حجم النص
بقلم:فضل الشريفي خلق الله الإنسان حراً طليقاً وجعله مخيراً غير مسير وبين له الواجبات الملقاة على عاتقه والحقوق التي له ومن جملة هذه الحقوق حق العيش والسكن والتعليم وغير ذلك ولكن الخالق جل جلاله ترك مهمة تنظيم الحقوق والمطالبة بها للبشر أنفسهم. وبالرغم من ان البشر حباه الله بنعم شتى ومنها السمع والنطق والبصر والقدرة على التفكير وكل ما من شأنه المساهمة في رقي الإنسان إلا ان الكثير منهم الى يتصف سلوكه بالتخاذل عن المطالبة بحقوقه أولا يعرف اختيار الأسلوب المناسب للتعبير عنها والمشهد العراقي أصدق دليل على ذلك فتجده منقسم بين فوضوي اضاع حقوقه وآخر انجر خلف من يحمل شعار المطالبة لا لغرض رد المظالم واسترداد الحقوق بل لإغراض سياسية دون ان يشعر بذلك فيما تجد السواد الأعظم منهم ساكت لا يدرك التبعات والمساوئ التي يتركها سكوته هذا. تعالوا سادتي لنتأمل ما قاله القرآن الناطق والحاكم العادل الإمام علي عليه السلام وهو الحاكم الذي لم تظلم الرعية في زمنه قيد شعرة ولم يشكو فقير او مسكين إلا وقضى له حاجته حيث قال (ما ضاع حق وراءه مطالب) فماذا يريد الإمام المعصوم من هذه المقولة العظيمة والحكمة البليغة فسنستشف منها ان الحقوق لا تأتي من خلال الصمت او السكوت بل بالمطالبة وأي مطالبة هذه التي يشير لها الإمام حتماً انها المطالبة من خلال الكلمة والحوار والقلم واللافتة وغير ذلك من وسائل التعبير السليم المتفق مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وهنا اورد لكم الحديث النبوي الشريف الذي يوضح أهمية المطالبة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ان من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) فانظروا أخوتي إلى اهمية الكلمة فالرسول الكريم عدها جهاد بل عدها من أعظم الجهاد وماذا بعد حديث الرسول الكريم.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