- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أفكار من مواطن عراقي / الحلقة الثانية
بقلم :عبود مزهر الكرخي
ونستمر في تحليل مايحدث في العراق والتي أول ما انطلقت المظاهرات كانت مسيسة 100% بالمطالبة بإطلاق سراح حماية الوزير رافع العيساوي والذي أعتلى المنصة هو وتم رفع صور أوردغان وعلم العراق القديم وتم مساندتهم من قبل الأكراد وتم رفع على كردستان معهم وصلوا معهم صلاة موحدة في ظاهرة غريبة وملفتة للنظر فمن المعلوم أن أول من طالب بتبديل علم العراق القديم في البرلمان هم الأكراد وأقاموا في سبيل ذلك الدنيا بحجة أن هذا العلم يرمز إلى العهد البائد وتم تغييره تحت قبة المجلس والذي لدينا عليه الكثير من المآخذ فلا أدري كيف يتم الجمع بين هذين النقيضين أم هي سياسة الأكراد في اللعب على الحبال والتحالف حتى مع الشيطان في سبيل مصالحهم وعدم النظر إلى مصلحة العراق ككل.
هذا من جهة ومن جهة أخرى تم رفع العديد من الشعارات الطائفية والتي لاحظها الجميع ثم أن قضية حماية العيساوي هي قضية تسلك طريقها في القضاء وقد ثبتت اعترافاتهم والقضاء نحن عندنا غير مسيس وحتى عند مقابلة لجنة الحكماء للمتهمين اعترفوا بكل جرائمهم وقالوا بأنه لم يتم الضغط عليهم أو تعذيبهم ولكن هذه عادة الكثير من نوابنا وخصوصاً من القائمة العراقية عندما يحكم القضاء في غير مصالحهم يتم التجني والتصريح بتصريحات تنم عن عدم فهم ووعي سياسي بأن القضاء مسيس وبأنه يخضع لتأثيرات الحكومة إلى أخر هذه التصريحات الخرقاء لأنهم وبالمعنى الأصح من سياسي الغفلة وهم يمسون بسمعة القضاء وبهيبة دولة العراق ككل وهذا يعني عدم ثقة العالم بقضائنا والحقيقة غير ذلك والدليل ماصدر عن منظمة هيومن رايتس ووتش عن القضاء العراقي وماتم المس به نتيجة هذه التصريحات الرعناء.
وتأتي المظاهرات والتي كان فيها الكثير من المندسين من أصحاب الأجندات الطائفية حتى الكثير من الذين في الساحة السياسية وأولهم أحمد العلواني الذي تهجم وبشكل سافر وعلني على الشيعة يؤيده في ذلك الكثير من المتظاهرين والذين رفعوا شعارات طائفية والذي لم يجابه من الحكومة أو حتى من الأحزاب الشيعية برد حازم كأن يقوم المكون الشيعي ممثل بالأحزاب الشيعية بالمطالبة بطرده من البرلمان أو رفع دعوى قضائية عليه ولكن أكتفوا فقط بالشجب والاستنكار التي شبع منها الشعب ومل منها بل ذهب أحدى التيارات الشيعية بمساندة التظاهرات وبالرغم مارفع من شعارات طائفية والمطالبة بإلغاء قوانين هم أول من اقرها وطالب العمل بها بدقة ثم يأتون ويساندون هذه المظاهرات وهذه المشكلة في العراق هو عدم توحد الصف الشيعي والذي نادينا بتوحيد هذا الصف منذ مدة طويلة لكن لاحياة لمن تنادي والتي استغلها أعدائنا أحسن استغلال وتمادوا في غيهم وصلفهم وهناك مثل يقول (من امن العقاب ساء الأدب) كما أن هذا السياسي هو من له يد وضلع في الإرهاب والشعب يعرف ذلك ولحد الآن هو وزميله رافع العيساوي والكثير من سياسي العراقية موجودين ويسرحون ويمرحون ويصرحون بتصريحات ولم يتم مقاضاتهم مع أن التهم ثابتة عليهم وفي يوم توجيه التهم وإصدار مذكرات القبض يغادرون العراق معززين مكرمين وبعلم الحكومة كما حدث مع الهاشمي لتتم محاكمتهم غيابياً وهذا سيدلل على ضعف الحكومة والبرلمان فالحكومة لاتستطيع العمل نتيجة وجود البرلمان والذي يوقف كل أجراء وعمل لديها وواقف كالعقدة في المنشار والبرلمان هو مجند فقط ممثلة برئيسه وباقي الأعضاء لمحاربة الحكومة ممثلة برئيس الحكومة ومنشغلين الأعضاء المحترمين بصراعاتهم والتسقيط السياسي فيما بينهم ومغادرة كل كتلة البرلمان عند مناقشة أي قانون لأنه لا يتماشى مع مصالحهم واخذ الأجازات وعدم أقرار القوانين التي تمس حياة المواطن وهو برلمان فاشل 100% ولايهتم إلا بمصالحه وإقرار القوانين التي تزيد من مكاسبه وامتيازاته والقوانين التي هي تثير الضحك في حالة أقرارها لأنها لاتمس الشعب ولاحياة المواطن وينطبق عليهم المثل الذي يقول (عرب وين طنبوره وين) والأحرى بهذا المجلس أن يحل واللجوء إلى انتخابات مبكرة لأنه مجلس لم يحقق أي شيء يذكر في بناء العراق وخدمة الشعب العراقي الصابر الجريح.
