- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ابعاد جوهرية في نصائح المرجعية
حجم النص
سامي جواد كاظم الظروف التي تمر بالعراق يجعل من الحكومة والشعب ان يتخذوا ما هو مناسب من اجراءات لاحتواء هذه الظروف العصيبة وعلى مختلف المستويات، ودائما تكون ظروف الحرب سواء اعلانها او توجيهها من اصعب الامور التي تتخذ القرارات بسببها، فمسالة اعلان حرب ليس بالامر الهين وعليه عندما يتخذ القائد قرار اعلان الحرب فان هذا يتطلب دراسة دقيقة لماهية الاوضاع التي يعيشها العراق وماهية العدو الذي تعدى على العراق، ومثل هذا القرار هنالك الكثير من قادة العالم اتخذوه وبشكل متسرع ومن غير دراسة ادى الى كوارث وانتهاك حقوق، ومع اعلان الحرب يبداون بوضع الخطط العسكرية للانتصار على الطرف الاخر. هذا الظرف أي ظرف الحرب مر به العراق وكان لابد لمن يتصدى لامور البلد ان يتخذ القرار الحكيم في احتواء العدو ولكن كان هنالك تلكؤ وتخاذل البعض من قادة الجيش ادى الى سقوط ثلاث محافظات بيد كيان داعش، هذه الاوضاع التي يتابع مجرياتها المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله جعله يصدر بيان الجهاد الكفائي، هذا البيان الذي قلب الموازين على الاعداء والمتامرين مع الاعداء. واما الخطط العسكرية فكانت خطب الجمعة التي تنطلق من الصحن الحسيني الشريف تؤكد على سلامة الخطط العسكرية وعدم التهاون وسد الثغرات وتحكيم التخطيط حتى يتحقق الانتصار ونتجنب بالقدر الممكن الخسائر. والجديد الذي اقدمت عليه المرجعية والذي لم يقدم عليه احد من القادة العسكريين منذ حرب صفين وحتى اعتداءات كيان داعش، هذا الجديد هي النصائح التي وجهها السيد علي الحسيني السيستاني الى المقاتلين في ساحات الجهاد، فلو قمنا باحصاء الحروب التي شنها المسلمون وغير المسلمين منذ ان تولى بنو امية الحكم وحتى هذه الساعة فكل الحروب يكون جل اهتمامها الفتك بالعدو وتحقيق الغنائم من غير الالتفات الى الاحكام الاسلامية او حقوق الانسان بالمصطلح الحديث، والبعض من الحروب بعد انتهائها تظهر جرائمها وانتهاكاتها، بل ان بعض حروب المسلمين التي هي تحت مسمى الفتوحات الاسلامية كان قادتها يحثون المقاتلين على الحرب من اجل الغنائم (اموال ونساء)، واما الائمة المعصومين عليهم السلام الذين لم يتسلموا الخلافة فكانوا يذكرون باحاديث النبي والامام علي صلوات الله عليهما في الحروب كما جاء مثلا في النصيحة الثانية من نصائح السيد حيث ذكر في النصيحة "فقد صـحّ عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (كان رسول الله – صلّى الله عليه وآله ــ إذا أراد أن يبعث بسريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها)، وكذلك في النصيحة السادسة والحادية عشر، والبقية من النصائح هي عن القران الكريم ورسول الله صلى الله عليه واله والامام علي عليه السلام حصرا. هنالك ابعاد اخرى لهذه النصائح لا تنحصر فقط بالمقاتلين في ساحات القتال وليست هي ظرفية طبقا للظرف الذي عليه العراق الان بل ان لها ابعادا اخرى ان وفقنا الله عز وجل سنشير اليها مستقبلا
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- الابعاد الاستراتيجية لتطوير تشريعات الاحوال الشخصية