- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
افتضاح المستور في قاعة المنصور
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي
يبدو ان وزارة الشباب والرياضة حريصة جداً على تتصدر دوماً المشهد الرياضي العراقي بكل تجلياته وهذا هو من حقها الطبيعي باعتبارها (مسؤولة قطاعياً عن الرياضة في البلد) ,هكذا يحلو للسيد وزير الشباب والرياضة دوماً وصف دور الوزارة في عراقنا الجديد ,ولذلك نرى إن وزارة الشباب والرياضة تتصدر قائمة الوزارات العراقية بإقامة المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية والاحتفاليات بكل أشكالها وألوانها ,وهذه النشاطات هي أيضا من صلب طبيعة عمل الوزارة فلو أحصينا عدد المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية التي أقامتها الوزارات العراقية في العراق الجديد لوجدنا وزارة الشباب تقف بالمركز الأول وبكل جدارة وبلا فخر ,ربما هذه الحالة تشكل حالة فخر وتميز وانجاز لدى السيد الوزير الدراسية والاحتفاليات ووووو !!!!!!!!!!
فنحن نعتقد ان اقامة مهما كان نوعه وحجمه وموضوعه واهميته عملية سهلة وفي متناول اليد هذا ما يحصل في وزارة الشباب والرياضة فهذه الوزارة ولله الحمد بإمكانها أن تعقد اكبر مؤتمر خلال ثلاثة ايام فقط !!!!!!!!!!!!!!!
فلا تتعدى فترة التحضير للمؤتمر أكثر من أسبوع على ابعد تقدير وهذا الأمر لم يأت من فراغ وإنما جاء لوجود كوادر قادرة على ذلك ,فالوزارة ولله الحمد تعج بل تزدحم أروقتها بالمستشارين العمالقة والخبراء الجهابذة من كل نوع ولون وعلم وفن والذين جاءت بهم المحاصصة (السيئة الصيت والسمعة) إضافة إلى الكفاءات والتي كانت تعمل في سكك الحديد وباتت تشكل مصدر قرار في الوزارة إن وجود هؤلاء يساعد على إقامة أي مؤتمر مهما كان حجمه او موضوعه فعلى قول احدهم (المسألة ابسط مما تتصورون أنها مجرد حجز قاعة المنصور ميليا أو المريديان وإرسال بطاقات الدعوة وتهيئة بقية الأمور اللوجستية من مأكل ومشرب وشاعر يقرأ شعر شعبي وانتهى الأمر ) سبحان الله مما يفعلون !!!!!!
فالمؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية والاحتفاليات هي من اختصاص هؤلاء المستشارون والخبراء لذلك نشاهد دوماً إن هناك تنوع واختلاف وتغيير من مؤتمر إلى آخر ,فهناك مؤتمرات لبرلمان الشباب وهذه حصرياً في قاعة المريديان لماذا الله والمستشارون اعرف بذلك ؟؟؟؟ ,وهناك مؤتمرات للمرصد الشبابي وأخرى للستراتيجيات الشبابية وأخرى للمدارس التخصصية وأخرى لعودة الكفاءات المغتربة وأخرى للمنشطات وأخرى للرواد الرياضيين وأخرى للرياضة النسوية وأخرى وأخرى وأخرى !!!!!!! ومن يسمع بهذا التنوع وهكذا كم من المؤتمرات يقول إننا نضاهي الدول المتقدمة رياضياً ولكننا تعودنا أن نبقى نسمع جعجعة ولا نرى طحين ,والبركة كل البركة بالمستشارين العمالقة والخبراء الجهابذة .
وهذا ما حصل أخيرا في المؤتمر العام للرياضة والذي أقامته وزارة الشباب والرياضة مؤخراً على قاعة المنصور ميليا هذا المؤتمر والذي ناقش الوضع القانوني للرياضة العراقية ,مؤتمر بهذا الحجم والكم وبهذه الأهمية البالغة لطبيعة الموضوع الذي يناقشه يعقد على مدى يومين عمل فاليوم الأول كان يوما بروتوكولياً أما العمل الحقيقي فكان يومين فقط لعمل الورش التسعة والتي انبثقت عن المؤتمر,نرجو أن لا يتصور البعض بأننا ضد المؤتمر ,لكننا نقول إن تحضيرات المؤتمر كانت عرجاء بكل ما تعني الكلمة من معنى فقد عقد المؤتمر بدون سابق إنذار حتى إن عدداً من المشاركين اخبرونا بأنهم استلموا بطاقات ودراساتهم لهكذا مؤتمر مهم جداً , وأضحكني احدهم حينما قال (هي هكذا دائماً إننا نكتب وريقات صغيرة ونحن ذاهبون في السيارة المهم المشاركة فهناك ستجد كل ما لذ وطاب ) ,إذن تصوروا كم نحن متخلفون وجاهلون إلى هذا الحد ؟؟؟؟
مؤتمر يعج بأسماء رنانة وألقاب طنانة من حملة الدالات المتعددة الأشكال والألوان يناقش الفراغ القانوني للرياضة العراقية خلال اليومين فقط ,ووزارة الشباب والرياضة تعرف إن قانونها خرج من مجلس النواب بعملية قيصرية صعبة فقد كانت ولادته عسيرة وعسيرة جداً في حين إن السادة المستشارون العمالقة والخبراء الجهابذة يناقشون قوانين اللجنة الاولمبية والأندية الرياضية والاتحادات الرياضية وأندية المؤسسات والاحتراف وغيرها من الأمور خلال يومين أو ثلاثة أيام ,إنها مفارقة مضحكة جداً خاصة ونحن نعيش وضعاً استثنائياً فالجميع يعرف إن في العراق الجديد حالة تسمى العسر القانوني أي ليس بالسهولة بمكان أن يصدر قانون ما فالسلطة التشريعية (مجلس النواب العراقي ) محكومة بسياسة التوافق السيئة الصيت والسمعة ,ولذلك نقول لقد تحول مؤتمر وزارة الشباب والرياضة الأخير إلى مجرد سوق عكاظ لإلقاء الخطب والكلمات وتقديم التهنئة للسيد الوزير بمناسبة تجديد الثقة له وكان المؤتمر كسابقاته مجرد كلمات لا تغني ولاتسمن من جوع حيث انتهى المؤتمر بمثل ما ابتدأ به(وتيتي تيتي مثل ما رحت اجيتي) .
لا نعرف متى نتعلم ؟ ومتى نحرص على أن نكون جديين بعملنا ؟ أما كان من الأجدر بالأساتذة المستشارين العمالقة والخبراء الجهابذة في وزارة الشباب والرياضة أن يتريثوا قليلاً ويعدوا العدة بشكل صحيح لهكذا مؤتمر ؟ من خلال دعوة المعنيين وذوي الاختصاص فالمؤتمرات لا تقاس بالكثرة مثلما الكفاءات
لا تقاس بالألقاب العلمية والمناصب الوظيفية حيث أن هناك أناس اختصاص يمكن دعوتهم بشكل متأني وبدون ضجة فهؤلاء قادرون على وضع الشيء في نصابه الصحيح فلا يمكننا أن نتطور ونتقدم خطوة للأمام ونحن نعيش في دوامة عقد المؤتمرات والندوات والتي لا نجني منها سوى هدر المال العام واجترار الكلام
وكان الله والعراق من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- لماذا لا يستطيع العراق دفع ثمن الغاز الايراني المستورد ؟
- مَنْ يرفع الغطاء عن البئر المستورة ؟
- علاوي :(الارقام كشفت المستور)...نص تهنئة واعتذار من محمد توفيق علاوي