- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من لم يغنه ما يكفيه ، أعجزه ما يغنيه
حجم النص
بقلم :جمال الدين محمد علي
الواقع في العراق فيه من المرارة و الأسى ما تعجز الأقلام عن وصفه ، والتنافر بين الأخوة الأعداء ليس فيه أمل أو رجاء بالعودة إلى نقطة البداية ، واللوحة السوداء ليس فيها نقطة أمل بيضاء أو رمادي وحتى صفراء والقوانين تصدر تباعا والذي فيه ضرر الكل يسكت عليها فتمر مر السحاب علينا وعلى المرجعيات السياسية و الفكرية و الأخرى ، والقوانين التي فيها نفع عام وضمن إستراتيجية زمنية ، تقوم الدنيا و لا تقعد ، و تنتفض نفس الجهات لإلغائه لأنهم لا يرون إلا تحت أقدامهم .
الشعب اقتنع وانجرف مع التيار المشجع للتصويت والانتخابات فذهب وغامر وانتخب فانخدع بالوجبة الأولى والثانية والثالثة قادمة هل سيعتبر هذا الشعب ويترك العشائرية و الانتماءات الفاسدة وينتخب الأفضل ؟ لا أعتقد لأني قرأت ما موجود ووجدتهم لا يمكن أن يصلحوا لشيء .
لأننا الشعب الوحيد الكل يكذب على الكل ، الحكومة تكذب على الشعب والشعب يكذب على الحكومة وأفراد الحكومة وأبناء الشعب يكذبون بعضهم على بعض و هلم جرى ، والمتوالية هندسية و الإبداع يستحق جائزة نوبل للكذب و عدم معرفة الصدق .
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: [يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [ {التوبة: 119}
وقد أمر الخالق سبحانه وتعالى بالتقوى ولن نكون كذلك إذا لم نكن مع الصادقين ، أين الصدق في كلام أرباب العراق منذ عشر سنوات ولحد الآن ، وأين الصدق في كلام الشعب وأحدنا يذبح الأخر بدون رحمة .
لقد وعدونا : بالطاقة الكهربائية !! والرفاهية !! والتقدم !! والازدهار !! والنظافة !! ومحاربة الفساد [ الإداري والمالي والاجتماعي و السياسي و العائلي ]!! السلة الذهبية !! إخراج العراق من المادة 7 !! وحدة العراق !! الـــخ . أي مطلب منها حصل ؟ ولن يحصل ، والأعذار موجودة وجاهزة على الرف .
الشعب وعد وعدا لم يتمكن منذ عشر سنوات من تحقيقه أو الالتزام به ألا وهو الوحدة ونبذ الطائفية و مقاطعة الأجنبي الغير عراقي ( لقد ضاق العراقي بالأقربين فسلط الله الأبعدين ) فكل من هو خارج العراق أجنبي وكل من ينتمي لهذه الأرض فهو أخي . فكل القوميات و الطوائف و المذاهب في العراق هم أخوتي و الاختلاف ألاثني والعقائدي لا يغير لدي شيء ما دام هو عراقي ، وكل شخص خارج العراق هو غريب على نفسي وقلبي .
الكل كاذب والكل لم يفي بوعوده والكل ليس له إيمان ، جاء في الحديث الشريف ( المؤمن يزني و لا يكذب ) .
دعوات الراوندي : قال النبي صلى الله عليه وآله : أربا الربا الكذب ، وقال رجل له صلى الله عليه وآله : المؤمن يزني ؟ قال : قد يكون ذلك ، قال : المؤمن يسرق ؟ قال صلى الله عليه وآله : قد يكون ذلك ؟ قال : يا رسول الله المؤمن يكذب ؟ قال : لا ، قال الله تعالى : " إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون " (النحل : 105) .
فكيف ستكون الأيام القادمة ونحن شعب ينزل بإصرار إلى الهاوية . هل هناك من يعتبر ويوقف هذا الانهيار أم السفينة غارقة لا محالة .