حجم النص
نـــــــزار حيدر لا يمكن ان يتحقّق السّلام في البلاد، وتحديداً في ارض المعركة، قبل ان تتحقّق دفاعاته في عقليّة القادة والزعماء والمسؤولين، بل قبل ان تتحقق دفاعاته في عقلية المواطن، كل مواطن. ولقد اشارت المرجعية الدينية العليا اليوم، وللاسبوع الثاني على التوالي، بخطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة والتي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الى عدة مواصفات ومقوّمات يجب ان تشكّل شخصية القيادة الأمنية والعسكرية تحديداً عند اختيارها لتسنّم موقعها في المنظومة الأمنية، لتساعد على تحقيق دفاعات السلام في عقليّته، من خلال دعوتها الى التدقيق في حسن اختيار القادة الامنيين. ان من بين المواصفات المطلوبة التي ذكرتها المرجعية الدينية العليا، اثنتان؛ الاولى؛ ان يكون القائد ذا عقلية وطنية، وحس وطني. الثانية؛ ان يكون مستوعباً لجوهر المعركة الشرسة التي يديرها العراق اليوم ضد الارهاب. ولا يمكن الأخذ بعين الاعتبار هتين الصّفتين الاستراتيجيّتين عند الاختيار والتعيين، اذا ظلّت المؤسسة الأمنية تحت طائلة المحاصصة والحزبية الضيقة والتدخلات والتأثيرات الكتلويّة والمذهبيّة والإثنية. ان القائد العسكري والامني اذا كان يحمل في ذهنيّته وفي طريقة تفكيره وعقليته ذرة من الدوافع الطائفية والعنصرية والمناطقية، او انه لم يستوعب جوهر الحرب المقدسة على الارهاب، كونها حرب وجود وليست حرباً طائفية او عنصرية، وان الارهاب يستهدف كل العراق وكل العراقيين وليس فئة دون اخرى من المجتمع، اذا كان يفكّر بهذه الطريقة فانه سوف يُزيد الطّين بلّة على حد قول المثل المعروف، وسيكون ضررهُ في ساحة الحرب اكثر من نفعه، بل قد يكون سبباً مباشراً في اضاعة الجهود والانجازات والانتصارات. يجب ان يتميز كل القادة الامنيين والعسكريين، وفي شتى عناوين القوات المسلحة، بالحس الوطني فقط، وكل حسّ آخر يجب ان يصطفّ بالطّول مع هذا الحس وليس بالعَرض، اي ان يضيف له ولا يتقاطع معه. لقد قدّم خطيب الجمعة اليوم المسؤولية الوطنية على المسؤولية الشرعية اكثر من مرة، لانها هي القاسم المشترك الحقيقي والواقعي بين كل المسؤولين العراقيين، بل بين العراقيين بشكل عام. ١٥ مايس (أيار) ٢٠١٥
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- ذكرى استشهاد مولاتنا البتول فاطمة الزهراء (عليها السّلام)