- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عقيل الطريحي ... إنها كربلاء ( حلقة 4)
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ (1) افرحني ـ والله ـ وسرني واغبطني كثيرا الخبر الذي انفردت به وكالة نون الخبرية الغراء المتضمن زيارة السيد الطريحي لجامعة كربلاء ولقاءه مجموعة من الاكاديميين عارضا عليهم مجموعة المشاكل التي تعترض واقع كربلاء وفحوى الخبر المفرح:(كشف محافظ كربلاء المقدسة على [عن]عدد من المشاكل التي تواجه الحكومة المحلية تقف على رأسها شبكات الصرف الصحي التي تعاني تلكؤا كبيرا داعيا اساتذة الجامعات واكاديميين في المحافظة للمشاركة في ايجاد الحلول الناجعة لبعض تلك الاشكاليات التي تواجه مشاريع الاعمار بالمحافظة خلال زيارة قام بها لجامعة كربلاء) بحسب الوكالة المذكورة وهي ـ لعمري ـ بداية طيبة جدا للاستعانة بالمثقفين والتكنوقراط واصحاب الخبرة والانتلجنسيا العراقية (وكربلاء تزخر بهم) وهذه الزيارة بحسب عملي كاعلامي ومتابع لواقع العراق وكربلاء وكاتب ومحلل سياسي مختص في الشؤون العراقية فهي اول خطوة لمسؤول عراقي يقوم بهكذا زيارة واستعانة ـ وبحسب علمي ـ وهي خطوة اولى في مشوار الالف ميل والشيء الذي يؤسفي ان هذا الخبر مر مرور الكرام على الاعلام والصحافة العراقية والكربلائية وربما يكون عندهم عذر لان الراي العام العراقي كان مشغولا بصخرة الاستاذ عبعوب وطفح مياه المجاري والامطار والمناكفات السياسية والمهاترات الحزبية التي حولت المشهد العراقي الى سوق هرج ومرج!!!!!. (2) وقبل الدخول في دائرة المسكوت عنه الذي لم يعد مسكوتا عنه وهذا في السر اما في العلن فالذي يتكلم عن الواقع العراقي (ومنه كربلاء) يكون إما مكروها او بطرانا لان هذا الواقع متخوم بالسلبيات وهي سلبيات لاتقع لوحدها على عاتق السياسيين بل وتقع على كاهل المواطنين ايضا وليس من الصحيح ان نرمي الكرة كلها في ملعب الحكومة ونرفع عقيرتنا ونقول نحن مظلومون تعالوا وانقذونا فالمواطن يتحمل جزءا من المسؤولية وهذا الكلام لايعجب الكثيرين او لايعجب الجميع بالمعنى الحرفي له فعندما قلنا يجب ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية لان الجهود والاموال والارواح التي بذلت في جعل حياتنا تزخر وتنعم بالكهرباء بعد حرمان وظلام وعنتريات اصحاب المولدات لسنين طوال جوبهنا بعاصفة من الاستنكار وقالوا تريد ان تحرمنا من هذه النعمة الموفورة وعندما طالبنا بتغريم المواطن الذي يبذر في استهلاك الطاقة الكهربائية اصبحت في ليلة وضحاها عدوا مبينا للشعب العراقي وعندما طالبت بتغريم الشخص او البيت الذي يرمي بنفاياته وانقاضه امام باب داره او في الشارع قالوا انت إما مخبول فيهديك الله او بطران تعيش وكأنك في الامارات او واشنطن، ولماذا لاتكون كربلاء مثلا كالامارات او دبي او واشنطن او مكة المكرمة او حتى الفاتيكان ماالذي ينقصنا واضرب هنا مثلا لعل الجهات المختصة والمواطنين على حد سواء ينتبهون ويعون فان القمامة في حي الحسين والانقاض والمزابل على قفا من يشيل اكرر في حي الحسين الحي العريق والمهم كونه حيا من الاحياء الراقية والمهمة وفيه الكثير من المسؤولين فكيف بالاحياء الفقيرة واحياء التجاوز..