- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ماذا تمثل عاشوراء بالنسبة للشيعة؟ ..الجزء الأخير
حجم النص
بقلم:عبود مزهر الكرخي
والآن ناتي الى الجزء الخاص بالبكاء والذي يعيب فيه من الكتاب القصيري النظرة وكذلك العلمانيين بأنه كيف يجوز البكاء على شخص الحسين وهو شخص مات منذ أكثر من 1400 سنة وهذا لايجوز والسنة تقر بذلك.
ونحن نقول أن لايوجد في الأحاديث النبوية ما يشير إلى تحريم البكاء وحتى اللطم ومن صحاح السنة وأسانيدهم وهناك بعض الأحاديث وهي من غير المسنودة والصحيحة والمتفق عليها ومن قبل رواة غير موثقين وإلا فليستخرج أي جهبذ منهم حديث يحرم هذا الأمر يكون مستوفي كل الشرائط الفقهية.
ولكن لنتماشى مع الأمر ونقرن الشيء بالشيء فمن المعلوم ان البكاء هو نوع من أنواع الاحتجاج والاستنكار وعدم القبول به وأكبر مثال عندما يبكي طفلك عندما تأمره بشيء فعندما لايريد القيام به يجهش بالبكاء والأمثلة كثيرة على ذلك ومن هنا نحن نبكي لنعلن رفضنا وعدم القبول بما جرى في واقعة الطف على إمامنا الحسين من قتل وذبح وعطش وسبي له ولأهل بيته وأصحابه وعياله وبطريقة لاتراعي حرمة الإسلام وحتى أبسط حقوق الإنسانية فنحن ((عِبرة الحسين)) هي بالبكاء لكي نتذكر ولا ننساها وعلى مدى التاريخ وقد قلنا نحن نريد أن لا ننساها ونذكرها باستمرار وهذا ما أشار إليه المستشرق الفرنسي توماس ماساريك الذي يقول:
"على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم".
أذن فالأجانب والمسيحيين هم يقرون بذلك ويعتبرونها من الأمور المسلم بها فكيف ونحن يأتي من يسخف ويسفه هذه الأمور.
والتي يأتي الكاتب والمفكر المسيحي أنطوان بارا صاحب كتاب ((الحسين في الفكر المسيحي)) ليقول :
"لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين".
ومن هنا فأن البكاء وإقامة الشعائر الحسينية هي الغاية رفع راية الإسلام المحمدي الخالص لوجه الله سبحانه وتعالى التي ضحى من اجل رفعتها وتصحيحها سيدي ومولاي أبي الشهداء الحسين(ع) هو وأهل بيته وأصحابه المنتجبين والذي يمثل قمة العطاء والتي بسفك هذه الدماء الزكية الطاهرة صحح الإسلام وأصبحت المساجد والآذان هو خالص لله عز وجل وليس هذا كانت غاية الأمويين والطلقاء الذين كانوا يريدون ديننا بالاسم فقط وتسييره حسب أهوائهم وليصبح دين ملوك وأباطرة وهذا ما صرح به شيخهم رأس الشرك والنفاق أبو سفيان (لعنه الله) حيث يقول عندما تولى الخلافة عثمان بن عفان التي مهدت الأرضية للدولة الأموية المشئومة، وفي الرابع من شهر محرم وفي جمع من بني أمية وقد طعن في السن وكان أعمى وسأل هل يوجد أحد من خارج بني أمية فقالوا له لا فقال أبو سفيان مقولته المشهورة(( تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة فو الذي