عجيب أمور غريب قضية ردة الفعل التي أثارتها بعض وسائل الإعلام (الهادفة) نقلا عن بعض المنزعجين من دعوة السيد محافظ كربلاء آمال الدين ابو الهر (التي أطلقها خلال مؤتمر صحفي ، أعقب حفل استلام وتسليم السلطة التنفيذية وبدء إعلان انتهاء الحكومة المحلية السابقة في يوم الثلاثاء المصادف 21/4/2009 ، والتي قال فيها بحسب ما نقله عنه موقع أصوات العراق الالكتروني \"إن الحكومة المحلية الجديدة ستطارد وتحارب بائعي الخمور وبيوت الدعارة مثلما تحارب المفسدين في دوائر الدولة، لأن كل هذه الأشياء تخالف قدسية المحافظة.وعندما سئل المحافظ عما إذا كانت ملاحقة هؤلاء مخالفة للدستور، وشكلا من أنواع التضييق على الحريات قال ابو الهر”لا يوجد تعارض، والقانون أعطى للسلطات المحلية الحق في إصدار قوانين خاصة لكل محافظة\".انتهى الخبر )
الغريب والعجيب بعد دعوة السيد أبو الهر (والتي لم تكن الأولى من نوعها في المحافظة ولكن كما يبدو والله اعلم قد تعدت واقع التصريح وإلا لماذا هذه الجعجعة الإعلامية بلا طحين ) إن الأطراف المنزعجة عزت انتشار تلك الأماكن التي هول وجودها الأعلام كثيرا في كربلاء بتصريحات صحفية على إحدى المواقع الالكترونية منطلقين من الدستور الذي يبدو ان له أوجها عدة او معاني ودلالات لا نعلمها تتعدى حدود المقروء من العبارات ،والتي زعمت قائلة \" إن هناك إجراءات خاصة بعيدة عن القانون تتخذها أحزاب دينية في المحافظة تمنع فيها من يمارس إحدى الحريات الخاصة لذلك فان انتشار هذه الأماكن في كربلاء ناتجة عن مضايقة الأجهزة الأمنية والحزبية للفرد في ممارسة حرياته العامة..
والسؤال الذي يطرح بنفسه بقوة الآن هل يريد هؤلاء ان تمارس هذه الأفعال علنا أم ماذا!! ،وكذلك ماذا في مبادرة السيد ابو الهر من تعارض مع الدستور ،وما معنى الحريات الشخصية التي يفهمها هؤلاء ،هل هي بإقامة أفعال مشينة كشرب الخمر وممارسة البغاء التي تخالف تعاليم الدين الإسلامي وهو دين الدولــة الرسمي وهـو مصدر أســاس للتشريع بحسب المادة الثانية اولا من الدستور الذي يتحججون به والذي منع ممارستها أيضا في المدن المقدسة بحسب المادة العاشرة التي اوضحت إن العتبات المقدسة والمقامات الدينية في العراق كيانات دينية وحضارية ، وتلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمتها ،والأمر الآخر هل إن تلك الممارسات التي لا يختلف عن وصفها اثنان بالمشينة لا تتعدى على حقوق الآخرين خاصة اذا علم السادة المنزعجون إن المادة السابعة عشرة من الدستور اولاً تقول إن لكل فرد الحق في الخصوصية الشخصية بما لا يتنافى مع حقوق الآخرين والآداب العامة ،أضف الى ذلك مسالة مهمة أخرى أرجو ان لا ينساها هؤلاء ان مسالة الحريات الشخصية هي مسالة نسبية تختلف من مدينة لأخرى فهي تختلف في نيويورك عنها في مدينة كربلاء وتختلف قرب الفاتيكان عنها في مدينة سدني مثلا باعتبار ان لكل مدينة عادات أهلها الخاصة التي تصبح بمرور الزمان عرفا اجتماعيا يختلف من مدينة لأخرى ولان كربلاء مدينة مقدسة كونها تضم بين ثناياها أجساد أعظم رجال عرفهم التاريخ فأين انتهاك الحريات الشخصية في دعوة ابو الهر هذه اللهم الا ان القدسية في نظر هؤلاء لها مدلولات أخرى لا نفهمها ..
فالرجاء كل الرجاء اذا كانت قدسية المدينة التي نعلمها ونفهمها تزعج الآخرين فالعراق واسع والحمد لله ،والرجاء الأخر من السادة المسئولين الانتباه إلى تصريحاتهم إمام وسائل الإعلام حتى لو كانت بحسن نية كون بعض الصحفيين ينصب الفخ من خلال أسئلته ليتصيد في الماء العكر بأجوبة المسئول ليهول بها القصة او الخبر الذي يريد نشره حتى يتماشى مع أجندات الوسيلة الاعلامية التي ينتمي اليها...
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته