حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
سكوت ،ولاكلمة ،وحتى لو كانت الكلمة في موضوعة تهم مستقبل ووحدة البلاد ،طبعا أنا لاأتكلم عن وحدة البلاد بمافيها مدن ( السليمانية وأربيل ودهوك ) فهي جزء من الدولة القومية الموعودة للشعب الكوردي ،وإعتقادي بوحدة البلاد دون التفريط بكركوك حتى لو سالت الدماء،هذا يعني إننا شبه موافقين على إعلان الدولة الكوردية التي تضم المدن الثلاث لكن دون أن يحلم مسعود البرزاني أو غير مسعود بكركوك أو أبعد من كركوك كما في بعض التسريبات والخرائط الوهمية للدولة المنتظرة والتي تضم مناطق عربية أخرى سيضطر أهل العمارة في الجنوب لينشدوا لها ( هيه ياأهل العمارة هاي أجمل بشارة،هل اليوم كلنا جنود عن الحدود نذود وعالنصر عبارة ) بتشديد الباء في كلمة عبارة.بإعتبار إن خرائط الأكراد الموهومة تتحدث عن ضم مناطق تصل الى قضاء علي الغربي التابع لمحافظة ميسان، وكانها صورة لدولة كوردية ليس العراق في إطارها سوى (أقليمي الوسط والجنوب).
لنتجاوز جدلا مرحلة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي الذي إذا (تنحنح) وهو ينظر الى جهة الشمال قال عنه معارضوه من العرب (السنة والشيعة) إنه يقصد بالنحنحة إقليم كوردستان لإلهاء الخصوم عن التركيز على قضايا الفساد وسواها من قضايا وطنية ،ونمر من هذه المرحلة الى مرحلة مابعد المالكي،بالطبع فإن نهاية رئيس الجمهورية تمثل إنجازا للسيد مسعود الذي سيطيح بالإتحاد الوطني الكوردستاني في معاقله في السليمانية ليوحد الإقليم تحت قيادته ومن ثم يعلن حالة النفير القومي ضد شوفينية بغداد ،ولنقل أيضا إن دورتي المالكي الرئاسية إضافة الى ثالثة لو حصلت فهي منتهية بالحتم ولابد من رئيس وزراء (سني أو شيعي) من معارضي المالكي الحاليين سيكون في السدة العليا لحكم السلطة التنفيذية ،وبالطبع فغن السيد مسعود البرزاني لن يتخلى في ذلك الحين لاعن حلم الدولة الكوردية، ولاعن حلم ضم كركوك بالحوار أو بالإكراه.فماذا سيكون رد فعل معارضي المالكي الذي إذا تنحنح قالوا ،إنه يستهدف مسعود؟
في الواقع هناك نوع من السخرية وضياع المبدأ بحثا عن مكاسب ضيقة ،ولايختلف في ذلك بعض السياسيين عن نظرائهم في وسائل الإعلام والمعلقين السايسيين الذين كلما قيل لهم ماهذا الذي يفعله رئيس إقليم كوردستان ؟ قالوا ،أنظروا الى شوارع أربيل إنها جميلة ونظيفة ! وكإن الحق والباطل يتحدد فقط في نظافة الشوارع ،لاحظ إن أربيل وسواها تعيش تحت سلطة مكون قومي وطائفي وحزبي وعائلي واحد ،حتى صارت أربيل أشبه ببيت لشخص واحد لديه ( زوجة وبنات وأولاد وحشم وخدم )،ينظفون البيت ويعطرونه ويسقون أشجار الحديقة ويحكمون إغلاق النوافذ،بينما في بغداد فإن الحكم لعشرات الأحزاب ولأكثر من طائفة ولمئات الشخصيات ،حتى إن البشمركة يحتلون مناطق وسط بغداد ،ولكل حزب وجهة مجموعات مسلحة تسيطر على شارع وحي والمدينة مبعثرة ومترامية يحكمها فساد وإرهاب وتخوين ومعارضة مستهترة وأشخاص سياسيين يمارسون الدعاية لأنفسهم على حساب الوطن ،فكيف تنظف العاصمة وتعمر والكل يخرب فيها ؟.
ملاحظة أخيرة. الرجاء من رئيس الوزراء نوري المالكي أن يتجنب النحنحة في حال كان ينظر لجهة الشمال .