- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اضاءات في التاريخ الإسلامي الصحيح (4)
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ طيلة ثلاث وعشرين سنة هي فترة الدعوة الاسلامية التي كان يقودها الرسول الاعظم (ص) كان هناك اسلام واحد لاغير هو الاسلام المحمدي الاصيل والاصلي ـ لاكما يدعي الوهابية والنواصب ومدعو "السنة" والجماعة ـ اسلام يقوده الرسول (ص)و يشاركه ويعاضده اخوه امير المؤمنين (ع) باشراك النبوة والامامة وهما الأصلان الرئيسيان من أصول الدين بعد التوحيد والمتمثلان بمحمد (النبوة) وعلي (الامامة) فمحمد اصل وعلي اصل وكلاهما يمثلان الرسالة بوجهيها النبوة والامامة بالقول والفعل والاسلام نظرية وتطبيقا وبدون النبوة كاصل من اصول الدين لا يقوم للامامة كيان كاصل ايضا من اصول الدين فالنبوة دون الامامة نبوة ناقصة فلا نبي من دون وصي والوصي هو حجة الله على خلقه وان لم يكن نبيا فليست العلاقة بين الرسول (ص) وعلي(ع) علاقة اخوة فقط (ابن عم وصهره على ابنته) ولطالما قال النبي(ص) لعلي "هذا اخي" ولم يقلها لغيره قط بل لان عليا هو كان مشروع إمام ومنطلقا لامرة المؤمنين بعد النبي وقاعدة الامامة التي قامت الرسالة على اكتافها.. اسلام واحد يكتبه محمد ويشركه علي ويرسم ملامحه الانية والمستقبلية ويضع خارطة طريق له محمد وعلي فمحمد(ص) منذر وبشير وعلي (ع) هادوَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ {الرعد/7}والهادي هو علي باتفاق جميع المذاهب الاسلامية الا من في قلبه مرض او لعلة في نشأته ومولده او محرف للكلم او مزور للوقائع فالهادي مشارك في الرسالة ماعدا الوحي ومساند فهو اذن وصي وخليفة ومنطق (ولكل قوم هاد) يشير الى فحوى التوصية وقرينة الحجية الامامية الملازمة بحكم الشراكة لحجية النبوة بدلالة واو العطف في (ولكل) فالتعاطف في المسؤولية التشاركية والتعاضدية مفهوم من سياق الاية الكريمة،وليس لكون علي ابن عم الرسول او صهره على ابنته فاطمة وليس محاباة لابي طالب (رض) الذي احتضن النبي ورباه واحتضن الاسلام والدعوة الاسلامية فيما بعد وساندها بكل ما عنده (وقد ترعرعت الرسالة في حضنه وكنفه)الى ان مات جوعا ومرضا وفقرا في حصار الشعب في نفس العام الذي ماتت فيه ام المؤمنين خديجة (رض) من الجوع والمرض وهي التي كانت يقرئها الله بنفسه شخصيا السلام ولم يقرئ الله السلام على غير خديجة فهي ام المناقب الحميدة وهي الاثيرة عند النبي (ص) وام ولده وام فاطمة مرتكز النبوة والامامة وايضا...ليس لكون علي(علي) كان يمتلك من المواصفات والمؤهلات والكفاءات والامتيازات والخواص مايؤهله للعب الدور الستراتيجي الذي لعبه في حياة النبي(ص) كما يدعي البعض فهذه المواصفات والمزايا والمؤهلات لم ترفعه الى مصاف الصحابة الاجلاء والى التشرف بالمصاهرة (فهذه المصاهرة امر بها الله تعالى وكما يروى عن النبي باتفاق الفريقين قوله ان الله امرني ان ازوج عليا من فاطمة.. والامر هو الوحي اي ان عقد قران علي على فاطمة جاء عن طريق الوحي) وجميع المسلمين يعرفون ان مصاهرة النبي (ص) على ابنته هي الشرف الاعظم مابعده شرف ويعرفون ايضا ان لاكفء لفاطمة سوى علي (ع) ولذلك اخترع اصحاب النفوس المريضة واساطين المدرسة الاموية والهريرية (نسبة الى ابي هريرة) قصصا خيالية مثل وجود بنات اخريات للنبي (ص) ووجود اصهار اخرين غير علي (ع) على بناته المزعومات ورووا ان عثمان كان صهرا للنبي على ابنتيه فسمي ذا النورين نسبة الى هذه المصاهرة الخالية من الحقيقة وان كبار الصحابة طلبوا يد فاطمة قبل علي...الخ من هذه الهلوسات كي ينال الاخرون من هذا الشرف والزلفى عند النبي (ص) وليس علي فقط وبالتالي تصير مصاهرة علي مع النبي مجرد "قسمة ونصيب" ومسالة ابن عم مع ابن عم لتفريغ المسالة من محتواها الماورائي والغيبي وتجريد هذه المصاهرة من قيمتها الحقيقية التي هي الامامة والعصمة وارتكاز الحجية .فليس علي وحده من طلب يد فاطمة بل ان الاول والثاني وغيرهما ومن هب ودب طلبوا يدها غير ان فاطمة رفضت مثل ما تفعل اي بنت باكر تُطلب للزواج.. كما يزعمون ، بل ان عليا هو الذي رفع هذه القيم والمزايا واعطاها معانيها ومستواها وتكفي شهادات الرسول (ص) في حقه التي لاحصر لها وهي اكثر من ان تحصى في كتب الفريقين والذي ينكر ذلك فهو ينكر تاريخ الاسلام جملة وتفصيلا. ولم يكن علي هذا ولاذاك وانما كان اللبنة الاولى في الامامة وفي الوقت نفسه القاعدة التي ارتكزت عليها النبوة..وبوجوده وبفضله تاسست الامامة التي ترسخت في عهد النبي لتستمر الى يوم القيامة باستمرارية الحجية فلانبوة من دون امامة ولاامامة من دون نبوة فهو (ص) غرسها ورعاها وتعهدها لتستمر الرسالة بعد انتقاله الى الرفيق الاعلى ولكي لايكون هنالك فراغ سياسي/ عقائدي بعد وفاته (ص) وهذا الفراغ له مبحث اخر قادم. إعلامي وكاتب مستقل[email protected]
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (4)
- معارضة مذهب التشيع.. نافذة على التاريخ