حجم النص
بقلم:باقر جبر الزبيدي
ثلاث غايات سياسية أساسية تبنتها بعض الدول العربية والإقليمية من خلال الحركات الوطنية التي برزت في المرحلة السابقة، وأهم هذه الغايات هي: التحرر من الهيمنة الخارجية، ثم الوحدة السياسية، وتطبيق الإسلام، بعيدا عن التعصب، وهي غايات متصلة ومتداخلة، ويكون تحقيقها ممكنا في حال كانت السلطات والحكومات تمتلك القرار.
تبلورت رؤية لدى بعض الدول الغربية لإعادة ترسيم الحدود السياسية في المنطقة، بما يلبي مصالحها لذلك يتصاعد الحديث في دوائر صنع القرار في تلك الدول (السياسية والبحثية) عن تفتيت جديد، و "سايكس بيكو جديدة" في الشرق الأوسط وهو الحل الذي سينقذ دول تورطت في العراق و سوريا وتمكن سايكس وبيكو من تحديد مساحات الدول العربية على أساس جغرافيا الأقاليم والثروات النفطية.
رؤية وضعها الجنرال الأمريكي المتقاعد رالف بيترز في 1/6/2006 لتفتيت الشرق الأوسط على أسس طائفية وقبلية ومذهبية وإعادة رسم الخطوط والحدود، وقد نشرت تفاصيل هذه الرؤية "مجلة القوات المسلحة الأمريكية" في العام نفسه وكتبت مانشيت "كيف يبدو الشرق الأوسط أفضل؟"
تم رسم خرائط جديدة للتجمعات العرقية والمذهبية والطائفية، وهي متداولة في عدد من الدراسات والمواقع، مع بعض الاختلافات في التفاصيل: فمثلا يتضمن مشروع تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات: شيعية في الجنوب، وكردية في الشمال وسنية في الوسط، وتقسيم سوريا إلى دولة علوية على ساحل البحر الأبيض، ودولة سنية في حلب، وأخرى حول دمشق، ودولة الدروز في الجولان، وتقسيم مصر إلى دولة سنية وأخرى قبطية في الشمال، ودولة النوبة وعاصمتها أسوان، ودولة للبدو في سيناء، ودولة في شمال سيناء بعد ضم غزة. وإعادة ترسيم شمال إفريقيا إلى سبع دول طائفية، منها مثلا دولة البربر، ودولة البوليساريو، ودولة الأمازيغ، وهكذا.
أما المخطط لمنطقة الخليج والجزيرة العربية فيشمل إلغاء الدول القائمة وإعادة تقسيمها إلى ثلاث دويلات: دولة الإحساء الشيعية (تضم قطر والبحرين والكويت والإمارات وعمان)، ودولة نجد السنية، ودولة الحجاز السنية.
إن الأحداث الجارية في المنطقة تشير إلى سير الغرب في هذا المخطط عن طريق العملاء، وقد تصاعدت خلال الفترة السابقة وتيرة الشحن الطائفي في العراق وسوريا واليمن، ومازالت في بعض المناطق وظهرت دعوات التخويف من الهلال الشيعي والتحذير من المد الشيعي
التصعيد الحالي يسير ضمن المشروع الغربي، آنف الذكر وتعمل من خلاله بعض الدول على إعادة صياغة المنطقة بما يحقق مصالحها، وننصح بعض قادة المنطقة أن لا يكونوا أداة لتنفيذ ذلك المشروع، والإنتباه لخطورة الخطاب الطائفي والمذهبي والقومي، الذي يناقض الغايات الحيوية للأمة في التحرر والوحدة وتطبيق الشريعة الإسلامية الصحيحة.
أقرأ ايضاً
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟
- توقيتات الدوام الجديد ومتلازمة التمن والمرق
- العراق الجديد ودور المرجعية الدينية بعد 2003