- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
موسوعة الحسين تذكر المصادر التي لم تعتمدها
حجم النص
سامي جواد كاظم قيمة الكتاب التاريخي وبالاخص الموسوعي هي من قوة مصادره التي يعتمدها وتزداد قيمة الموسوعة عندما يعمد المؤلف الى التدقيق في المصادر ومطابقتها مع غيرها ليصل الى افضلها، وينقل الاراء المختلفة ان لم يرجح احدها ويذكر سبب الترجيح ان رجح باسلوب منطقي وعقلي. الشيخ محمد الريشهري له موسوعة عن الامام الحسين عليه السلام وحاول ان يجمع كل ماله علاقة بالحسين عليه السلام حتى تكون الموسوعة مصدر للباحثين عن ما يريدون البحث عنه في أي مجال يخص الحسين عليه السلام، في موسوعته هذه ضمنها ابواب قد تكون انفرد بها من دون غيره الا وهي انه ذكر في فصل خاص تحت عنوان "المصادر غير الصالحة للاعتماد"، وقبل الشروع بذكرها ذكر اسلوبه في عدم اعتماده لهذه المصادر وفي الوقت نفسه اشار الى انه ينتقد المصدر لا صاحب المصدر بل انه يثني عليهم ويذكر سبب عدم اعتماده عليها فيعزوه الى امور خارجة عن ارادة المؤلف او للخلل في طريقة جمع المعلومات. من هذه المصادر التي لم يعتمدها مقتل ابي مخنف ويقول عنه المنسوب الى ابي مخنف، وحتى لا يساء الظن به فانه ذكر هوية المؤلف قائلا:" لوط بن يحيى بن سعيد (ت158هـ) من المؤرخين الموثوق بهم " اذا يؤكد على وثاقته ولكنه برر عدم اعتماده على المقتل بان الاصل مفقود والموجود هو تجميع لروايات مبعثرة في بعض الكتب التي اعتمدت روايات ابي مخنف من غير التمعن في السند او المتن ولهذا جاءت كثير من الروايات لا تعبر عن ما جرى يوم الطف، ويؤكد الريشهري صدور كتاب مجهول تحت عنوان مقتل ابي مخنف لا يتوفر دليل على صحة نسبه للمؤلف. مصدر اخر غير معتمد هو "نور العين في مشهد الحسين" المنسوب الى الاسفراييني الشافعي ت 417هـ وعند ترجمة حياة المؤلف لم تذكر المصادر القديمة ان له كتاب بهذا العنوان، ومن ذكره هو اسماعيل باشا وعليه اعتمد اغا بزرك الطهراني وعند العودة الى المصدر الذي اعتمده اسماعيل باشا نجده ذكر وفيات الاعيان، وعند العودة الى هذا المصدر لم يجد الريشهري هذا الكتاب كما وان اسماعيل باشا ذكر هذا الكتاب في مكان اخر بعنوان ايضاح المكنون دون ذكر مؤلفه، فالاسفراييني بريء مما نسب اليه. "روضة الشهداء" للواعظ الكاشاني (ت910) وهو باسلوب قصصي ممتع حيث ان المؤلف يجيد سرد القصص التاريخية باسلوب ممتع وكان محب لاهل البيت وقد وضع قصصا عن واقعة الطف اختلط المعتبر بغير المعتبر وكانت غايته من التاليف ان يكون خاص لقراء المجالس وعليه لا يعتمد عليه، "المنتخب في جميع المراثي والخطب" غاية مؤلفه فخر الدين الطريحي(ت1085هـ) ابكاء الناس فهو ليس تاليفا تاريخيا علميا وقد امتزج فيه الغث والسمين بما لاينسجم وطبيعة المؤلف. "ناسخ التواريخ" للميرزا محمد تقي سيهر(ت1297هـ) المعروف بلسان الملك من شعراء وكتاب البلاط القاجاري وقد الف هذا الكتاب من قبل السلطان القاجاري بتاليفه عن تاريخ العالم لهذا عندما يتعرض لواقعة الطف فانه لا يدقق في المعلومة وقد وقع في اخطاء تاريخية وقد عد الشهيد الطباطبائي اشتباهات كثيرة فيه. "اسرار الشهادة" لاغا عابد الدربندي (ت1285هـ) يرى الريشهري بانه يتضمن اخبار ضعيفة وغير صحيحة وقد علل ذلك بقول المؤلف أي الدربندي عن المبنى الذي اعتمده في التاليف هو علامات الكذب لا تمنع من النقل وان بلغت درجة الظن، ولا اشكال في نقل مثل هذه الاخبار في بيان السيرة والتاريخ. فيرى المحدث النوري ان المخطوطة لا اساس لها ومجهولة ولا يمكن الاعتماد عليها بل يحتمل انها ليست من مؤلفات عالم جليل مثل الدربندي. هنالك كتب اخرى لم يعتمدها المؤلف منها "محرق القلوب" الملا مهدي النراقي (ت1209هـ)، "عنوان الكلام" للملا محمد باقر الفشاركي (ت 1314هـ)، "تذكرة الشهداء" (ت1340هـ)، و"معالي السبطين" لمحمد مهدي المازندراني(ت1385هـ)، وقد ذكر الاسباب. وانا ارى ان هنالك سبب اخر سيؤدي الى ظهور كتب فيها اخبار غير معتمدة ساتطرق اليها في مقال قادم ان شاء الله.