حجم النص
قدَم الباحث الاسلامي السيد جواد الخوئي مدير مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في العراق بحثاً مرتجلاً ضمن طاولة مستديرة نضمتها مؤسسة وعي awareness (ثقافة، تعايش، سلام)، في وسط العاصمة البريطانية لندن، وبرعاية الأب الدكتور نديم نصار، تحت عنوان: ((العراق وسوريا.. مواجهة التطرف وتهجير الأقليات))، وبحضور ومشاركة نخبة من الباحثين والمفكرين العرب في بريطانيا وكان الخوئي هو الباحث الرئيسي في الجلسة ولم يمنعه الارتجال من التركيز على أهم المفاصل الحيوية لعنوان الجلسة، وبرؤية مستنيرة وعميقة وفق رؤى ومنهج المرجعية العليا وفكر الحوزة العلمية في النجف الاشرف، تنسجم والتحديات والمتغيرات المتسارعة التي تتعرض له المنطقة عامة والعراق وسورية بصورة خاصة... وقال السيد جواد الخوئي لوكالة نون الخبرية ان اهم المحاور التي تناولناها بدأً.. ماتعنيه كلمة الطائفية في أدبياتنا اليوم، وعدم الموضوعية بمعرفة الاخر "كتعريف البعض للآيزيدي باليزيدي"، مؤكداً في الوقت نفسه على احترام رأي وفكر الاخر ورموزه ومقدساته ومعتقداته، مستشهداً بقول الامام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " وجعل (تعريف "الشخص الطائفي" كما ورد في معجم الأوكسفورد: بأنه الشخص الذي يتبع بشكل متعنت طائفة معينة. بالنهاية يمكن وصف الطائفية في عصرنا الحالي بأنها التمييز بالعمل والمدخول، والاستحقاقات، ليس على معيار الكفاءة والمؤهلات بل على أساس طائفته وانتمائه). شاهداً لما يجري في بعض دول المنطقة كالمملكة العربية السعودية "مثلاً " لايمكن للشيعي او الإسماعيلي او السني الصوفي ان يرتقي المناصب الأمنية"، وكذلك السني في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، او الكردي في تركيا، وليس بالامكان تصور رئيس وزراء مسيحي في اغلب دول المنطقة؟ وأشار الى ان الطائفية كانت وما زالت متأصلة ومتجذّرة في مجتمعاتنا. فمنذ ضحايا الصراع الصفوي العثماني ومازالت الى يومنا هذا، مع اختلاف المسمّيات والأساليب.. مستغربا من ارتداء ثوب الطائفية لساسة ليس لديهم أي التزام ديني أو مذهبي، بل مثلّه بالموقف الأنتهازي من اجل الحصول على منافع خاصة وضيّقة ". حتى بدأت تنتهي الى حلقات أضيق واصغر مثل القبلية والعشائرية والمناطقية و.... الخ، وصولاً الى صراع البداوة والحضارة كما يعبر عنه علي الوردي، "والعصبية" كما يسميها بن خلدون، بانها اسهل الطرق للوصول الى السلطة والتي جاءت بنتائج مرعبة؛ إذ لم يتبق من مسيحيي تركيا "الذين كانوا يعدّون بالملايين بداية القرن العشرين" إلا بضعة آلاف، وكذلك في سوريا وصلت نسبتهم إلى أقل من عشرة بالمائة بعد أن كانوا ثلث عدد السكان في مطلع القرن الماضي، وفي لبنان بعد أن كانوا الأغلبية في ثلاثينيات القرن الماضي، أصبحوا الآن اقل من ثلاثين بالمائة من السكان، وفي مصر، ولأول مرة منذ الخمسينيات، يغادر الأقباط أرضهم بأعداد كبيرة، وفي فلسطين تضاءلت نسبتهم بعد أن كانوا أكثر من عدد المسلمين هناك، اما في العراق بعد ان كانوا يضاهون المليون وصل عددهم الى الى ما يقارب الربع المليون، وإذا استمر الوضع على ما نحن عليه سيكونوا مسيحي الشرق الأوسط في خبر كان. ومعللاً أسباب الطائفية لدور الاعلام السلبي، ومناهج التعليم، وصولاً لتسيس الدين، مستذكراً مقولة السيد الخوئي(قدس سره): "نحن يقال لنا روحانيون اي أهل الروح والمعنويات ودخولنا في الدنيا سيخسرنا الدنيا والآخرة " كما وابدى مقترحاته لبعض الحلول الناجعة لمعالجة الطائفية، بدأً من تأسيس دولة المواطنة لادولة المكونات، ودولة المؤسسات لا دولة الافراد، مشيراً لما دعت اليه المرجعية العليا "باقامة دولة مدنية لادولة دينية "، والمساوات، والاصلاحات، من خلال المناهج الدراسية وملائمتها لمجتمع تعددي، والاعلام الايجابي المحايد، ورفع الظلم عن بعض الشرائح المجتمعية، والعدالة بالمناصب، واعطائها لمستحقيها، وتعزيز التعددية انتهاءً بالمفاهيم الصحيحة التي جاءت بها الأديان.
أقرأ ايضاً
- النزاهة تكشف أسماء الوزراء المشمولين بالاستجواب
- ممثل السيد السسيتاني خلال استقباله ممثل الامم المتحدة يدعو للاسراع بوقف اطلاق النار في غزة
- لبنان: نعول على دعم العراق في إعادة الإعمار