- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النمر يرد على رسالة آل سعود..!!
حجم النص
بقلم :حسين الخشيمي
بعد سماع خبر اعتقال الشيخ النمر, سألني والدي في ما اذا كانت هناك نية للكتابة عن هذا الموضوع, فأجبته: " إن كل ما سأقوم به هو نقل الأخبار وإجراء بعض الاتصالات لمعرفة الحالة الصحية للشيخ لأنني لا أريد أن اخرج عن إطار مهنيتي...!!"
وبعد ساعات من المتابعة للأخبار وجدت نفسي اندفع نحو صياغة كلمات تعبر عن مدى رفضي وامتعاضي مما جرى على سماحة آية الله الشيخ نمر آل نمر, وقراءة كل التغريدات التي جاءت في هذا الصدد. كنت طوال الليل أشاهد عبر موقع اليوتيوب كلمات وخطب الشيخ التي كانت وراء اعتقاله, حيث كان يصدح منكلاً بآل سعود, وآل خليفة من اجل نصرة المظلومين في السعودية والبحرين.
قررت أن اجري بحثاً مفصلاً عن شخصيته, فرحت أجوب صفحات الانترنت المختلفة بحثاً عن الموقع الرسمي الخاص بسماحة الشيخ النمر, إلا إنني لم أجد له موقعاً خاصاً على الانترنت, فقط كانت هناك حسابات باسم الشيخ على مواقع التواصل الاجتماعية المجانية..!! فيسبوك, تيوتر, يوتيوب.. فزاد من يقيني في ان دعوة هذا الرجل خالصة لله ولا تشوبها ذرة من الأنانية, وهذا أيضا ما أشار له سماحة السيد هادي المدرسي (دام ظله) في كلماته الأخيرة حيث قال بعد اختطافه والاعتداء عليه: " و ما نقموا من الشيخ النمر ؟! نقموا والله منه نكير خطبه ، وشدة وطئه ، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عز وجل. و لن تذهب دماءه هدرا." فهذه شهادة من عالم مجاهد لسماحة الشيخ النمر ولمشروعه في محاربة آل سعود الذي كان لله وليس من اجل شيء آخر....
صور عملية اختطاف واعتقال الشيخ التي رفعت على مواقع التواصل الاجتماعي كانت تحدثني وتحدث الجميع بحزن, كاشفة لنا مدى دموية وحقد آل سعود على علمائنا المجاهدين, كما بينت لنا مدى إيمانه بالله وتوكله عليه, وبمشروع الشهادة الذي كثيراً ما تمناه واستعد له علناً امام الجميع, وفي كل خطبة من خطبه كان يُضمن فيها امر استعداده للشهادة والاعتقال, وهذه الصور التي نشرتها المخابرات السعودية كانت شاهدة على ذلك, حيث كان سماحة الشيخ يستقل سيارة متواضعة جداً يقودها بنفس, ولم يكن هناك اي اثر لوجود مرافقين او افراد حماية او انه كان يحمل سلاحاً, بل كان سلاحه عمامته, وكلماته التي هزت عروش الطغات.
قبل ان تقدم قوات واستخبارات آل سعود على اعتقال الشيخ النمر روجت لهذا الامر من خلال إشاعات أطلقتها في وقتها باعتقاله, وكانت هذه الإشاعات عبارة عن رسائل تهديد واضحة من قبل العائلة الحاكمة الهدف منها إخافة وترهيب الشيخ و أنصاره, لان خطبه الأخيرة وصفتهم " بالجبن والظلم والرعونة" وان ملك السعودية و نايفها لا يمكن له أن يتقاعد إلا بعد أن يأتي ملك الموت لكي يحيله الى التقاعد بعد أن ينتزع روحه..!! ويستغرب سماحته من ادعاءات البعض بعدم جواز الفرح بموت نايف. إلا ان إشاعات آل السعود والرسالة التي كانت بين طياتها لم تخف الشيخ النمر, بل زادت من إصراره على فضح ومواجهة هذه الحكومة الفاسدة الفاجرة حسب وصفه لها, وهذه الكلمات كانت رداً شجاعاً من قبل سماحة الشيخ النمر, حتى انه في إحدى كلماته خاطب الاستخبارات السعودية قائلاً: "وسعوا سجونكم فإنها لن ترهبنا" ومن الطبيعي جدا إن مثل هذا الرد لا يروق لدكتاتورية آل سعود, لذلك كان من الطبيعي ان تقدم على خطفه واعتقاله بهذه الطريقة الوحشية, في أسلوب يعتمده كل الطغاة والجبابرة في كل العالم وعلى مر العصور والتي كشفت مدى خوف الحكومة من شخص النمر وخطابه.
ان اعتقال سماحة الشيخ النمر هو رسالة واضحة يوجهها الطغاة الى كل العلماء العاملين الأحرار الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والشعوب المستضعفة, وتصوير الشيخ النمر وهو مصاب وبأيدي جلاوزة آل سعود ونشره عبر مواقع الانترنت كان احد وسائل إيصال هذه الرسالة التي اعتمدتها المخابرات السعودية والتي تعتقد بأنها تخيف وترهب العلماء وأتباع أهل البيت عليهم السلام في السعودية وسائر البلاد الأخرى, إلا إنها في الواقع ستكون شرارة لاندلاع ثورات كبيرة على عروش آل سعود وآل خليفة وكل من سار على نهجهم, والتي ستزيل أثر الطغاة على وجه الأرض, لتشهد بعد ذلك عصر العدل والمساواة وما اقرب هذا اليوم...!! فكلمة الشيخ النمر لم تأتي من فراغ, فهو عالم فقيه ويعي ما يقول عندما خاطب الجماهير قائلاً: "أنا على يقين بأن اعتقالي او قتلي سيكون دافع للحراك"..
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد