حجم النص
بقلم:اعتدال موســـى ذكراللــَّـه ما بين نهر " صاد " المُـنبثِق من ساق عرش الجليل الأيمن ومن عين " غُـرْس " المـُـنبَجِسَـة وِرْداً عَـذِبا ً من عند قِــباءِ نبيَّـهِ الأجـلَّ والمعتادُ أنْ يُسبغَ وضوءَهُ الشَّريفَ منها يمرُّ غديرُ " خـُـمّ " ضفاف المولى " علي " عليه السلام. لتتوسَّـطَ " الولاية ُ التَّـشريعيَّـة ُ الإلهيَّـة ُ الكُـبرى " علي " حقيقة ً شامخة ً ساطعة ً مُنيفة بين التوحيد " الله " و النبوة " محمد " وكأنَّ التَّـكوينُ القَـدَرِي المُطلق والذي لا حدود له غير ما رسمهُ صاحب ُ الصَّنعة ِ وعِـلَّـة الخَـلقِ وسِـرّ الوجود لوجودِيَّـة ِ الحَـقِّ وحُـدوثيَّـة المكان للكائِنيَّـة ِ المكنونة وحيثُ نجاةُ الأوليـاء ِ الصَّـادِقيـن! ومنذُ بَـدءِ الخَـليقَـةِ وظهورها من عَـدَمِـيَّـة الكائنيَّـة ِ لوجودِيَّــةِ المحسُـوس ِ وميــاهُ الإلــِٰه الثلاثـة صادُها و غُرسُها وخُـمُّها تنسابُ بانسيابيَّـةِ الحيـاة ومع استمراريَّـة ِ خُــلودِ الأثر بِـفاعلـيَّـةِ المُــؤَثِّـر.. وتبقـى العَـلاقــة ُ التَّـكامُـلِـيَّـة ُ المُـثلـىٰ وارتباطاتُ المِــياهِ الرَّبَّـانِـيَّـةِ السَّـماوِيَّــةِ العُـلوِيَّــة ضمن أســرارِ الغيبِ المُـطلق التي لا يُدركـُ كُـنهها، ولا يَـعي جوهرها، ولا ينتبه لماهِـيَّـتِها وكيفيَّـتِها والزاميَّـة اليقين فيها.. والاعتقاد القلبي الجازم بِأثريَّـتِـهَـا في ثباتِ اجابة (ألستُ بربِّـكم!) إلاَّ مَـــنْ اصطفـىٰ اللَّـهُ تعالىٰ قلبَـهُ بعَـذْبِ وِرْدِها. فَــمِـنْ صَـادِ اللَّــهِ حيثُ تـوحيدُه وكاملُ عُــبُـودِيَّتِــهِ، ومطلقُ الاستكانَــةِ إليــهِ، ومنْ غَــرْسِ مُـحَـمَّـدٍ إذْ تتجسَّـدُ النُّـبــوَّةُ الخالِـدةُ، والرَّسَــالـة ُ الخاتِـمَـة والشَّـريعَـة ُ النَّـاسِـخَـة ُ لشرائِعَ رُسُـلِ الحَـقِّ وأنبياءِ (لِــيَـعَبُدُون)، ومن غَـديرِ خُـمِّ علــيٍّ ووِلاَيَــة ِالإمَــامَـةِ الإثني عشَـرِيَّـةِ والخِـلافَـةِ التَّــشرِيعيَّـةِ وتكويِنِـيَّـةِ الهِبَـاتِ.. -- تتَـكامَـلُ عَـلاقَــة ُ الوجُـودِ الكائِـنِ أمراً من ذاتِ الإلــٰـهِ المُـطلق. نهرٌ و بئرٌ وغديرُهما يتفرَّعُ من بينهما وقد سالَ طُـهرُ بهائهم متماوهً بذرّاتِ بعضها وتركيبة تكعيباتها الذَّرِّيَّــة بعضُها من بعض. وتبعيضها يتكاملُ اتساقــا ً ويتناسقُ كمالاً عند غديرِ خُـمّ إذ النّٰــبُّوة ُ تستوقفها الــرُّوحُ الإلهيَّـة ُ الأمرِيَِّـة ُ أنْ بلِّغْ ما أنزلَ إليك من ربِّك وإن ْ لم تفعل فما بلَّغتْ رسالتـه.. ويصطـَـفُّ الكرامُ الخالدونَ مبايعونَ الإمامـة َ. والغديرُُ يشهد ُولايـَـة َ اللــَّـهِ الكُـبرىٰ وميثـَـاقَــهُ الغليظ. وتفترُّ النُّـبُّـوةُ ثِقلا ً، والوحدَانِــيَّـة ُ يقينــا ً ثابتا ً حولَ مداراتِ الخلافَـةِ. والمُـتَّـبِعُونَ الغديريُّون َ الخُمِّـيْـونَ على الفِطرة ِ التي فطرَ الله ُ النَِّاسَ عليها.. بَـخْبَـخُـوا الإمــارَة َ لذَوِي الولايـَــة ِ السَّـِماوِيَّـة ِ العُـلْـوِيَّـة ِ الملكُـوتِيَّـةِ التَّـبليغيَِّة عنْ النُّـبوة ِ.. عنْ الـوَحْــدَانِـيَِّة ِ.. عن الذاتِ الإلهيَّــةِ عنْ اللـَّـوحِ عن القلم ِ عن الكُرسِيِّ عن العَـرشِ عن اللَّـــهِ جـلاَّ عُــلاه.. فـهنـا وفي ذاتِ البُـقعـةِ التي حَــدَّدَتْــها القُـدرةُ، وباركها الرَّبُّ، وتعلَّـقتْ في تُـرْبِ ضِفافِها شَـذَراتُ الرَّسَـالةِ.. استكانتِ الأنفُـسُ بضياءِ نُــورِها، واطمـأنَ القلبُ بعـزِّ قُــدْسِـه، واستنشَـقَ كُـلُّ ذي رُوح ٍ عبيرَ صادِ اللَّـهِ وأرَجَ غَـرْسِ مُحمَّـد وعَـبَـقَ خُٰــمِّ عليٍّ واستشفَّـتِ الرِّضَــا. ورضتِ المُـبايَـعَـة َ وطَـابتْ.. وطَـهُـرَتْ. واستفاضتِ الأكـؤُس من طِيبِ عـذْبِهـا ومن عَـذْبِ جَـنـانِها ومن جَنانها الزَّاهِـرات.. صاد: روي أنه عين ينبع من تحت العرش يقال لها ماء الحياة. حسب تفسير عبدالله شبّر. #. غُـرس: من الآبار النبوية الشهيرة في المدينة المنورة وماؤها من صفاته أنه يغلب عليه الخضرة، طيب عذب. ويروى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((يا علي إذا أنا مت فاغسلني من بئري بئر غرس)). #. غدير خم: هو مكان يقع في منتصف المسافة بين مكة و المدينة. و قد سمي المكان بالغدير لوجود المياه فيه.
أقرأ ايضاً
- مشروع الـ1000 مدرسة.. تعرّف على حصص المحافظات من المدارس المنجزة مؤخراً (فيديو)
- العتبة الحسينية توزع ادوية ومساعدات على النازحين في برج ابي حيدر في لبنان (فيديو)
- الأنواء الجوية: منخفض جوي يسبب أمطاراً وموجات غبار بدءاً من الأحد