- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لمحات من السيرة العطرة لفاطمة الزهراء(ع) / الجزء الثاني عشر
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
ونستكمل في جزئنا الحالي كيفية تصاعد الأحداث وضرورة إحكام حلقات المؤمراة والتي صاغها الكثير من الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر في سبيل تثبيت أركان حكمهم وعدم جعل فيه أي ثغرة تذكر وكان أول الذين يشكلون العقبة الرئيسية والمهمة هو الأمام علي (ع) {وهذا مدون في كتب الكثير من السنة والجماعة والتي سوف نورد الحادثة ومعها المصادر ولكن كل يسردها من زاويته الخاصة ومنظوره الخاص }ولهذا استقرت الآراء على أخراج علي إلى الجامع ومطالبته بالبيعة مهما كان الثمن ويعرفون أن علياً(ع) يحرص على مصلحة الإسلام والأمة أكثر من الحرص على مصلحته الشخصية.
وأرسلت الهيئة المأمورة بتنفيذ الأمر إلى دار علي(ع) بقيادة قنفذ ـ مولى عمر ـ فأذن (القائد)! على عليّ(ع) فأبى أن يأذن له فرجع أصحابه إلى أبو بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما : فقالوا لم يؤذن لنا.
فقال عمر : أذهبوا فإن أذن لكم،وإلا فأدخلوا بغير أذن.
وهنا لدي تعليق صغير كيف يحق لهم الدخول بغير أذن لأننا لو رجعنا إلى القرآن الكريم وقرأنا السورة الآتية والتي هي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.(1)
فهو حكم آلهي بعدم دخول بيوت المؤمنين ومنع ذلك والحكم الآلهي غير قابل للنقاش لأنه صادر من رب العزة والجلال وهو في محكم كتابه والذي أمر المؤمنين بذلك عندما قال يا أيها الذين امنوا وفيه تعميم لجميع البيوت سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك فهذه المثلبة الأولى والصريحة لمخالفة أمر وإحكام لله.
ثم المثلبة الثانية هو دخول بيت النبي وبغير أذن وبالتأكيد لو راعوا حكم الله تبارك وتعالى ذلك في محكم كتابه في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}.(2)
فكان امر آلهي واضح وحتى السؤال من وراء حجاب والذي يفعل غير ذلك فهو يؤذي النبي ويغضبه وهو يعني غضب الله عليه لأنه خالف أحكام الله وآذى النبي والذي هو حبيب الله فأي جريمة جرت حياكتها على بضعة رسول الله وأهل بيته والتي نستمر في سردها.
فانطلقوا واستأذنوا..فقالت الزهراء(ع) : ((أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير أذن)).
فرجعوا وثبت (قنفذ).وقالوا أن فاطمة قالت كذا وكذا، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير أذن.
فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء !!!
[وهنا نقول أن فاطمة الزهراء(ع) هي كمثل النساء الأخريات أم هي سيدة نساء العالمين وأهل الجنة وبضعة الرسول الأعظم والذي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها].
وقد أخرج علي(ع) إلى الجامع،مقوداً بعمامته بعد أضرام النار في بيت فاطمة وهي صورة كئيبة لم تقدر كل الأيدي المنحرفة أن تطمسها فيقال لمن أمر بالإحراق : في الدار فاطمة. فيقول وأن يكن!! وقد خرج عليّ(ع) وتحمله على الصبر والحلم وصية رسول الله(ص).
