- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المناسبات الدينية والامتحانات النهائية
حجم النص
بقلم سامي جواد كاظم
الحرية في احياء المناسبات الدينية احدى المكاسب التي حصل عليها العراقيون عامة والشيعة خاصة بعد سقوط الطاغية واغلب هذه المناسبات هي ضمن التاريخ الهجري وبسبب ذلك فان المناسبة الدينية قد تصادف مع مناسبة بالتاريخ الميلادي تتضارب معها او تعيقها ، وفي نفس الوقت اخذت المناسبات الدينية الخاصة بالشيعة بعدا جماهيريا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا كبير جدا لدرجة انها تؤثر على بقية مفاصل الحياة وهذا نابع من عمق العلاقة بين صاحب المناسبة ومحي المناسبة .
بعض التقاطعات تكون حساسة والحديث عنها قد يفهم عكس ما يقصده المتحدث ومنها ما ساطرحه في هذا المقال ، الان وزارة التربية في حيرة من امرها في تحديد تاريخ الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية وغير المنتهية كونهما يتعارضان مع وفاة الامام الكاظم عليه السلام والزيارة الشعبانية وهذا يعني ان بعض المناطق لايمكن لها ان يؤدي طلابها الامتحانات النهائية هذا ناهيكم عن الاجواء التي لاتساعد الطلبة على القراءة والمراجعة ، يضاف الى ذلك ان الاجراءات الامنية من اولوياتها قطع الطرق وهذا يعني قطع المواصلات اضافة الى تاثيرها على المناطق المجاورة لمنطقة المناسبة .
هذا التعارض سيبقى وليس لهذه السنة فقط، فقد سبق وان تعارضت الزيارة الاربعينية مع امتحانات نصف السنة مما جعل بعض المدارس او الكليات تمنح الطلبة اجازة نصف السنة قبل الامتحانات ، والان زال هذا التقاطع بين الاربعينية ونصف السنة ولكن جاء تقاطع الرجبية والشعبانية مع نهاية السنة وفي السنة القادمة ستتقاطع الشعبانية وذكرى استشهاد امير المؤمنين عليه السلام مع الامتحانات النهائية وبعدها ستتقاطع الرجبية مع نصف السنة وسنبقى هكذا في تقاطعات بحاجة الى حلول ، وهذا يؤثر ويربك العملية التربوية .
نحن لا نتحدث عن اصل المناسبة فانها عظيمة بلا شك وفي نفس الوقت نعلم من يتخذ هكذا حديث بحجة الاصلاح ولكن يضمر في قلبه حقدا على صاحب المناسبة ولكنني انا عندما اكتب عن هذه المعضلة فالله يشهد وكتاباتي تنطق عن عمق تمسكي باصحاب المناسبة ولانني اريد لاتباع اهل البيت عليهم السلام الارتقاء باهم مفصل من مفاصل الحياة وهو العلم فانا ملزم ومن هو على شاكلتي ان يفكر بوضع الحلول لهذه المشكلة لربما ان هنالك من يقول لو تحسن الوضع الامني مستقبلا فان التعارض سيزول ومثل هذا القول لايمكن اعتماده فهنالك بعض الفعاليات في احياء هذه المناسبات من الامكان تطويرالايجابي والغاء السلبي وباقل مردودات سلبية بحيث تكون نتائجها ايجابية ومؤثرة بشكل سليم وعدم تعارضها مع الامتحانات.
في مناسبة رمضانية سال احد الطلبة الشيخ الانصاري ماهي افضل الاعمال لاحياء هذه المناسبة ؟ فقال له: ماذا بيدك ؟ اجاب: كتاب شرح ابن عقيل، فاجابه الشيخ الانصاري اقراءه فانه افضل عمل لاحياء هذه المناسبة .
تاخير وتقديم الامتحانات ليس بالامر السليم وتوصية الائمة الاطهار وحثهم للمسلمين على طلب العلم لا يمكن لاي مسلم ان يجهله والتوافق فيما بين المناسبة والامتحانات تحتاج الى توعية وثقافة يتصدى لها بالدرجة الاولى رجل الدين ومن بعده رجل الدولة حتى يمكن لنا ان نجد حلول لهذه المشكلة فالتوعية يجب ان تاخذ مداها حتى نستطيع ان نوفق في طلب العلم واحياء المناسبة
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة