حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
بعد انتهاء مباراة منتخبنا الشبابي مع منتخب الارغواي في مونديال الشباب في تركيا , والتي انتهت بفوز الارغواي بفارق الركلات الترجيحية , تقدم مدرب الارغواي وبشكل حضاري رائع نحو لاعبي منتخبنا الشبابي ليحيهم على ادائهم الرجولي في المباراة , وحينما وصل مدرب الارغواي الى اللاعب علي عدنان نجم منتخبنا الشبابي اشار له بيديه على انكم محاربون رائعون ,فما كان من اللاعب علي عدنان والذي فهم اشارة مدرب الارغواي ومغزاها حتى اشار باصبعه الى علم العراق الذي كان مرسوماً على فانيلته ليؤكد للمدرب انني عراقي وافتخر بكوني عراقي , لا اعرف كم مرة تم فيها عزف النشيد الوطني العراقي لللاعب علي عدنان من خلال مشاركاته مع المنتخبات الوطنية ؟؟؟؟ ربما هي حسبةً بسيطةً لعدد المباريات التي اشترك فيها علي عدنان تعطينا الرقم الحقيقي لعدد مرات عزف النشيد الوطني , وبمقارنة بسيطة ايضاً مع عدد المرات التي تم فيها عزف النشيد الوطني لرئيس جمهورية العراق , بكل تأكيد يكون علي عدنان اكثر عدداً من رئيس الجمهورية !! هذا المقاتل الغيور والذي ينضح غيرة عراقية اصيلة ترجمها في ارض الملعب من خلال اداء متميز تفرد به على بقية ليوث الرافدين , فكان ادائه يتصاعد من مباراة الى اخرى , حيث كان علي عدنان اكثر من لاعب اساسي في الملعب فله اكثر من دور في صناعة الانجاز العراقي الباهر , والاجمل في علي عدنان , كان حينما يتحدث فهو يتحدث بأسم العراق من شماله الى جنوبه حيث كان العراق باجمعه حاضراً في حدقات عينيه , فقد جسد عراقيته المتجذرة فيه على ارض الملعب , فكان همه الاول والاخير هو اسعاد الشعب وصناعة فرح عراقي لهذا الشعب الجريح , كان وجهه يتوهج القاً وحباً وانتماءاً للعراق , حينما كان يردد النشيد الوطني مع بقية زملائه قبل كل مباراة , هذا النشيد الوطني والذي بات يشكل اهزوجة عراقية خاصة ومتميزة وكانه ماركة عراقية مسجلة باسم شعب العراق فقط , هذا النشيد الوطني الذي لا اعتقد ان اغلب سياسيونا الاشاوس يحفظونه عن ظهر قلب , هذا النشيد الوطني حوله علي عدنان الى انجاز عراقي خالص بامتياز , لم يكن حب علي عدنان لعراقه ادعاءاً , ولم يكن علي عدنان سياسياً في يوم ما , ولم يكن علي عدنان حزبياً في يوم ما , بل كان علي عدنان مواطناً عراقياً بسيطاً , فهو لم تتلطخ اياديه البيضاء بشبهة فساد , ولم يحمل في جيبه جنسية غير عراقية تحميه من سطوة قانون عراقي , فهو يحمل جنسية عراقية واحدة ويفتخر بها , لم يعرف شيئاً سوى العراق , ولا يحب شيئاً سوى العراق , مواطن بسيط مواطنته واضحة , لا تحتاج الى تفسير او تأويل ,وفي لدجلة الخير وللفرات العذب ,لا يجيد النفاق والرياء والتلاعب بالالفاظ والكلمات , يعشق العراق والعراقيين , ويعشقه العراق والعراقيون , ولهذه الاسباب يمكن ان يكون علي عدنان رئيساً في العراق !!!!!
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2