ولكنهم لوحظ في الآونة الأخيرة لجئوا في أول اجتماع لهم إلى أقرار في أقرار قانون تحديد الولايات للرئاسات الثلاثة في مشهد ملفت للنظر بحيث أن(170) من النواب قد صوتوا على القانون والمقصود والغاية من هذا القانون هو التسقيط السياسي وليس مصحة البلد مع العلم إن القانون لايحل الأزمة الحالية التي يعبشها البلد بأي كل من الأشكال وكان بالأحرى إذا كان يوجد مثل الإجماع فلتقر القوانين المهمة مثل قانون الأحزاب والمحكمة الاتحادية والتقاعد واعتبار البصرة عاصمة اقتصادية وغيرها من القوانين النائمة على رفوف البرلمان ولكن لاتقر هذه القوانين لأنها لاتتماشى مع مصالحهم ومصالح أحزابهم فأي بؤسٌ يعيشه العراق وشعبه نتيجة لوجود مثل تلك القوائم والأحزاب وكذلك البرلمان وأود أن أشير إلى نقطة مهمة انه حتى في أقرار قانون تحديد الولايات والذي فيه الكثير من المآخذ القانونية وتعارضه مع الدستور والذي باعتقادي المتواضع سترده المحكمة الاتحادية وأن القانون كان فيه فقرة يراد منها العمل وتم أقراره وكما يقال((اقف مع معاوية لاحبا به بل بغضا لعلي!!!)) وهي انه في حالة تغيب نصف الوزراء من جلسات مجلس الوزراء تعتبر الحكومة مقالة أو مستقبلة وهذا هو أحدى غايات الذين صوتوا في سبيل إقالة لحكومة والمالكي والذين لم يستطيعوا سحب الثقة منه وكانت الخطة مبيتة بانسحاب وزراء العراقية والكردستاني لكي يتم العمل بهذه المادة من القانون ولكن خاب فألهم فوزراء الكردستاني لم ينسحبوا لأنهم فيهم من يرفض فكرة الانسحاب لأن الوزير هو منصب لخدمة الناس وليس هو للمزايدات السياسية ومنهم من يرفض هذه الفكرة لأنهم مازالوا متمسكين بعراقيتهم وهذه نقطة تؤشر لصالحهم وهم معروفون ويمثلون جبهة المعارضة ومن جماعة الطالباني والذين حتى يرفضون مارفع من شعارات تدعو لعودة البعث وإلغاء المادة الخاصة بالإرهاب.
وبدوري أتساءل هل نوابنا من المكون الشيعي عندما صوتوا على القانون درسوا هذه النقطة؟لأنها في حالة إقالة الحكومة تدخل البلد في حالة فوضى ويعني العودة إلى المربع الأول وتشكيل حكومة جديدة والتي كم تأخذ من الوقت والبلد على كف عفريت نتيجة الأزمة الحالية في ضوء التدخلات الخارجية وتكالب الأعداء على العراق..
فهل وعى ساستنا لهذا الأمر الخطير أم كل همهم التسقيط السياسي والعيش في عقلية نظرية المؤمراة وعدم الثقة بين كل الأطراف وهم وكما يطلق عليهم مصطلح الأخوة الأعداء.
ومن المعلوم إن في كل دول العلم تسن قوانين ومواد لكي تحد من الإرهاب ومحاربته وعندما تحصل هجمة إرهابية نلاحظ أن كل الأحزاب تتنادى فيما بينها لكي يتم محاربة هذه الخطر وهذا ماحصل في بريطانيا في حوادث تفجير الأنفاق كذلك في أمريكا وفي كل الدول ولكن نحن نلاحظ عكس ذلك فهم عندما نصحو على يوم دامي يتم تعليق الأخطاء على شماعة الحكومة والنيل منها لكي يتم تسقيطها مع العلم أن من يبوقون بذلك هم لهم ضلع إساسي في العمليات الإرهابية وها ما أثبتته الوقائع ومادور الهاشمي والعيساوي والدايني وغيرهم الكثيرين إلا خير دليل على ذلك.
فأي ساسة نحن لدينا وأي مجلس نمتلك والذي من المفروض أن يكون بجانب الشعب ويسهر على خدمته وعلى من انتخبوه ولكن العكس ذلك فهو يتلقى الأموال والكثير من الأموال من الخارج لكي ينفذ أجنداتهم الحقيرة والمجرمة ويكون واحد من أهم المصادر الرئيسية في ذبح الشعب العراقي واستباحة الدماء العراقية وبدم بارد والذي لايقره أي دين أو عرف أو قانون .
فلك الله ياشعبنا العراقي الصابر الجريح لكي تتحمل وبصبر وثبات هذه البلاوي من الخارج والمصيبة من الداخل لكي يكون أبن بلدك من هو يساهم في محنتك ودمارك وتحطيم كل ماقدمت من تضحيات في سبيل إرساء القاعدة الديمقراطية في العراق وبناءه والنهوض به من كبوته التي يرزح فيها.
وفي حلقتنا القادمة أن شاء الله سوف نناقش أفكارنا العراقية حول التظاهرات ومن تمثل هي في الحقيقة إن كان لنا في العمر بقية.