- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أنهم يستكثرون علينا الديمقراطية
حجم النص
بقلم:صادق غانم الاسدي العالم أصبح اليوم قرية صغيرة او ربما اشبه بقطاع من قطاعات مدينة الصدر المتشرنقة في زخم الدوروكثرة السكان يعرف فيها الجار اخبار جاره اليومية وتنتشر المعلومة الحسنة والسيئة بإسرع من البرق , والذي يحدث في قارة استراليا بعد مرور دقائق نسمعه ونطلع عليه بالصورة والصوت وتتسابق الفضائيات بنقل اخبار الكون والحوادث العجيبة والتغيرات السياسية, واطلعتنا هذه الفضائيات عبر مراسليها عن الثورات المستمرة والانقلابات ضد الرؤساء ومتعتنا أيضا عن وصول العلماء الى اعالي السماء ووصولهم الى القمرونزلوهم الى باطن الارض وغاصوا في البحار ,والمشاهد والمستمع العربي يمرعلى ذلك مرور الكرام ,وكشفت لنا أخبار الفضائيات عن حكام اضطهدوا شعوبهم وارتكبوا أبشع المجازر بحقهم وتغير الوضع فيها الى الاحسن , كما تغافلت الشعوب عن كل ذلك لانها مشغولة مع التطور التكنلوجي والثورة العلمية المستمرة , ولم يقفوا الا في باب العراق متسألين عما يجري داخل هذا البلد بعد ان تغير حبيب الامة العربية وعدو الشعب العراقي صدام حسين الذي انهك شعبه وسفك دمه وضيع الاموال ولااريد ان اسرد الحقائق والمواجع والكوارث الكبيرة ولآننا تجاوزنها ونسينا الماضي ونحن الان بطور البناء للحاق بالركب ومسيرة العالم المتقدمة , كما أن وقوف الدول العربية لتراقب مايجري بالعراق لم تكن شاهد عابر او شاهد يمد يد العون بل كانت ابعد من ذلك وبدلا من ان تقف السعودية وقطر وليبيا وبعض الدول في المغرب العربي الى جانب التغير ليعم الخير والاستقرار في جميع انحاء الوطن العربي ولتؤيد انقاذ هذا الشعب من الويلات , لم نرى الا ان تجند بعض من شعوبها وارسالهم الى العراق ليتعاون معهم اصحاب النفوس القذرة ومن هو لايمت للاسلام وللعراق بصلة ولايمتلك الروح الوطنية والخلق الديني , فأخذوا يفجرون ويقتلون بعناوين ومسميات غريبة وباعذار لاتمت الى الواقع, وغرق العراق ببحر من الدماء ذهب ضحيته الابرياء , والذي دفع السعودية وقطر وتركيا وبعض الدول العربية للانتقام من الشعب المسلم بالعراق هو ان شيعة العراق تربعت في مكانها الطبيعي بعد تغيبها لفترة قسرية دامت عقود من الزمن , كما ان الديمقراطية التي يتمتع بها العراقيين بعد التغير ابغضت دول مجاوره كانت تزيف معنى الحرية بالقول لابالفعل واخذت تتحذر من ذلك التغير وعملت على تشويه بعض الحقائق في اعلامها المغرض , فمرة تقول ان فئة من المسلمين اضطهدت ومرة تقول ان العراق لايمكن ان يكتب له الاستقرار وهذا حال الاعلام المغرض ليشوه الحقيقة من الداخل وهو بعيد عنها والذي يرى العراق على الرغم من التفجيرات الاخيرة ان البلد يسير بالاتجاه والطريق الصحيح , نعم ان هنالك اختلافات في وجهات النظر وتصريحات سياسية متناقضة وهذا دليل واضح على ان المواطن العراقي والسياسي يعبر عن ارادته بما كفل له الدستور, والذي اريد ان اقوله بصراحة ان جميع البرلمانات في العالم توجد لديها كتلة معارضة تعترض على الكثير من الاجراءات او القرارات التي يقرها المجلس النيابي لبلدانهم, وفي حالة وقوع ازمة سياسية عاصفة على البلد تجتمع الجهود لمواجهة التحديات وتذوب بها كتلة المعارضة لتنصهر مع بقية الكتل البرلمانية وتتوحد المواقف ,هذا مانراه في اغلب البرلمانات العالمية الا المجلس النيابي العراقي فوجود كتله فيه لم تكن معارضة انما تريد من خلال تصريحاتها وعملها هو نسف العملية السياسية وارجاع البلد الى المربع الاول ولم تتحد بعض التصريحات اثناء الخطر المحدق بالبلد , وهذا معروف لدى الشارع العراقي ان وجود الحيتان والدايناصورات المدفوعة سياسياَ من خارج الحدود اثر في عمل الحكومة وشجع من خلال تصريحاتهم على خلق فجوة واسعة استغلها الحاقدين لتنفيذ مأربهم الوحشية , ولاننسى ان هنالك دور خطير لمراسلين الاعلام وبالخص مراسلي الفضائيات "التي تحلم يوماَ ان تكتب او تنشر تقرير عن مساوىء النظام السابق وبعد ان ازيل الستار والحجاب عنها اخذت تعمل بالضد من العملية السياسية وبين فترة واخرى تعد تقريراً مصوراَ وانجازا تعتبره تاريخيا عن منطقة تكثر فيها النفايات وتتهم كل السياسيين بالفساد وما تروج له قناة البغدادية الخبيثة والرافدين معا هو التسقيط والتشهير وليس ممارسة دورا إعلاميا يفضح الفساد, الحمد لله انتهينا من خطوة الزحف الجماهيري الأكبر واخذ الشعب يتعظ من التجارب السابقة ويستفاد من التلكؤ ومارس حقه الحضاري بالذهاب الى صناديق الاقتراع تحت تهديد ومراهنات الأعداء بان العملية ستصاب بالتصداء والفشل, فلا أرى مثل تلك الأمور ستفرح الأعلام المغرض وخصوصا ان هذه المرحلة كانت مرحلة انتخاب ديمقراطية بعيدة عن التعصب والميل العشائري والطائفي وبان ذلك من خلال الممارسة الفعلية والوطنية وفهم المواطن حقيقة بعض السياسيين وأهدافهم في عرقلة البنة التحتية , كل ما تقدمنا خطوة يتفنن الأعداء بوضع العراقيل في سبل تقدمنا , ولكن الإصرار والمواصلة إضافة الى الصبر كل ذلك سيصل بنا ان شاء الله الى الانتصار على الإرهاب واجتثاث الفاسدين في كافة المجالات.
أقرأ ايضاً
- العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- الإبادة الجماعية في غزة ونفاق الديمقراطية الغربية