وقالوا له بايع أبا بكر فقال علي(ع)أنا أحق ﺑﻬذا الأمر منه و أنتم أولى بالبيعة لي أخذتم هذا الأمر من الأنصار و احتججتم عليهم بالقرابة من الرسول و تأخذونه منا أهل البيت غصبا ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى ﺑﻬذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله(ص) فأعطوكم المقادة و سلموا لكم الإمارة و أنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار أنا أولى برسول الله حيا وميتا وأنا وصيه و وزيره ومستودع سره وعلمه وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم أول من آمن به وصدقه وأحسنكم بلاء في جهاد المشركين وأعرفكم بالكتاب والسنة وأفقهكم في الدين وأعلمكم بعواقب الأمور وأذربكم لسانا وأثبتكم جنانا فعلام تنازعونا هذا الأمر أنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم واعرفوا لنا الأمر مثل ماعرفته لكم الأنصار وإلا فبوءوا بالظلم و العدوان وأنتم تعلمون فقال عمر يا علي أما لك بأهل بيتك أسوة فقال علي(ع) سلوهم عن ذلك فابتدر القوم الذين بايعوا من بني هاشم فقالوا والله ما بيعتنا لكم بحجة على علي ومعاذ الله أن نقول إنا نوازيه في الهجرة و حسن الجهاد و المحل من رسول الله ص فقال عمر إنك لست متروكا حتى تبايع طوعا أو كرها فقال علي(ع) {احلب حلبا لك شطره اشدد له اليوم ليرد عليك غدا إذا والله لا أقبل قولك و لاأحفل بمقامك ولا أبايع} فقال أبو بكر مهلا يا أبا الحسن ما نشك فيك و لا نكرهك فقام أبو عبيدة إلى علي(ع) فقال يا ابن عم لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك و لكنك حدث السن و كان لعلي(ع) يومئذ ثلاث و ثلاثون سنة وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك وهو أحمل لثقل هذا الأمر وقد مضى الأمر بما فيه فسلم له فإن عمرك الله يسلموا هذا الأمر إليك ولايختلف فيك اثنان بعد هذا إلا وأنت به خليق و له حقيق و لا تبعث الفتنة في أوان الفتنة فقد عرفت ما في قلوب العرب و غيرهم عليك فقال أمير المؤمنين (ع) {يا معاشر المهاجرين و الأنصار الله الله لا تنسوا عهد نبيكم إليكم في أمري و لا تخرجوا سلطان محمد من داره و قعر بيته إلى دوركم و قعر بيوتكم و لا تدفعوا أهله عن حقه و مقامه في الناس فو الله معاشر الجمع إن الله قضى و حكم ونبيه أعلم و أنتم تعلمون بأنا أهل البيت أحق ﺑﻬذا الأمر منكم أما كان القارئ منكم لكتاب الله الفقيه في دين الله المضطلع بأمر الرعية و الله إنه لفينا لا فيكم فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا و تفسدوا قديمكم بشر من حديثكم فقال بشير بن سعد الأنصاري الذي وطأ الأرض لأبي بكر و قالت جماعة من الأنصار يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان فقال علي(ع) يا هؤلاء كنت أدع رسول الله مسجى لا أواريه و أخرج أنازع أبو بكر أرق الرجلين و أرفقهما و أدهاهما و أبعدهما غورا و الآخر أفظهما و أغلظهما و أخشنهما و أجفاهما}.(3)
وما أن رأت الزهراء روحي لها الفداء ذلك حتى خرجت وراءه وهي تقول : ((يا أبا بكر أتريد أن ترملني في زوجي؟والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري،ولأشقن جيبي،ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربّي..))عند ذلك أخذت بيد الحسن والحسين وخرجت تريد قبر النبي(ص)!!! وهي تقول في رواية أخرى { والله إن ناقة صالح ليست بأحسن مني}
تدارك الإمام علي(ع) هذا الموقف وقال لسلمان : ((أدرك ابنة محمد فإني أرى جنبتي المدينة تخسفان)).
يقول سلمان : كنت قريباً منها،فرأيت ـ والله ـ أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها وقلت : يا سيدتي إن الله تعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة.(4)
وإزاء هذه الأحداث خلوا عن سبيل الإمام(ع) روحي له الفداء،ورجعت الزهراء إلى بيتها،وقد ضربت أروع المثل في الوفاء لزوجها،وهم الذين يتقولون ويتخرصون بوجود المشاكل بين الأمام وزوجته (عليهم السلام) فيا تاريخ كم من التحريف وكم من التزوير والتشويه قد البسوك والتجني على أهل بيت النبوة وهذه الوقائع لا يتم التعرض لها لأنها تكون ضد مسارهم وضد أهواءهم الأموية والتي بها يدلسون ويتقولون الأقاويل على أهل بيت النبوة..
والكثير من كتاب السنة والجماعة وحتى من علماؤنا الشيعة(ومع ألأسف الشديد) الذين ينكرون هذه الواقعة وحتى كسر ضلع الزهراء(ع)ويستدلون بأنه الأمام علي(ع) قد بايع أبو بكر وعمر وهذا يدلل على بطلان كل مايقول الشيعة حول ذلك ولنناقش هذه المسألة من منظور منطقي وعلمي وحسب ماجاء من دلالات في القرآن الكريم.