ساعدهم الله. (3) الكلام عن كربلاء يطول ويطول وذو شجون وهو ليس بدعا في الكلام عن العراق عموما فالعراق هو مجموعة من الازمات ومنظومة من المشاكل والاستعصاءات التي ليس لها قرار، ولكن الكلام له وقع خاص واهمية فائقة عن كربلاء لسببين الاول انها مدينة الحسين والثاني متعلق بالاول انها والنجف الاشرف عاصمتا التشيع في العالم ولولا احتلال الحرمين الشريفين من قبل قرود آل سعود ونزوهم على المشاعر المقدسة ولولا الظروف التي مر بها العراق والفساد المستشري فيه وايلاء المسؤوليات الجسام لمن هب ودب لكانت هاتان المدينتان المقدستان تضاهيان مكة المكرمة والمدينة المنورة!! بحسب اطلاعي البسيط ان المشاريع في كربلاء تصنف الى ثلاثة اصناف الاول مشاريع غير ذات جدوى اقتصادية (في الاقل في الوقت الحاضر) مثل مشروع مأرب كربلاء الدولي والمجزرة النموذجية وغيرها ولم اجد لهذه المسالة اثرا في اية وسيلة اعلامية مع العلم ان هكذا مشاريع تمول من الاموال العامة الصنف الثاني مشاريع متلكئة وهي كثيرة او كلها والاسباب ليست خافية على احد وهي كثيرة مثل مشاريع الطرق والجسور والمجاري وحتى الكهرباء وغيرها والصنف الثالث هو عدم وجود مشاريع اساسا وهي كثيرة ايضا وارجو الانتباه الى كلامي هذا: ان مقياس نجاح اي مسؤول (محافظ) هو الخدمات التي لها تماس مباشر مع الناس والانتباه ايضا الى مشاكل المواطنين التي ترفع الى المسؤولين او ماينشر منها في وسائل الاعلام وان كانت بسيطة الا انها تمثل معاناة كبيرة وبالتالي تكون مصداقية الحكومات المحلية في امتحان صعب والادهى من كل ماتقدم عزوف المواطنين عن الخوض في مضمار الانتخابات وتتحمل الحكومات المحلية الاسباب المباشرة في هذه النتيجة وان كنت اتلمس بصيص امل في هذا النفق (نفق التلكؤ والفساد والاهمال) في ادارة السيد عقيل الطريحي التي يبدو انها تختلف اختلافا كبيرا عن الادارات السابقة لكربلاء وعن بقية الادارات في المحافظات بحسب المعلومات التي تردني واتمنى ان يعمل السيد الطريحي لجنة (تعمل) من الخبراء والمختصين تقوم بمسح المحافظة مسحا ميدانيا وتقدير نسب المشاريع غير ذات الجدوى والمتلكئة والتي تحتاج الى مشاريع وهذا مقترح سمعته من ذوي الخبرة والاختصاص . (4) بناءً على كل ما تقدم اني لم اخض كثيرا في مسالة المشاريع بل اترك المسالة للمختصين وانا لست من ذوي الاختصاص وتكفي معاناة الناس من هذا الملف حافزا على ما اقول، ومن جهة اخرى ارى من البوادر الاولى لنجاح السيد الطريحي وهذه مسالة في غاية الخطورة ان الكثير من من مواطني كربلاء كانوا مُعرضين عن العملية السياسية وعن الانتخابات بالذات (وانا منهم) ولكن تأسيسا على ادارة السيد الطريحي فان قناعاتهم بدأت في التحول وكانوا مصرين على عدم تحديث معلوماتهم الانتخابية وقد حدثوها (وانا منهم بعد ثماني سنوات من الإعراض عن الانتخابات) وهذه منقبة تحسب للسيد الطريحي اتمنى ان تتحول الى جملة من المناقب كي يكون العراق (ومنه كربلاء) في الصورة الحسنة امام الراي العام الاقليمي والدولي لان صورة المسؤولين العراقيين لاتليق بالعراق كدولة ومرتكزات حضارية ولا بالشعب العراقي الذي لايستحق كل هذه المعاناة واتمنى كمواطن بسيط ان يكون باقي المسؤولين العراقيين من الجهات والاحزاب كافة ان يكونوا ضمن هذا النسق الكربلائي. وكان الله في عون الطريحي مادام هو في عون كربلاء الحسين (يتبع). إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته