- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حَـمَـامتانِ اثنتانِ أراهُـما واحدة *
حجم النص
بقلم:اعتدال ذكرالله" إلـى (نوال و آمـال سعد حمد المنقور) حمامتان تحلقان في فضاء الروح ومدار النفس و أفق الفؤاد: حمامتانِ قد أوحىٰ لهما اللهُ برسالة ِ حُـبٍّ، وبعثهما بشريعة الأخذ باللِّين! استفاقتا على تكليف التَّمكين.. حيث إنّ القُدرة َ اللاهوتِـيّـة مكنتهما من تمكين الإمكان! ومن المكان ِ المكنون، والكائنِ المكين، كونتا كائنيتهما المستكانة المكانة، والمكينة التّكوين! تكونتا من كونية السُّمو، وراحت كلّا ً منهما ترتِّـل الإمكان، وتصلّي للكيانِ العَـفِّ، في المكانِ الأعفِّ، وتتعبَّـدُ برسالـةِ الفِـكر، وعبادة ِ اليقين، وبصلواتِ الطُّمأنينَـة، وتسابيح َ السَّكينَـة، واستكانــة ِ الأفعال. حمامتَـانِ قادِمتَـانِ من أديـِـرَة ِ الخُٰـلُـود، ومعابدِ الروحِ الأتقَـى، ومن بين ذاتِ طُـهْـرِ التَّـكوينِ الأنقَـىٰ، وقد علقَتْ في أطـراف أجنحتهما بقايا من عِـطرِ الصَّـلوات، وطيبِ الجـنانِ، ومن روائحِ الفردوس، وأنـداء ِ الرَّبوات.. حينما تُـحرِّكُ بـِـــجُنْحِهـا الأولـىٰ. تفترُّ الأخـرى حول مداراتِ التفافاتِ الجُـنح ِ، وتستقطبُ شذراتِ وحيِها تجاهها، وتتمركزُ في محورِ الاتحاد، وتستقرُّ عند نقطة تقاطعاتِ اللا نهايـة، ولا نهايـة َ لذواتِ روحيهما. وعند مداراتهما تستفيقُ الحياة ُ، ويستنهضُ العُمرُ في فُـتوَّة ِ زهوهِ، وخُيلاء زهراتـه التي اقتطفتها اللَّـحظة ُ الغضـَّـة ُفي ساعاتِ الجمال.. فضاءاتُ وَحيهُما ذات َ قدّاســـة ٍ تستلهمُ الصَّـمتَ في أزهى حالاتِ تَـفَـرُّدِه، وتخلُـقُ الحَـيرةَ في نُـفُـوسِ مَــنْ حوليهما، يكادُ رسولاهما من شِرعـةِ السـَّـكِـينَـةِ. أن يستنهِضا جبروتَ التَّـكلُّـمِ ؛ ليُجبرهما علىٰ مُـماثلَـة ِ الغير. ولا غيْـريَّـة كغَـيرَتِـهما إذ الغيرُ الممُاثلُ في عالميهما معدوم! قَـسَـماتُ عُمريهما تتشابَـهُ حدّ التماثُـل ِ ؛ وغايَـة التَّماوه في بعضيهما. تذوبُ التّـكـامُـلِـيَّـة ُ الفُـضـلىٰ في تناقضاتهما بين الفينـة والأخرى ٰ! تحسبُ الأولـى الأخرى ٰ، والأخرىٰ أولـىٰ، من غير أنْ تلامسَ انتباهك كيفيَّـتهما، وآنيتهما، وماذا ولماذا مازجَ القَـدَرُ المُـكوِّن ُ كائنيهما ؟! فكانتْ بإمكانِ الإمكان، وبمكنوناتِ التَّـكوين، لتتكوّن كائناتُ كونهما من كونياتهما المكنونة وذات الكون الأكَـــن ّ المكِيــن! تشبَّثتُ يومـاً بآخرِ ريشـة ٍ من ذيلِ احديهما! وهي في طريقها للشتات، فلملمتُ شتاتي، وبعثرتُ ذاتي بينهما، علّـي أجدُني عند هذي، أو بين تلك، فما أراني إلا ّ عندهما! والتشابهيّـة الانفعاليّـة، قد تكاملتْ مثليّـتُـها لدي، وتمازجتْ مفارقتي بينهما، وواحديَّـة َ الواحدة اتحدتْ في شعورٍ أحادِي ّ الحِسِّ، ليس من ثانٍ ولا شبه! أيتُـها الحمامتان ِالمتماثلتانِ المُتَّـحداتانِ شَبَها ً، ومِثلا، أيتها القادمتانِ من وراء الماورائيات ِ الذات ومن بين شعور اللا شعور، وإدراك اللا وعي، ومن عَـدَمِ المثليَّـة، وتماثليَّـةِ التَّـكوين ِ: كَـوِّنـا كائنيَّـة َ كاني، بإمكانِ تكويناتكما المكنونة، رُبما وجدتُـنِي بينكما، وفيكما، واليكما، ومنكما بإمكانيةِ تكوّنكما معا ً في كون كاننا المكوَّن المكين! •