RSS
2025-12-22 00:59:05

ابحث في الموقع

الفن والحياة

يعتقد البعض أن هناك ضربا من التعارض بين الفن والحيات ، لأنهم يرون أن الجمال الفني ليس مجرد صدى للجمال الطبيعي ، وإنما هو عمل بشري ينطوي على قيمة صناعية .

وعلاقة الفن بالطبيعة من خلال المحاكاة ليست نقل الطبيعة كما هي بل الإتيان بأشكال مغايرة عن الأشكال الموجودة في الطبيعة .

وبالرغم من أن هناك ضربا من التشابه بين الفن والطبيعة ،من حيث أن كلا منهما يسعى إلى تحقيق شي حي ملائم . فضلا عن أن كلا منهما لا يصنع إلا لغاية معينه ، ومن هنا فان الفن ليس نسخا للطبيعة بل هو محاكاة تقوم على تبديل الواقع وتغيير الحياة ، بالرغم من ان الفنان قد يستلهم الواقع ويوظفه ويعود به إلى الحياة ، لكنه في النهاية عليه ان يأتي بما هو مغاير للواقع والطبيعة والحياة . والفنان عن طريق الادراك المباشر استطاع ان ينفذ الى باطن الحياة ، وان يسبر اغوار الواقع ، وان بزيح النقاب عن الحقيقة التي تكمن خلف ضروريات الحياة العملية ونفس الفنان لم يشهد لها العالم نظيرا من قبل( نفس ) ترى الاشياء جميعا في صفائها الاصلي ، وتدرك اشكال العالم المادي ولأوانه وأصواته ، كما تدرك ادق حركات الحيات الباطنية والفن الحقيقي حين ينظر الى اية ظاهرة فانه لايراها لنفسة بل يراها لنفسها ، وبعبارة اخرى ممكن القول بان الفنان لايدرك من اجل العمل ، بل هو يدرك لمجرد الادراك ، وهكذا لايمكن ان يكون ثمة فن ان لم يكن هناك ضرب من الانفصال عن الحيات ، وهذا الاستغراق والمشاهدة الصوفية يصبح الفن عندها عيانا فلسفيا وهي نظرة تلحق الفن بالفلسفة بدلا من ربطه بالحياة

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!