حجم النص
بقلم :حسين الخشيمي
النقيضان لايجتمعان !! فإما موت او حياة, او ليل او نهار.. ولن تجد في يومٍ ما ان الحق والباطل قد اجتمعا معاً, او ان الخير والشر قد تصالحا, بل ولم اشاهد ذلك حتى في الافلام الهندية, او الامريكية الخيالية !!
كذلك في ما يرتبط بالنجاح والفشل, فلا بد من ان يكون احدنا اما ناجح, او فاشل, ومهما حاول ان يغطي على نجاحه وتقدمه فلابد من ظهور علامات النجاح, وللفاشل ايضا تنجلي علامات الفشل.. فلو ان الفشل لبس لباس النجاح وصرخ باعلى الاصوات وامام العالم اجمع (انا ناجح) فلن يصدق هو نفسه ولن يصدقه احد.
وهذه هي سنة من سنن الله, او من سنن الطبيعة كما يسميها البعض ! ومن اراد ان يخرق او يخرم هذه السنن والقواعد, فهو اما مجنون, او مبرر وكلا الامران معيبان... فكيف يدعون النجاح مع الفشل ؟؟
وتماما كما يفعل المتلونون اليوم, أولئك الذين يكبرون حجم الانجازات, ويحجمون كبر الفواجع والازمات في البلاد وما اكثرها, فتجد مثلا ان سقوط اعداد كبيرة من الجرحى والشهداء امرا هيناً بالنسبة للسياسيين العراقيين أمام انعقاد ما يسمى بالقمة العربية, والتي يدعون انها حققت وستحقق النجاح المنشود!
وهل يمكن ان نغض الطرف عن تسعة وستين شهيداً سقطوا في يوم واحد لكي نثبت للعالم اننا ناجحون ؟ او اننا لم نخسر شيئاً ؟ يبدو ان ذلك هو المنطق السليم والصائب لدى السياسيين العراقيين ولا عجب.!! او انه النجاح بعينه !!
او ان نؤمنَّ العراق وشوارع بغداد بالخصوص للوفود القادمة التي ستحمل معها حلول العقد, وازالة الغموض عن القضايا المبهمة, فتنزل على رأس المواطن العراقي نقم السيطرات التي لا فائدة منها, سوى الانتظار الطويل في الشوارع, والاستفزاز المستمر للمواطن عبر شل حركته وحرمانه من مزاولة عمله بصورة طبيعية, وبالتالي خروق امنية مضاعفة في مناطق متفرقة في العراق, ثم نسمع ان الخطط الامنية المعدة من قبل القوات الامنية قد نجحت !! فأي نجاح مع كل هذا الفشل الواضح.
[email protected]