- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
( الجنة تطرد أبطالها متأخرة )
(هناك في العراق قامات مسرحية شامخة . هناك سامي عبد الحميد , قاسم محمد , بدري حسون فريد , يوسف العاني , جواد الشكرجي ,د. عوني كرومي , صلاح القصب , والقائمة تطول قامات مسرحية باسقة تركت حضورها البهي في تاريخ المسرح العربي . كلما تذكرت تلك الأسماء فأنني انحني إجلالا لها ) الممثل المصري المعروف نور الشريف .
كانت تلك الكلمات للفنان نور الشريف تدق في ذاكرتي وأنا أشاهد العمل الدرامي العراقي (يوميات أبو حقي ) الذي تبثه قناة الشرقية الفضائية بمناسبة شهر رمضان المبارك . واحسب أن هذا العمل جاء مماثلا للمسلسل العراقي (أنباع الوطن ) الذي بثته الشرقية في العام الماضي وفي شهر رمضان أيضا .
إنني لست ناقدا ... ولاامتلك أي أداة من الأدوات النقدية التي يمتلكها أساتذتنا الأفاضل في مجال النقد الفني .ولكني ازعم بأنني متابع متواضع للأعمال الفنية وبالأخص الأعمال المسرحية التي كانت تشكل حضورا كبيرا ومميزا في الواقع الثقافي العراقي حيث لايمكن للذاكرة ان تغفل العشرات من الأعمال المسرحية العراقية التي حققت الكثير من الإنجازات التي جعلتها تتسيد المهرجانات العربية والعالمية فحضور المسرح العراقي في مهرجانات قرطاج والقاهرة وجرش وغيرها كان مميزا ورائدا بين جميع المسارح العربية . وكان الفنان العراقي كاتبا ومخرجا وممثلا دائما في المقدمة مما يجعله يحصد الجوائز في اغلب المهرجانات التي يشارك فيها .
وبالرغم من كل ما كان يعانيه الإنسان العراقي في زمن النظام السابق من شظف العيش والضغط والتهميش كان الفنان العراقي الملتزم يعض على نواجذه إبداعا فيستنفر كل طاقاته القا وهو يقدم جهدا إبداعيا مميزا على خشبة المسرح جعله يقف متربعا على قمة عرش الإبداع .
كيف للذاكرة أن تنسى أعمالا مثل ( الجنة تفتح أبوابها متأخرة – مسرحية لو – مطر يمه – ترنيمة الكرسي الهزاز – قصة حب معاصرة – وغيرها ) من الأعمال التي حفرت في الذاكرة ، كيف ننسى اؤلئك المبدعون الذين كانوا ينزفون ألما وإبداعا على المسرح.
لازالت ذاكرتي تجرجرني الى تلك الأيام التي كان فيها الفارس جواد الشكرجي يمتطي صهوة الإبداع في أعمال مثل مطر يمه –والجنة تفتح أبوابها متأخرة ------- كيف أنسى جواد الشكرجي وأدواره التلفزيونية المميزة في من يفتح باب النرجس وذئاب الليل كيف أنسى (أبو جحيل ) هكذا أنت كنت أيها المبدع جواد الشكرجي كما وصفك الفنان نور الشريف قامة باسقة من قامات المسرح العراقي .
أين أنت من أبو حقي ... ؟ كيف استدرجك الآخرون وجعلوك للأسف تتدحرج صوب الهاوية ... ؟ كيف استدرجك الضائعون والتائهون وجعلوك للأسف ترتقي ساحة الإسفاف الهزيل والرخيص ... ؟ كيف اقتنعت أنت بهكذا نص .. ؟
أنت الذي كنت تفلتر النصوص قبل أن تقدمها ، كنت تضيف للنص قبل أن يضيف لك النص ... لكنك للأسف أضعت بوصلة الإبداع والحق واتبعت سبل الضائعين الذين أخرجوك من الجنة .. جنة الإبداع والتألق . أتمنى أن تشملك الآية الكريمة (فمن اضطر غير باغ ) .
فهل تعلم يا (أبو حقي ) أن الجنة قررت أن تطرد أبطالها ؟ هل تدرك ذلك يا (أبو حقي ) عفوا جواد الشكرجي
مسلم حميد الركابي
m_alrekabby@yaho0com
العراق – كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2