ولنأتي إلى قول أمير المؤمنين علياً(ع) الذي سكت بعد وفاة ابن عمه بأبي هو وأمي، وقال في ذلك قولته المشهورة: {وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتين أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا}.(5)
وهذا اكبر دليل على ان الأمام قد صبر على ذلك لأنه كان وصايا الرسول الأعظم في عدم تفرقة الأمة وشرذمتها وان احدى وصايا أبن عمه نبينا الأكرم محمد(ص) لإذ قال له ((لو كان معك 40 رجلاً لأنهض بالأمر وتسنم الخلافة)) ولكن وكما هو معروف في كتب التاريخ أنه لم يبايع بكر ولم يكن مع أمير المؤمنين إلا نفر قليل يعدون على الأصابع والكل يعلم أن الإمام علي عليه السلام وسائر أوليائه من بني هاشم وغيرهم من الصحابة - أمثال الزبير وطلحة وعمار وسلمان والمقداد وأبو ذر وخزيمة ذي الشهادتين وخالد بن سعيد وأبي بن كعب وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم - لم يشهدوا وهم كانوا سبعة من الصحابة الذين رفضوا مؤمراة السقيفة والبيعة لأبو بكر(6) ، والدليل أن أمير المؤمنين قد تأخر ستة شهور عن بيعة أبو وهذا ما تذكره كل كتب التاريخ من الشيعة والعامة.
والحجة الأخرى هو اعتراف عمر بقوله والذي نعيده (كما يروي ذلك البخاري في صحيحه ، حيث قال عمر : " . . . فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها ".(7)
ولنرجع إلى القرآن الكريم لأنه فيه حكم المتشابه ونقيس على ذلك وأكبر مثل على ذلك ما حكاه القرآن الكريم في قصة يعقوب وأولاده {إذ وَجَاءُوا أَبَاهُم عِشَاءً يَبكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبنَا نَستَبِقُ وَتَرَكنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنَا وَلَو كُنَّا صَادِقِينَ}.(8)
وكان من المفروض لو كانوا أهل الصدق أن يقولوا: وما أنت بمؤمن لنا لأنا كاذبون.
فما كان من سيدنا يعقوب وهو نبي الله يوحى إليه إلا أن استسلم إلى باطلهم واستعان بالله على الصبر الجميل رغم علمه بأنهم كاذبون {قَالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُستَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.(9)
وماذا عساه أن يفعل أكثر من ذلك، وهو يواجه أحد عشر رجلا اتفقوا كلهم على كلمة واحدة ومثلوا مسرحية القميص والدم وكلهم يبكون على أخيهم المفقود.
فهل يكشف يعقوب كذبهم ويدحض باطلهم ويسارع إلى الجب ليخرج ابنه الصغير الحبيب لقلبه، ثم يعاقبهم على فعلتهم الشنيعة؟
كلا، إن ذلك فعل الجاهلين الذين لا يهتدون بحكمة الله أما يعقوب فهو نبي يتصرف تصرف الحكماء العلماء وقد قال الله في شأنه: {وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.(10)
فما كان من علمه وحكمته إلا أن تولى عنهم وقال { يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}.(11)
ولو تصرف يعقوب مع أبنائه كما قدمنا بأن أخرج ابنه من الجب وعنفهم على كذبهم وعاقبهم على جريمتهم لاشتد بغضهم لأخيهم ولوصل بهم الأمر إلى اغتيال أبيهم وربما عبروا عن ذلك بقولهم لأبيهم{تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين}.(12)
ومن كل هذا نستنتج بأن السكوت في بعض الأوقات مستحب إذا كان في معارضة الباطل مفسدة أو هلاك أو كان في السكوت عن الحق مصلحة عامة ولو آجلة.(13)
ولم ير الإمام علي عليه السلام للاحتجاج عليهم أثرا سوى الفتنة التي كان يفضل أن يضيع حقه على حدوثها في تلك الظروف ، بسبب الفتن الخطيرة التي أحاطت بالإسلام من كل جانب ، فخطر يهدد الإسلام من المنافقين من أهل المدينة وبمن حولهم من الأعراب الذين قويت شوكتهم بعد رحيل المصطفى صلى الله عليه وآله ، بالإضافة إلى خطر مسيلمة الكذاب وطليحة بن خويلد الأفاك وسجاح الدجالة ، والرومان والأكاسرة والقياصرة وغيرهم الذين كانوا للمسلمين بالمرصاد ، وغير ذلك من الأخطار التي كانت تهدد الإسلام ووجوده ، فكان من الطبيعي أن يضحي الإمام علي عليه السلام بحقه ، ولكن دون أن يمحو حجيته في الخلافة ، فأراد الاحتفاظ بحقه في الخلافة والاحتجاج على من اجتهد فيها بالشكل الذي لا يوقع الفتنة التي سينتهزها أعداء الإسلام ، فقعد في بيته وتخلف عن المبايعة هو ومن معه لمدة ستة شهور ).(14)
