تشن طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة، تستهدف طائرات سلاح الجو السوري ومضادات الطائرات، مستبقة سيطرة فصائل المعارضة عليها. وكثّف جيش الاحتلال منذ اللحظات الأولى لسقوط نظام بشار الأسد هجماته على مواقع عدة في سورية، واستكمل احتلال جبل الشيخ وأراض سورية على مساحات واسعة، بزعم أن هذه خطوات مؤقتة، مستغلة غياب الجيش في سورية والفترة الانتقالية التي تحتاج فيها البلاد لتنظيم أمورها.
وقد يستغل الاحتلال ذلك في مفاوضات مستقبلية، في محاولة لفرض شروط تضمن الهدوء النسبي الذي اعتادته على الجبهة السورية، وتثبيت احتلال هضبة الجولان السوري المحتلة التي أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، أنها ستبقى تحت الاحتلال.
وتدرك إسرائيل، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، أنها أمام "فرصة تاريخية وفريدة من نوعها لتدمير السلاح الأخير المهم المتبقي ضدها، خصوصاً في الدائرة الأولى (القريبة جغرافياً) ولذلك تشارك مئات الطائرات المقاتلة والطائرات المختلفة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي منذ سقوط نظام الأسد في موجات واسعة من الهجمات في جميع أنحاء سورية، وعلى مدار الساعة".
ووفقاً لتقديرات مختلفة من وكالات الاستخبارات الغربية، أشارت إليها الصحيفة، نفّذ الاحتلال حتى صباح اليوم حوالى 300 هجوم على أهداف عسكرية مختلفة، معظمها تابع لسلاح الجو السوري. ومن بين الأهداف التي هوجمت أيضاً قواعد سلاح الجو، بما في ذلك أسراب كاملة من طائرات ميغ وسوخوي، دُمِّرَت، مضيفة أن آخر مرة دمّرت فيها إسرائيل سلاح جو كاملاً لدولة "عدو"، كان سلاح الجو المصري في حرب 1967.
واستمرت الهجمات الإسرائيلية في جميع أنحاء سورية الليلة الماضية، ومن بين الهجمات التي أُبلِغ عنها، في مدينة الرقة وضواحي دمشق. وشمل العدوان أيضاً استهداف مصانع دفاعية ومعاهد أبحاث علمية في منطقة حلب والمركز للأبحاث العلمية في منطقة جمرايا بضواحي دمشق. وصباح اليوم، أُبلغ عن انفجارات في دمشق نتيجة هجوم آخر في المدينة ومحيطها.
وفقاً لتقديرات مختلفة، تقول الصحيفة العبرية، من المحتمل تدمير سلاح الجو السوري كاملاً في غضون أيام، بحيث لن تبقى لدى المجموعات المسلحة التي وصفتها بـ"المتمردين"، قدرات لاستخدام المنصات الجوية، التي كانت في كل الأحوال أدنى من سلاح الجو الإسرائيلي. وبالإضافة إلى ذلك، يدمّر سلاح الجو عشرات البطاريات الكبيرة والمتقدّمة للدفاع الجوي المنتشرة في جميع أنحاء سورية، ويخرجها من الخدمة. وذكرت أن هذا النظام، الذي يشمل بطاريات صواريخ أرض-جو، أُعيد بناؤه في العقد الأخير بواسطة روسيا، وفي بعض الحالات عُمِل على تحسينه أيضاً.
ويريد الاحتلال الإسرائيلي بذلك، وفقاً للصحيفة، تفادي سيطرة الجماعات المسلحة التي تصفها بـ"المتطرفة" على الطائرات وعلى مواقع عسكرية. ولا يريد جيش الاحتلال "المخاطرة"، فاحتل في اليومين الماضيين عشرات المواقع المهمّة في الأراضي السورية، منها المنطقة العازلة على الحدود، لمنع سيطرة "المنظمات المسلحة" عليها.
أقرأ ايضاً
- إنشاء مخيم في صحراء الأنبار لإيواء مئات العسكريين السوريين
- إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة
- سوريا.. غارات إسرائيلية قرب "السيدة زينب"