- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وداعـــــــــــــــا للسلاح !
حجم النص
بقلم :علي ياسين
ماذا ترك السلاح في خرائب أيامنا المنكوبة بالنياشين المزيّفة ونجوم الكتف اللامعة؟ وما جنيناه من (زفت الكاكي) وحيّز الفراغ الممتد من البيريّة إلى البسطال ؟
وماذا أبقى الذين تهافتوا بالأمس على شراء النار والبارود لأجيال العراة والحفاة والجياع سوى هشيم النخل ودموع الأرامل وشعور ملايين اليتامى بالحسرة والضياع في وطن عرضه السماوات والأرض ؟
لا أدري إن كانت تصلح هذه العبارات مقدمة طلليّة نستعطف بها أولي الأمر كما كان شعراؤنا في العصور الغابرة يستعطفون ذوي الشأن والسلطان ووجوه الخير والشر معا، لدفع مظلمة أو لاستدرار صرّة دنانير أو طلبا لعفو!
ولا على طريقة اولئك الشعراء سنطرق أبواب ذوي الشأن في هذا الزمان دون أن نُحسنَ مثلهم فن ( حسن التخلص ) ونسألهم : ماذا سنصنع بالسلاح الذي تتهافتون على شرائه، وأي عدوّ ستقتلون به ؟ هل ستطاردون شراذم القاعدة والبعث المقبور بطائرات السوخوي والميراج والأف 16؟ وهناك مليون عسكري عراقي يستنزفون ميزانيّة البلاد الخاوية أصلا، ألا يكفي ربع هذا العدد لكلّ أفراد القاعدة من أفغانستان للمغرب العربي ، وهم لا يتعدون بضعة آلاف بقضّهم وقضيضهم ؟
أم أنّ لديكم نوايا أخرى! وأنتم تحملون أطنان الدولارات شرقا وغربا لإعادة ترسانة السلاح التي لم نجن منها سوى الويلات والدمار؟
أما كان الأولى أن تنفق هذه المليارات على أبناء هذا الشعب الذي أباح لكم التصرف بخيراته دون رقيب أو حسيب؟
وبالله عليكم أيهما أولى أن نبني مدرسة نخفف بها عبء ( الثلاث شفتات) أم الأولى أن نشتري دبابة تي 72 نستعرض بها العضلات ونخيف الآخرين من أبناء جلدتنا ؟ وأيهما الأولى أن نعمر البنى التحتية التي لا تشبه إلا بنى الصومال والسودان وغيرهم من دول البائسين، أم نكدس الصواريخ على بعضها كما كان يفعل الظالمون؟
والأكثر إيلاما من ذلك كلّه أنّ كلّ محافظة من محافظاتنا، ولا سيما الوسطى والجنوبيّة تعج أطرافها وأسوارها بما لا يقلُّ عن مليون عراقي بلا مأوى متّخذين مساكن لا تصلح للبشر، وهم لا سبيل لهم في تحسين أوضاعهم إلا الله ثمّ من جازفوا بحياتهم من أجل إيصالهم للسلطة عسى أن يخطروا - ولو مرّة - ببال أولئك الذين لا يخطر ببالهم إلا البارود العفن ! ليس لشيء إلا لأنه قرين القوة والسلطة والنفوذ والتعالي !
أما آن لنا أن نقول : وداعا للسلاح وإلى الأبد لأننا جرّبناه منذ خمسة عقود ولم نجن منه إلا الحسرة والآهات والضياع .
أما آن لنا أن نتطلع لغد أجمل لا مكان فيه للبغض والكراهية والعنتريات الجوفاء التي غصّ العراقيون بويلاتها ومن ويلاتها ؟
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!