بقلم:علاء حيدر السلامي
استوقفتني حلقة الدكتور فيصل القاسم في بودكاست قبل ايام بمحور معين رغم انها تضم محاور اخرى استمرت لأكثر من ثلاث ساعات تابعتها بتواصل ولأول مرة وكأنها فيلم اكشن مشوق ، حالة الشفافية النفسية لشخص عاش ظروفا حياتية مأساوية لم يخجل من طرحها على الملأ فضلا عن وصف نفسه بصفات سلبية لربما لا يستطيع الكثير منا ان يبوحها خاصة ان وصل في يوم ما ، الى اقل ما وصل اليه هذا الرجل ، والسؤال كيف وصل فيصل القاسم الى هذه المرحلة العالية من الشفافية بعيدا عن غاياته من طرحها ، هل السبب انتقاله الى بريطانيا في فترة حياتية معينة ولو كان قد بقي في سوريا هل كان شفافا نفسيا الى الدرجة التي وصل اليها ، لأريد الخوض في هذا المضمار تحديدا ولكن جذبني البحث في هذا المفهوم.
فالشفافية النفسية بشكل مختصر هي القدرة على التعبير عن المشاعر والافكار بصراحة وصدق، سواء كانت إيجابية أو سلبية ، والوصول الى هذه المرحلة سيسهم في تعزيز الوعي الذاتي وفهم أعمق للنفس والمشاعر من خلال قبول مشاعرنا وتجاربنا الخاصة بكل صدق، الامر الذي سيعطي دورًا حاسمًا في بناء شخصية متوازنة ومتزنة ، كونها ستعزز الثقة بالنفس وتساعد على تطوير علاقات صحية ومتينة ، فالشخص عندما يكون شفافاً مع نفسه والآخرين، يمكنه التعبير بحرية عن مشاعره واحتياجاته، مما يقلل من توتره النفسي ويعزز صحته العقلية .
ووفقًا لرأي خبراء نفسيين، هناك عدة طرق يمكن اتباعها للوصول إلى حالة الشفافية النفسية:
اولا - التفكير في مواطن القوة والضعف عن طريق فحص نقاط القوة والضعف في الذات، يمكن للشخص أن يطور فهمًا أعمق لنفسه ويصبح أكثر شفافية بشأنها.
ثانيا - التواصل الصريح مع الذات ، حيث يشجع الخبراء النفسيون على ممارسة التواصل الصريح مع الذات، مثل كتابة يوميات أو ممارسة التأمل، لفهم المشاعر والأفكار بشكل أفضل وتحقيق الشفافية النفسية.
ثالثا - البحث عن الدعم النفسي ، عن طريق مساعدة خبراء نفسيين أو مدربين مختصين في مجال النمو الشخصي ، يمكن أن يساعد الأفراد في التعرف على العقبات التي تحول دون تحقيق الشفافية النفسية وتطوير استراتيجيات لتحقيقها.
رابعا - ممارسة فنون التواصل الفعّال ، فتعلم مهارات التواصل الفعال مثل الاستماع الفعّال والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وصراحة يمكن أن يساعد في تعزيز الشفافية النفسية.
خامسا - التفاعل مع المجتمعات الداعمة ، فالانخراط في مجتمعات أو مجموعات داعمة يمكن أن يوفر بيئة آمنة ومحفزة للتعبير عن الذات وتحقيق الشفافية النفسية.
سادسا - التعرف على الاعتقادات السلبية وتغييرها ، فتحديد تلك الاعتقادات حول الذات وتحويلها إلى معتقدات إيجابية يمكن أن يساعد في تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الشفافية النفسية.
فباستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن للأفراد التقدم نحو حالة أكثر شفافية نفسية وتحقق تواصلا صحيا ومثمرا مع الذات والآخرين ، ولكن يبقى هناك الاهم ، ماذا عن الظروف المجتمعية المحيطة وهل يمكن الشفاف نفسيا ان يعيش في مجتمع غالبيته يعانون من "اوجاع نفسية" وهل يمكن ان يصل المجتمع الى هذه المرحلة الصحية ام سيبقى يأن من تلك الاوجاع باعتبار ان الغالبية على شاكلة واحدة تعتبر نفسها سليمة نفسية ، لا تشعر بالتي بما هي فيه الا عندما تعيش في ظروف اكثر شفافية تبتعد عن سلوكيات نهى عنها الدين الاسلامي وتلتزم بسلوكيات رصينة وضعها النبي الاعظم محمد صل الله عليه واله مستمدة من قاعدة نفسية اساسها الصلح التام مع الذات والباري عز وجل لتحقيق التوازن الداخلي والنفسي .