حجم النص
لم تكن أزمة نادي كربلاء وليدة الظرف الحالي ,فربما هناك تشابه كثير بين ما يعانيه نادي كربلاء من ضائقة مالية خانقة مشابه لمعاناة الكثير من أنديتنا العراقية وبالأخص الأندية المحافظاتية منها
فهذه الأندية لكونها أندية غير مؤسساتية فهي تعاني باستمرار من ضائقة مالية فمواردها المالية شحيحة جداً وهي تعيش على (صدقات) وزارة الشباب والرياضة والتي تأتيها وفق نظام المُغذي (قطرة قطرة) .
لكن الأزمة الحالية والتي يمر بها نادي كربلاء هي أزمة من نوع خاص فقد سعت واجتهدت أكثر من جهة على خلق هذه الأزمة وأصبح نادي كربلاء اليوم يعيش تحت وطأة أزمتين وليس أزمة واحدة !!!!!!!!!!
بالنسبة للازمة المالية الكل يعرف تفاصيلها وإرهاصاتها وكما قلنا في البداية إنها أزمة مستديمة في أروقة النادي وقد انعكست سلباً على نتائج فرق النادي بشكل عام وفريق كرة القدم بشكل خاص .
لكن دعونا نتساءل عن الأزمة المفتعلة الجديدة وهي أزمة انتخابات النادي .حيث يعلم الجميع إن الهيئة المشرفة على انتخابات الأندية في العراق قررت تأجيل انتخابات نادي كربلاء إلى إشعار آخر وقبل ساعات من موعد انطلاقها بدون ذكر الأسباب التي دعت الهيئة المشرفة لاتخاذ هكذا قرار غريب ومفاجئ ,
في الوقت الذي سارت عملية انتخابات الأندية الكربلائية الأخرى وهي أكثر من عشرة أندية بشكل انسيابي رائع ومثالي من حيث التنظيم والإدارة ,ولذلك نقول
من حق الجميع أن يتساءل عن سبب التأجيل ؟
ومن حق الجميع أن يضع ألف وألف وألف علامة استفهام وتعجب على قرار التأجيل؟
ومن حق الجميع أن يشكك بجدية ونوايا وزارة الشباب والرياضة بقرار التأجيل ؟
إن هذه الإشكالية والتي خلقتها وزارة الشباب والرياضة أفرزت العديد من المشاكل والتي كانت ربما لم تحصل لو أقيمت الانتخابات في موعدها المقرر وقال صندوق الاقتراع قوله الفصل !!!!!!!!!!!!!!
لا نعرف كيف يريدنا السيد (علي حسين علي) رئيس اللجنة الإعلامية في هيئة الانتخابات أن نفهم بيانه الرهيب في شرح أسباب تداعيات مباراة الزوراء وكربلاء فقد نسي السيد علي حسين نفسه وموقعه واخذ يهاجم عضو اتحاد الكرة محمد جواد الصائغ باعتباره هو من أفتى بتأجيل مباراة كربلاء والزوراء !!!!!
وكنا نتمنى من السيد علي حسين علي أن يوضح لنا بالشفافية التي تبجحت بها وزارة الشباب والرياضة الأسباب الحقيقية لتأجيل انتخابيات نادي كربلاء ,لا إن يتحول بيان السيد علي حسين إلى هجوم كاسح على السيد الصائغ حيث أوضح بيانه وبشكل فاضح كم هو محتقن وغاضب من عضو اتحاد الكرة وبالمناسبة نحن هنا لا ندافع عن الصائغ أو غيره لكننا نريد أن نعرف من السيد علي حسين ما هو الربط بين اتحاد الكرة والهيئة المشرفة على الانتخابات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فإذا كان السيد علي حسين له قضية خاصة مع الصائغ أو غيره فإننا ننصحه بالعودة إلى عموده الصحفي ومهنته الحقيقية فهو كاتب عمود صحفي لا يشق له غبار !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أما أن يقوم السيد علي حسين بتسخير بيان لجنة الانتخابات بالهجوم على الصائغ واتحاد الكرة أو غيره فهذا هو الفشل بعينه !!!!!!!!!!!! نحن كوسط رياضي نريد أن نعرف لماذا تم تأجيل الانتخابات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم هناك ضغوطات من جهات عدة فلا زال السياسيون في بلادنا يضربون ذات اليمين وذات الشمال ويحاولون أن يسخروا كل شيء في هذا البلد لأجنداتهم السياسية وهذه حقيقة لا تغيب عن بال احد .
ولما كان الوسط الرياضي للأسف الشديد يمثل ارض رخوة وهشة فقد استطاع نتيجة لذلك السياسيون النفاذ إلى الوسط الرياضي بذريعة الدعم والإسناد ,ولما كان الوسط الرياضي يعيش تحت خط الفقر ويعاني من شظف العيش فنراه سرعان ما يقع في فخ السياسة وإمراضها وهكذا هي الحقيقة التي يخشى البعض التصريح بها .
فهناك من يتبجح بدعم وإسناد مجلس المحافظة
وهناك من يتبجح بدعم وإسناد جهة سياسية أخرى
وهناك من يتبجح بدعم وإسناد جهة ثالثة وهكذا أما من يحاول أن يعمل ويجتهد من اجل مصلحة النادي ورياضته فهو يقف في آخر الصف يستجدي نظرة أو لمسة دعم من هذا أو من ذاك !!!!!!!!!!!!!
هذه هي الأزمة الحقيقية التي يعاني منها نادي كربلاء فلو كانت وزارة الشباب والرياضة قد أقامت الانتخابات في وقتها المحدد لربما تجاوز نادي كربلاء الكثير من مشاكله ,ولذلك أصبحت الآن سفينة نادي كربلاء تسير بدون ربان, فالعشوائية هي التي تتصدر الموقف الآن في إدارة شؤون النادي فعملية تبديل المدربين ومسألة إضراب اللاعبين وغيرها من الأمور هي مسائل مفتعلة بطريقة غبية جداً ومن جهات معينة لغاية بنفس يعقوب .
فكلنا نعرف إن اللاعبين في الموسم الماضي كانوا أيضا يعانون من تأخر استلام مستحقاتهم لكنهم كانوا يلعبون ويقدمون ويحققون النتائج .
إذن أزمة نادي كربلاء أزمة انتخابية بحتة وهي أزمة صراع شرس على المناصب
وأزمة ملفات ساخنة ربما تطيح ببعض الرؤوس لو ظهرت للعيان
وأزمة مصالح وصراع إرادات
ولا نعرف كيف يمكن أن تصل بنادي كربلاء إلى شواطئ البر والأمان