يقسم به أبو سفيان لا جنة ولا نار ولا حشر ولا قيامة وإنما هو الملك)). ومن خلال هذا القول فأنه يقر بعدم إسلامه وعدم أيمانه بالنبي محمد(ص) وإنما هو من الطلقاء الذين أعلنوا إسلامهم بحد السيف وهذا ما كان أولاده وأحفاده ما يدينون به هوانهم ليسوا بمسلمين وهذا ماصرح به يزيد اللعين عندما جيء بالسبايا إلى دمشق والى قصره وأقام مظاهر الزينة والفرح وجيء بالرأس الشريف لأبي عبدالله(ع) في صحن من الذهب لينكث بقضيب من الذهب بثنايا الرأس لينشد ويقول :
أبى قومُنا أَنْ ينصفونا فأنصفت......قَوَاضِبُ في أيمانِنا تَقْطُرُ الدِّما
صبرنا وكان الصبرُ منا عزيمةً...... وأسـيافُنا يَقْطعَنْ كفّاً ومعصما
نـفلِّقُ هاماً من اُناسٍ أعـزَّةٍ .......علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
وعندما وبخوه على نكث الرأس الشريف بالقضيب أنشد وليصر على كفره وطغيانه :
يـا غرابَ البينِ ما شئتَ فَقُلْ .....إنـمـا تـندبُ أمراً قد فُعلْ
كـــلُّ مُـلْـكٍ ونعيمٍ زائلٌ......وبـناتُ الـدهر يلعبن بكلْ
لـيت أشياخي ببدرٍ شـهدوا......جَزَعَ الخَزْرَجِ مَنْ وَقْعِ الأَسَلْ
لأهـلُّـوا واسـتـهلُّوا فرحاً ......ثـم قـالوا يا يزيدُ لا تشلْ
لـستُ من خندفَ إن لم أنتقمْ......مـن بـني أحمدَ ما كان فعلْ
لـعـبت هـاشـمُ بالملكِ فلا........خـبرٌ جـاء ولا وحيٌ نزلْ
قـد أخـذنا من عليٍّ ثـأرَنا......وقتلنا الفارس الليثَ البطلْ
وقـتـلنا القرمَ من سـاداتِهِم.......وعـدلـناه بـبـدرٍ فاعتدلْ(1)
فنلاحظ أنه كانت ثارات بدرية من بني أمية وهو يعترف بأن لاتوجد رسالة محمدية ولاوحي فأي دين يدين به يزيد الفاجر اللعين قاتل النفس المحترمة والذي بأبياته الشهيرة قد فصح عن هويته المجرمة والتي يأتي من يقول أن يزيد خليفة وحاكم بأمر الله كما يفتي وعاظ السلاطين في وقتنا بإتباع حكامنا الذين كلهم إجرام وفجور والذين يرتكبون المحارم من أعلى رؤوسهم إلى أسفل أقدامهم ويجب الصلاة خلفهم وإطاعتهم فأي منطق منحرف وأي مفاهيم تافهة يؤتون بها.
وهذا ما ذكره ابي الشهداء في مقولته الخالدة والتي أصبحت دليل عمل لكل ثائر شريف والتي تقول
"((النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون))"
وهناك من يقول كيف تبكي على ميت ونحن نقول أنه ميت فمن المعلوم وهذا ماتتفق عليه جميع المذاهب أنه الروح تبقى والجسد هو الذي يبلى والروح باقية في عالم البرزخ والتي ذكرها سبحانه وتعالى في محكم كتابه بقوله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.(2)
يعني الروح تبقى وهي تحس وتستمع وحتى تأتي في الأحلام لتخبرهم بحاجة وهذا مانسمعه في كل الأحاديث ويتم توزيع الثواب على أرواحهم والتحبيذ عليها لأجل إن يرتاح الميت في تربته وكما يقال عندنا وهو ما يعني الروح.
هذه نقطة والنقطة الأخرى المهمة هي أن الذين يقتلون في سبيل الله شهداء وهم أحياءُ عند ربهم يرزقون وهذا الكلام ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في الآية التي تقول {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(3)
فكيف بالإمام الحسين الذي هو خامس أصحاب الكساء والذي قال عنه رسول الله(ص) ((حسين مني وإنا من الحسين أحب الله من أحب حسيناه))(4) وهو حديث مسند وصحيح وموجود في كل كتب السنة وأسانيدهم وكذلك الحديث الذي يقول (( الحسين مصباح الهدى وسفينة الجناة))(5) فالحسين(ع) هو أمام مفروض الطاعة وبشهادة رسول الله (ص) الذي يقول ((الحسن والحسين إمامان قاما وأن قعدا)) فكيف لانبكي عليه ونتذكر مصيبته التي هوت كل من سمعها من الغربيين ومن الأديان الأخرى وتأثروا ونستعبر على ما حدث من قهر وظلم وحشي لهذه الشخصية العظيمة ونذكرها على الدوام والتي نقيم لها الشعائر لكي نكون أقرب الى الله لأن الشعائر الحسينية هي شعائر الله والتي يقول رب العزة والجلالة في قرآننا العظيم {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (6)فنحن عندما نعرف الحسين بشروطه وأشراطه نكون قد عرفنا الله لأن نبينا الأكرم يقول في حديثه الشريف الذي ذكرناه آنفاً ((أحب الله من أحب حسيناه)) وهذا العمل هو يقربنا إلى الله ونبتغي إلى الله الوسيلة بحبنا الحسين وإقامة شعائره والذي ماقام من ثورة عظيمة وخالدة في واقعة الطف إلا من أجل تصحيح الانحراف والتشويه الذين اعترى الدين المحمدي من قبل الطلقاء من بني أمية والذي كانت تضحيته كلها خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى والذي هو في اللحظات الأخيرة من لحظة استشهاده ومر عليه هلال بن نافع ومن معسكر الأعداء فسمعه يتمتم بكلمات فقال أن كان يدعوا علينا فالويل لنا ولكنه كان مشغول عنهم بمناجاة ربه وكان يقول له ((الهي ان كان هذا يرضيك لك العتبى فخذ حتى ترضى)).
وهذا تشارلز ديكنز - الكاتب الإنجليزي المعروف يقول :
"إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام".
وهو كاتب غربي ومسيحي يقر بذلك ويعظم واقعة الطف والحسين(ع) وهناك من يحرف التاريخ ويتلاعب ويصم عينيه وأذنه عن الحقيقة ويريد من الباقين أن يؤمنوا بما يقوله من تخاريف والتي لاتنطلي على أي لبيب وعاقل.
فبهذه التضحية أكيد أن الله سوف يعطيه المنزلة العليا لأن الله عادل ويكرم كل من يضحي في سبيله فانك العبد إذا اقتربت منه شبر يقترب منك ذراع فكيف وماقام به أبي الشهداء أكيد سيبقى ذكره خالد وفي عليين وسوف نتذكره ونتذكر كل مقولاته الخالدة في مقارعة الظلم والظالمين لكي نهز بها كل عروش الطغاة وتكون واقعة الطف زلزال يحطم عروشهم المتهالكة. ولنتعرف على معنى الشعائر وكالتالي :
والشعائر جمع شعيرة وهي كل معالم الطاعات والقرب لله تعالى ، ففي مختار الصحاح 143 : 1 ، الشعائر أعمال الحج وكل ما جعل علماً لطاعة الله تعالى ، قال الأصمعي : الواحدة الشعيرة .وأذن نقول كل ما يدخل في طاعة الله هو شعيرة وهذا بالتالي يعني أن الشعائر الحسينية الصحيحة وضمن شروطها واشراطها تدخل في طاعة الله وحسب ما موجود في صحاح السنة والجماعة.
ونأتي وفي الختام لكل نقرن بالشيء حول البكاء وفي عهد نبينا الأكرم محمد(ص) وهل حرمه؟ وأخبر بعدم جوازه من خلال حوادث حصلت في حياته الشريفة لكي نكمل الحجة وهي نوردها ومن مصادر السنة والجماعة وكالآتي :
1 ـ وقولهم أنه لم يؤثر شيء من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله كلام لا يعتني به ، إذ ليس كل ما لم يذكره رسول الله صلى الله عليه وآله تفصيلاً يعدّ منهيّ عنه بل أوامر الكتاب وكذلك سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله أكثرها مجملة يستفاد منها قواعد تنطبق عليها مصاديقها وصغرياتها ، على أننا يمكننا إثبات خلاف دعواهم ، فالنبي صلى الله عليه وآله أقرّ إقامة العزاء على حمزة بن عبد المطلب بعد موته وجرت عادة نساء الأنصار أن يبكين على حمزة قبل كل ميت ، حتى صار إقامة العزاء على حمزة سنّة ممّا دعى لها النبي صلى الله عليه وآله وأقرّها .
روى ابن سعد في طبقاته قال محمد بن عمر : ... وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله البكاء في بني عبد الأشهل على قتلاهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : (لكن حمزة لا بواكي له) فسمع ذلك سعد بن معاذ فرجع الى نساء بني عبد الأشهل فساقهن إلى باب رسول الله صلى الله عليه وآله بالبكاء على حمزة ثم بكت على ميتها.(7)
2 ـ تقول المصادر التاريخية ان أول من أقام مأتماً على الإمام الحسين (ع) هو جده رسول الله (ص) وقد أحصى العلامة النائيني في كتابه (سيرتنا وسنتنا) عشرين مأتماً أقامها النبي (ص) على سيد الشهداء أبي عبد الله (ع) وقد وثق كل مأتم بأسانيد عديدة من كتب الصحاح والأحاديث لأهل السنة باسطاً البحث عن صحة أسانيدها من كتب الجرح والتعديل لديهم منها ستة مآتم في دار أم سلمة وثلاثة مأتم في دار عائشة ومأتم في دار زينب بنت جحش ومأتمين في حشد من الصحابة ومأتم في داره (ص) ومأتم في دار أمير المؤمنين (ع).
إذن فقد كان رسول الله هو أول من بكى على سبطه الإمام الحسين (ع) وحض على ذلك وكذلك الأئمة الهداة (ع) ابتداءً بأمير المؤمنين. (ع) وحتى الإمام المهدي (ع)، ولهم (ع) أحاديث كثيرة في فضل زيارة الحسين (ع) والبكاء عليه والدعاء لزواره والحض على إقامة المآتم من خلال وصاياهم (ع) لأصحابهم ولا يمكن ذكرها هنا لكثرتها فمن أراد فليراجع المصادر في ذلك أما أصداء ثورة الحسين (ع) وإقامة الشعائر الحسينية من قبل الجماهير فان المصادر التاريخية تفيد بأن التوابين الذين قاموا بأول حركة ثورية ضد الحكم الأموي بعد ثورة الحسين (ع) كان شعارهم (يالثارات الحسين) فأصبح هذا الشعار هتاف جماهيري تطلقه آلاف الحناجر بوجه السلطة الأموية واخذ يكبر يوماً بعد يوم فشكل أول نواة لإطلاق هذه الشعائر ولم تنفع أساليب القمع التي استخدمتها الأمويون لإبادة هذه الثورة في إسكات هذا الشعار الذي صار شعاراً للعديد من الثورات التي تلت ثورة التوابين وكان المختاربن أبي عبيدة الثقفي قائد ثورة التوابين يعقد المآتم في داره بالكوفة على الإمام الحسيين (ع) فيقام الندب وتتحرك المشاعر التي تتحول إلى غضب يدفعهم ويحضهم على الأخذ بثأر الحسين (ع) من قاتليه وكان الشيعة الاوائل يجتمعون حول قبر الحسين (ع) ويظهرون الأسى والندم ويقدمون العزاء والسلوى لأهل البيت (ع).(8)
أما أدلّة الشيعة على البكاء فكثيرة منها :
1 ـ ما رواه ابن قولويه عن مالك الجهني عن الباقر عليه السلام قال : من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكياً لقى الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجّة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة وثواب كل حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع الأئمة الراشدين الى آخر الحديث.(9)
2 ـ عن الامام الباقر عليه السلام قال : بكيت الإنس والجن والطير والوحش على الحسين بن علي عليهما السلام حتى ذرفت دموعها .(10)
3 ـ عن الامام الصادق عليه السلام : انّ أبا عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام لما مضى
بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب عليهن والجنة والنار وما خلق ربّنا وما يرى وما لا يرى.(11)
وهناك روايات متواترة كثيرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في الحث على البكاء لا يمكن ذكرها جميعاً وقد اقتصرنا على بعض منها .
وهنا نقلنا عن إمام مفترض الطاعة يملك مواريث الأنبياء والسماوات وهو يحث على زيارة الحسين وثواب البكاء وهو باقر علوم الأولين والآخرين حسب وصف جده نبينا الأكرم محمد (ص) زكذلك الأمام الصادق(ع)وهي كلها يجب التمسك بها لأنها صدرت عنه وعن أئمتنا الآخرين وهم ليسوا أشخاص عاديين أو غير ثقاة(حاش لله) فالتمسك بأقوالهم هو دليل على التمسك بطاعة الله والالتزام سننه وأعماله.
ولنستمع إلى مايقوله سماحة الشيخ حبيب الكاظمي من أحدى محاضراته
خلود القضية الحسينية!..
"إن البعض يظن أن مسألة النهضة الحسينية واقعة تاريخية، انتهت بموت العناصر المتواجهة فيها، وهذا خطأ جسيم!.. فكما أن تاريخ المواجهات لم يمت -طوال التاريخ- بين الأنبياء وأعدائهم، ومن هنا جعله القرآن عبرة لأولي الألباب، فكذلك قضية الحسين (ع) خالدة، لأن منهجه (منهج المواجهة مع الظلم الفكري والعملي) لازال حياً ماثلاً للجميع.. فمتى مات الباطل، لتموت المواجهة معه؟..(12)
وهذا ما نريد التوصل لأن في قرآننا العظيم ورد كلمة الألباب (16) مرة ويتفكرون (18)مرة وقد حث الله سبحانه وعباده على التفكير والتدبر وهي صفة المؤمن الصحيح في الحث على كل من يدعي الإسلام على التفكر والتدبر أن انتشار راية الحسين وثورته وأفكاره الخالدة لتصل إلى الأقصى الشرق والغرب ليصل إلى أمريكا اللاتينية لم تأتي من فراغ وليختلي بنفسه ويسأل نفسه أليس هناك سر ألهي في انتشار الفكر الحسيني وثورته الخالدة؟.
وبالتأكيد أن العناية الآلهية هي التي جعلت الثورة الحسينية باقية وألقها وجذوتها متألقة وعلى مدى الزمان لأنه باستشهاد أبي الأحرار وسفك دمه الشريف وجعل دمه هو ما صحح به ديننا الإسلامي ولتؤكد على صحة المقولة التي تقول ((أن وجود الدين محمدي وسر بقاؤه حسيني)) بفضل التضحيات التي قدمها روحي له الفداء مع أهل بيته وأصحابه المنتجبين ولتبقى الثورة الحسينية وأفكارها الخالدة وجذوتها المتوقدة تعلم الأجيال جيلاً بعد أخر في معنى انتصار الدم على السيف ولتذهب كل محاولاتهم الخائبة في إطفاء ألق واقعة الطف أدراج الرياح مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(13)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ مقتل الحسين (عليه السّلام) – الخوارزمي 2 / 63 ـ 65 .
2 ـ [الإسراء : 85]
3 ـ [آل عمران : 169]
4 ـ المصادر :المسند 4/ 172 . وسعيد بن ابي راشد روى لهُ الترمذي وأبن ماجه وقال عنه ابن حجر مقبول .وأخرج الحديث بهذا الأسناد الامام أحمد ابن حنبل في فضائل الصحابة 2/772 رقم الحديث 1361 , والطبراني ج22/274ص / 702 .. والحاكم ج3 / 177 وصحح اسنادهُ ووافقه الذهبي وأبن حبان 15 /427 رقم الحديث 6971 ومن طريق ابن خثيم أخرجه ابن ماجه 1/51 رقم الحديث 144 وحسن البوصيري أسناده ووثق رجاله وأخرج المرفوع منه الترمذي 5/617 رقم الحديث 3775 من طريق أبن خثيم وحسنهُ وحسن الألباني الحديث .
5 ـ البحار 42 : 262 ، و 36 : 205 ، عن كمال الدين : 154 ، وعيون الأخبار 1 : 62 ، وإعلام الورى : 378 ، والمنتخب للطريحي : 203 ، وأيضاً في البحار 91 : 184 عن عيون الأخبار للشيخ الصدوق بسنده عن أحمد بن ثابت الدواليبي عن محمّد بن عليّ بن عبد الصمد عن عليّ ابن عاصم عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ، وأمالي الصدوق المجلس 87 الصفحة 478.
6 ـ [الحج : 32]
7 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 48 : 1 ، دار الفكر.
8 ـ الشعائر الحسينية: نشأتها.. المراحل التي مرت بها (ثورة الحسين المبادئ والأهداف). بقلم: محمد طاهر محمد المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية.
9 ـ كامل الزيارات : 174 .
10 ـ المصدر السابق : 79 .
11 ـ المصدر السابق : 81 .
12 ـ مقتبسه من محاضرات لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي في المناسبات المختلفة.