ولقد فسر الإمام شرف الدين تصرف علي عليه السلام هذا بقوله : ( ولو أسرع علي إليهم في المبايعة حين عقدها ، لما تمت له حجة ولا سطع لشيعته برهان ، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين ، والاحتفاظ بحقه في الخلافة ، فالظروف يومئذ لا تسمح لمقاومة بسيف ، ولا مقارعة بحجة ).(15)
ومن هنا نسنتج بأن هي ليست الخلافة والحفاظ على الملك بل هو الملك الذي سعى أليه الكثير من الصحابة والذي كرهوا أن تبقى الخلافة والإمامة في بيت واحد وهو في بني هاشم والذي أثبتاه بالحجة والمصادر والمنطق ويتبين أن الدعوة المحمدية وطوال 23 سنة لم تستطع أن تهذب وتمحو أثار وأدران الجاهلية الأولى عن الكثير من الصحابة وهذا ماصرح به الله سبحانه في محكم كتابه عندما قال {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.(16) وهذه شمس الحقيقة الساطعة والتي لن يحجبها غربال التزوير والتحريف من قبل كل كتاب ووعاظ السلاطين والتي تثبت أن رسول الله (ص) قد علم بكل مايجري على بيته من ظلم ومظلومية على بضعته وعلى أخيه ووصيه والتي أخبرها بدوره أليهم ولكن صبروا لأنهم يعرفون إن هذا الفصبر سوف ينالوا منه الدرجات العليا وفي خر الآية التي ذكرناها الأخيرة تشير على ذلك عندما قال { وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} والذين أحق الناس بأتباعهم والتمسك بهم لأنهم حبل الله المتين والذين بهم تكون قد فازت الأمة والناس وليكونوا على المحجة البيضاء وعلى الصراط المستقيم وهذا مصداق لحديث نبينا الأكرم محمد(ص) { ياعلي ! يأتي شيعتك فرحين مستبشرين ويأتي عدوانك غضباناً مقحمين} و{ ياعلي ان شيعتك هم الفائزون يوم القيامة وهم على منابر من نور مبيضة وجوهم، وهم حولي في الجنة، وهم جيراني}.
وفي جزئنا القادم سوف نتعرف على فدك وغصب حق الزهراء ومظلوميتها وبالمصادر والأدلة لكي نستكمل بحثنا أن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ [النور: 27، 28].
2 ـ [الأحزاب : 53].
3 ـ تأريخ أبي الفداء : 1 / 156 ، والخصال للصدوق : 432، والاحتجاج للطبرسي : ۱ / 186)
تأريخ الطبري : 2 / 476 ط مؤسسة الأعلمي . الإمامة والسياسة : ۳۰ ، تأريخ الطبري : 2 / 443
أنساب الأشراف : 1/587 ، وشرح نهج البلاغة : ۲ / ۲ ـ 5. الإمامة والسياسة :28.
ولمن يريد مراجعة كتاب اعلام الهداية الأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) . المجمع العلمي لأهل البيت. ص 137 ـ 138.
4 ـ الجوهري – م . س – ص 60، 61 / الطبرسي – م . س – جـ 1 صـ 95، 96، 79.أيضا السقيفة وفدك .تصنيف أبي بكر الجوهري هوامش ص 92 ـ 93.جمع وتحقيق الشيخ باسم مجيد الساعدي.أصدار قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة.
5 ـ من الخطبة الشقشقية .نهج البلاغة.
6 ـ حقيقة الشيعة الاثني عشرية المستبصر - أسعد وحيد القاسم ص47.
7 ـ صحيح البخاري ج 8 ص 540 كتاب المحاربين من أهل الكفر باب رجم الحبلى من الزنا . ( * )
8 ـ [يوسف: 16 – 17].
9 ـ [يوسف: 18].
10 ـ [يوسف: 68].
11 ـ (يوسف: 84).
12 ـ [يوسف: 85].
13 ـ البلاذري و «الأنساب» . وكذلك إنّ أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، الكاتب الكبير، صاحب التاريخ المعروف، ( تذكرة الحفاظ:3/892 برقم 860 )
14 ـ حقيقة الشيعة الاثني عشرية المستبصر - أسعد وحيد القاسم ص51
15 ـ بتصرف عن كتاب المراجعات للإمام شرف الدين .
16 ـ [آل عمران: 144].
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول