حوّلت آية قرآنية قسيسا ً أمريكيا من الديانة النصرانية إلى دين الإسلام وغيّرت حياته بشكل أقرب ما يكون إلى الخيال.
الآية \"ذلك الكتاب لا ريب، فيه هدى للمتقين\" التي جاءت في بداية سورة البقرة كانت المنعطف ونقطة التحول في حياة القسيس الأمريكي \"علي قواتيمالا\" من الديانة النصرانية إلى دين الإسلام وغيّرت مجري حياته بشكل أقرب ما يكون إلى الخيال.
وقال علي قواتيمالا لصحيفة \"الشرق الاوسط \" خلال تواجده الخميس في منى لأداء اولى فريضة حج له : \"كنت قسّيساً في مدينة كوين جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت على نشر وتعليم التنصير داخل سجون تلك المدينة، مع بذل الجهد والمشقة في تنصيرهم ، كوني كنت طالباً في المرحلة الأخيرة في مدرسة القسيس و هي المدرسة المعنية بتخريج القساوسة\".
ويضيف علي قواتيمالا ، الذي كان اسمه سيفريدوو رويس : \"قبل تخرجي في المرحلة الأخيرة من المدرسة المسيحية ، يتطلب منا الإطلاع على الكتب السماوية ، ليكون القسيس ملمّاً بجميع الديانات السماوية ، و من بين تلك الكتب القرآن الكريم الذي كان نقطة تحولي إلى الإسلام ، حيث فتحت أولى صفحاته ، ليسقط نظري على أول سورة البقرة \"ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين\" ، تنبّهت إلى تلك الآية التي لم تكن تقبل التفاوض أو المزايدة لأن المتعارف عليه عند بداية أي كتاب يبدأ مؤلفه بالاعتذار في حصول التقصير أو محاولة أن تتقبل ما كتب من عبارات ، إلا أن ما شدني في تلك الآية هو أنني أمام حقيقة لا تقبل الشك أو الريبة بقوله : \"ذلك الكتاب لا ريب فيه\" .
و تابع قائلا : \"بدأت في قراءة القرآن إلى أن وصلت إلى معلومات تناقض ما هو موجود في ديني ما جعلني أرجع إلى القساوسة الكبار في المدرسة ، الذين تهربوا من أسئلتي و نصحوني بعدم قراءة القرآن كونه من عمل الشيطان و من أعمال المسلمين، الأمر الذي زاد من إصراري و حبّي لهذا الكتاب لعدة أشهر مع إيمان أن هذا الكتاب لا يستطيع أي من البشر كتابة ما هو موجود من الجمل والآيات الواضحة فيه\" .
وأضاف : \"عدت إلى منزلي في يوم من الأيام بعد البحث و التقصي في دين الإسلام ، و دعوت الله أن يلهمني الصواب و يدلني على طريق الدين الصحيح . و في تلك الأثناء خرجت من المنزل لأجد أمامي شخصا يرتدي الثوب و يسير إلى المسجد ، فسألته عن اسمه فقال سالم باعقيل و سألته عن ديانته ، فقال الإسلام ، و إنه ذاهب لأداء الصلاة في المسجد ، فذهبت معه دون تردد إلى أن وصلت إلى المسجد الذي لم أجد فيها طقوسا كما هو موجود في ديانتي ، و التي منها تعليق الصور ، لأستنتج بأن هذا الدين ليس فيه عنصرية كغيره من الديانات .
وأصبحت أذهب إلى المسجد يوميا و لمدة أسبوع دون أن يكلمني أحد ، إلى ان جاء احد المسلمين وأنا جالس في المسجد و طلب أن يدربني على الوضوء ، فظننت في بادئ الأمر أنه يريد تعليمي الـ (voodoo) و هو نوع من أنواع السحر ، يقولها ضاحكاً، ففزعت كيف أن المسلمين يعلمون السحر ، إلى أن اخبرني أنها تعني الطهارة باللغة العربية ، فرضخت لطلبه و توضأت لأعلن بعدها إسلامي و مداومتي على المسجد دون خوف أو تردد .
و يشير علي قواتيمالا إلى أنه بدأت تمارس عليه الضغوط العائلية ، خصوصاً من أخته التي تعتنق الديانة اليهودية ، و التي حذرته في بداية اعتناقه الإسلام أن المسلمين سيقتلونه ، الأمر الذي جعله يتخوف و يتغيب فترة عن الحضور الى المسجد ، مستدركاً أن أخته بعد أن شاهدت تغيرا إيجابيا في حياته صرحت له بأنه \"لم يغشك من دعاك إلى الإسلام\" ، طالبة منه أن يجلب لها تذكارا من مكة ، عندما علمت بذهابه إلى الحج ، مضيفاً أنه بعد ضغوط نفسية و مشاعر انجذاب ، أرغمته على العودة إلى المسجد والتعمق في الإسلام والبدء في الدعوة إلى الإسلام في محيط مدينته.
و عن رحلة الحج و رؤيته للكعبة المشرفة التي تعتبر هي الأولى في حياته قال قواتيمالا : \"إنها من أفضل الأيام التي قضيتها ، خصوصا كوني أعلم أن الأماكن التي أزورها مرّ بها رسول الله (ص) خلال أدائه شعائر الحج ، و كنت أشاهد الكعبة و المسجد الحرام من خلال التلفاز مع وجود أمنيات في داخلي لزيارتها و مشاهدتها عن قرب ، لكن عند مشاهدتي لها لأول مرة تصلبت قدماي و لم أستطع الحراك ولم أشعر بنفسي ، إذ بدأت أبكي بحرقة مع شعور برعشة غريبة لم أستطع الحراك بعدها وظل ذلك المنظر راسخا في مخيلتي\" .
و يقول علي قواتيمالا : \"منذ خمس سنوات و أنا أنام تحت تأثير المنومات ، لكن عندما وضعت رأسي للمبيت في منى نمت دونها مع شعور بالراحة، افتقدته منذ زمن بعيد\" .
الحاج الأميركي \"علي قواتيمالا واحد من 17 ألف حاج مسلم كانوا على الديانة اليهودية و النصرانية وتحولوا بمحض إرادتهم الى الاسلام يجمعهم دين واحد ومخيم واحد في منى ويرددون كلمة واحدة \"لبيك اللهم لبيك\".
أقرأ ايضاً
- التعليم تعلن إعادة فتح التقديم إلى الدراسة المسائية لهذه الفئة
- وزير لبناني يوجه رسالة إلى المرجعيات الدينية في العالم: اللبنانيون بحاجة اليكم (فيديو)
- مطالبة برلمانية بزيادة تمويل صندوق الإسكان إلى مليار دولار