قد حبس نفسه بين جدران اربعة وبين العمل والمنزل وترك مجالات الحياة الرحيبة التي من السهل ان يدخلها ويبدع فيها ونحن العراقيون اصحاب عقول لا يستهان بها ولكن قبل كل شئ ان نفكر بسلامة وطننا وامنه اذ لا عزة بلا وطن. 1 مصباح الشريعة 2 نهج الفصاحة 3 امالي الصدوق. رائد العتابي. e-mail [email protected]
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته "البيئية - المناخية" الخانقة ؟
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