لا اعرف ما الذي جعلني ارجع بذاكرتي إلى الوراء وأنا أتأمل الرئيس يرقص بعصاه وما أكثر الرؤساء الراقصون في عصرنا هذا عصر العولمة والتكنولوجيا المتطورة بالأمس حينما كان يرقص الرئيس بين رفاقه كان يظن بغبائه المدهش انه يرقص رقصه النصر والانتصار ربما كان ثملا او صاحيا ليس ذلك مهم المهم انه كان يرقص ولم نعد نميز لقصته هل كانت رقصة فرح؟ أم رقصة طرب؟ أم رقصة غضب؟ المهم الرئيس يرقص ونحن صامتون كل الرؤساء يرقصون وكل رئيس يرقص بطريقته الخاصة فهناك من يرقص بعصاه وهناك من يرقص بسيفه وهناك من يرقص ببندقيته وهناك من يرقص بلسانه وهناك من يرقص بفتواه المهم الرؤساء يرقصون ونحن صامتون فبالأمس رقص القائد الضرورة بين رفاقه رقصة الهزيمة والانكسار بعد ان قدم بغداد على طبق من خراب لقوات الاحتلال والأغراب ونحن صامتون وليس لنا سوى الصمت ملاذ هكذا هو قدرنا ان نبتلى بطواغيت أغبياء ويبدوا ان الرئيس السوداني البشير من هذه السلالة سلالة الرقص على أشلاء الشعوب أين الحضارة من هؤلاء فنحن نعيش في كنف الألفية الثالثة والرئيس البشير يرقص بعصاه بين جموع الجائعين تصوروا الرئيس يرقص بين جموع شعبة الجائع والغارق بالمرض والجهل والتخلف والحرمان اي رئيس هذا يطرد منظمات إنسانية جاءت لمساعدة أبناء جلدته وأبناء شعبة بعد أن فتك فيهم الموت والمرض لا نعرف يبدوا إن الرقص سلوك متوارث في قاموس الطواغيت الأغبياء فلا زالت أنظمة الغابة والبداوة والقساوة تطبع سلوك قادتنا حيث لازالت عنتريات الزمان تعيش في صلب شخصياتهم وكان قادتنا هم أبطال وشقاوات باب الحارة وغيرها في الوقت الذي نشاهد العالم الاخر يرقص بالورد والزهور رقص قادتنا بالعصا والسيف والبندقية والفتوى ويلعبون بالبيضة والحجر وإنا لله وإنا إليه راجعون .
كربلاء المقدسة
مسلم حميد الركابي
أقرأ ايضاً
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- أهمية لقاء الرئيس بوتين بالرئيس الأسد لسوريا
- ماهي المعايير الرئيسية للجامعات العراقية ؟