- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السياسيون في العراق وصلعة برنادشو
منطقيا يجب أن يكون لصراع الديكة السياسيين في العراق حل حقيقي فما عاد الجسد العراقي يحتمل جراحات أخرى ولا النفوس تقبل بمزيد من الاستهانات من قبل اولائك المتنازعون ، ولابد ان يعاد ترتيب البيت العراقي الوطني وان توضع النقاط على الحروف من اجل ان تنبعث فينا صحوة عمل حقيقية نساهم فيها جميعا لبناء بلدنا ،لذلك فان اخطر ما في الوقت الراهن هو بقاء هذا الانشقاق الوطني وان يبقى الجميع على طرفي نقيض دون الاستشعار بالمسؤولية الوطنية تلك التي جعلت من المتشائمين يصرحون من على الفضائيات بان العراق سيعود الى المربع (الصفر )، المطلوب من السياسيين ان يتذكروا عذابات 40 عاما او اكثر من الشعب العراقي المطلوب من اولائك ان يتذكروا وطأت الاحتلال وما يقوم به داخل المجمع العراقي وإلا ستظل قضيتنا الوطنية وبناء العراق الجديد تراوح في مكانها او ان تنحدر للأسوا ، وأظن أن الشعب العراقي لن يصبر أكثر مما صبر عليه ، فالأمر البديهي أن \" المركب لا يقوده اثنان \" والذي يريد التمسك بالزعامة او ان يعود بنا للمربع الاول فهذا ليس مطلب الشرفاء الذين يريدون استعادة حقوقهم من بين أنياب جيران السوء وهذا لن يكون من خلال التمسك بالسلطة اوالصراع عليها .
هناك امور ينبغي الالتفات اليها وان توضع في اولوية العمل القادم وفي نظر المتصارعين الا وهو الهم العراقي الذي يكمن بمعيشته الادمية التي يجب ان يكون عليها المواطن العراقي بحسب ما يمتلكه من ثروات فانا ارى وجوب الاهتمام بالامور المعيشية الذي هو بيت القصيد ومربط الفرس اضافة العمل الجاد على استئصال الفساد المالي والاداري من جذوره وازالة التشوهات في كافة الوزرات المشبوهة مع التحقيق في كافة الشبهات من اجل ان ينعم الفرد العراقي وعائلته كما ينعم المسؤول العراقي وعائلته فهنالك عدم توازن في توزيع المال العراقي بين المواطن والمسؤول الامر الذي ادى الى الاختلال بميزان العدالة الاجتماعية وفي هذا الشان اشار الكاتب الساخر برنارد شو لصلعته التي يحيط بها شعر كثيف وقال (ان الاقطاع وسوء توزيع الثروة مثل توزيع شعر رأسي كثافة في الانتاج وسوء في التوزيع ) لذلك فان العراق اليوم اصبح كصلعة برنادشو ، فقد بحت الاصوات من داخل العراق ومن خارجه بالنداءات والصرخات الصادقة لايلاء مثل هذه المسألة اقصى درجات الاهتمام ،ولكن المؤسف ان المتصارعين في ابراجهم العاجية وصياصيهم العالية قد انفصموا وانفصلوا عن منابتهم الشعبية واصبحوا لا يسمعون وكأن في آذانهم وقر وفي قلوبهم بطر وغرور زائد ويحسبون ان هذه من صغائر الامور وليست من امهاتها، والمؤسف ان الساحة السياسية في العراق تطفي عليها مبدأ الصراع على كراسي السلطة والمصالح و التنظير الاجوف والهوس الكلامي ولذلك ترانا نتخوف من القادم الذي تديره جهات شرقية وغربية وفقا لمصالحها ، نعم من حقنا ان نطمح فى وطنٍ معافى موحد يسع الجميع بعد أن ورثناه من أجدادنا الذين قدموا أرواحهم رخيصةً فى سبيل أن يبقى هكذا ، موحداً معززاً و نامياً ، ولكن للاسف فان خلفهم خلفٌ أضاع هذه المفاهيم ، بل حاول تكريس مفهوم جديد للوطن والمواطنة يرتكز على الصراع على السلطة من خلال جعل الشعب هو الضحية للوصول الى سدة الحكم بأى ثمن حتى ولو عن طريق السلوك الشاذ الذي يتمثل بحمل السلاح والقتال.
لذلك لابد للجهات السياسية من الروية والتراجع والنفس الوطنية الحقة من اجل التصدي لسياسة العباد والبلاد من خلال القدرات الحقيقية للنهوض بهذا العبء الوطنى الذى يتطلب عزائم لا تلين وصدقاً منقطع النظير وبلد موحد قوي يفرض احترامه على العالم ، والرائد لايكذب أهله
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته