في الوقت الذي تشهد فيه البلاد توترا سياسيا، ازاء الإعتداءات الأمريكية المتكررة على الأراضي العراقية، والانتقادات الحادة التي طالت رئاسة البرلمان، لخو جلساتها من القرارات المهمة وتحديدا ما يخص الوجود الأمريكي، فضلا عن الانباء حول تقديم رئيس الجمهورية طلبا لزيارة واشنطن.
أكدت الرئاسات الثلاث، اليوم الثلاثاء، على موقف العراق الثابت من وجود التحالف الدولي على الأرض العراقية، موضحين أن تلك الإعتداءات خطوة نحو توسيع الصراع.
اذ قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي محسن المندلاوي في كلمة له خلال انطلاق اجتماع لجنة جائزة التميز البرلماني العربي والدورة الثالثة والثلاثين للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، الذي تستضيفه العاصمة بغداد، بمشاركة رؤساء وفود البرلمانات العربية، وأعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد البرلماني العربي، وتلقته وكالة نون الخبرية، إن "تمادي الكيان الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتعديه على القيم الإنسانية والأخلاقية وقرارات الشرعية الدولية، وسلسلة الاعتداءات السافرة في اليمن وسوريا ولبنان عبر آلة العدوان الصهيوني، أو في العراق من اعتداءات متكررة على مواقع أو شخصيات تابعة للقوات الأمنية من قبل الدول الداعمة لهذا الكيان، يمثل انتهاكا صارخا للسيادة".
واضاف ان "ذلك هو بداية لتحقيق الغايات الصهيونية الخبيثة التي ترمي إلى إشعال فتيل الحرب في المنطقة، وهو ما حذر منه العراق منذ بداية العدوان"، لافتا الى ان "المساعي الصهيونية لتدمير المنطقة تستدعي وقفة جادة وحازمة من المجتمع العربي والدولي للوقوف أمام المنزلَق الخطير الذي يدفع العالم إلى صراعات وأزمات لا ينفع مع آثارها الندمُ والأمنيات".
وطالب رئيس اتحاد البرلمانات العربية، "بتضمين مشروع جدول أعمال المؤتمر، دعوة الاتحاد البرلماني الدولي إلى تجميد عضوية برلمان الكيان الصهيوني، وسعي الحكومات العربية إلى عزل وتجميد عضوية ممثّليه في المحافل الدولية كافة، وفضح ممارساته الإجرامية"، مؤكدا "أهمية زيادة التعاون بين برلمانات الاتحاد، وتعزيز المواقف والحضور الفاعل والمؤثر في جميع المحافل، والاتفاق على القضايا المصيرية والتصدي للأخطار والتحديات التي تواجه بلداننا العربية، والخروج بقرارات تستند إلى أسس ومبادئ الاتحاد التي تهدف لتحقيق التقدم والسلام والتآخي ونصرة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وأثار خلو جلسة البرلمان، امس الاثنين، من قانون إخراج القوات الأمريكية من العراق، انتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث انتقد ناشطون على مواقع التواصل، غياب القانون وتنصل النواب عن مهامهم بالدفع باتجاه إقراره.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، موقف العراق من وجود التحالف الدولي على الأرض العراقية، موضحاً رغبة العراق في الانتقال إلى العلاقة الثنائية مع الدول الأعضاء في التحالف.
وذكرت الحكومة العراقية في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل السفير الفرنسي الجديد لدى العراق باتريك دوريل، حيث جرى خلال اللقاء، استعراض أوجه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، ووسائل تدعيم الشراكة بين البلدين الصديقين".
ووصف رئيس مجلس الوزراء، "العلاقات مع فرنسا بأنها علاقات متميزة"، مشيراً إلى "عدد من العقود الاقتصادية المهمة في المجال النفطي ومجال الدفاع، التي تشكل ركيزة مهمة للمضي في مسار التعاون الثنائي".
وأكد على "موقف العراق من وجود التحالف الدولي على الأرض العراقية، وكذلك التطوّر والارتقاء الحاصل في قدرات القوات العراقية، وتلاشي التهديد الذي تمثله فلول داعش على الأمن"، موضحاً "رغبة العراق في الانتقال إلى العلاقة الثنائية مع الدول الأعضاء في التحالف".
وتطرّق رئيس مجلس الوزراء إلى "استمرار العدوان في غزّة، وما يشكله من تهديد للأمن والاستقرار في عموم الشرق الأوسط والمنطقة"، مشدداً على "ضرورة أن تتخذ فرنسا والدول الكبرى والمجتمع الدولي موقفاً حازماً ومسؤولاً لحماية الشعب الفلسطيني، الذي يتعرّض لإبادة جماعية غير إنسانية".
من جانبه، نقل السفير الفرنسي إلى رئيس مجلس الوزراء، "تحيات الرئيس إيمانويل ماكرون، ورغبته في زيارة العراق بأقرب فرصة ممكنة"، لافتا الى ان "الحكومة الفرنسية تؤكد العمل على تعزيز مذكرات التفاهم مع العراق والتنسيق الثنائي في ما يتعلّق بعمل المستشارين الفرنسيين ومهمتهم الساندة للقوات الأمنية العراقية".
وكان البرلمان العراقي صادق في بداية عام 2020، على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية، حيث جاء ذلك بعد اغتيال أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وقاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة جوية أمريكية استهدفت مركبتهم قرب مطار بغداد.
من جهة اخرى، قالت رئاسة الجمهورية، في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، إن "قناة الشرقية الفضائية بثت من خلال أحد برامجها معلومات مضللة لا تمت للواقع بصلة وتتعلق بما أسمته طلبا من رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد لزيارة واشنطن".
وأوضحت أن "رئيس الجمهورية لم يقدم أي طلب لزيارة الولايات المتحدة، كما أن رئاسة الجمهورية مستمرة بمواقفها تجاه ما يحدث في المنطقة خصوصا ما يتعلق في القضية الفلسطينية، والعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مواقف تنطلق من السياسة الواضحة والمعلنة لجمهورية العراق حيث تمت إدانة عمليات القصف التي استهدفت مناطق متعددة في العراق بما فيها القصف الأمريكي".
وأكدت رئاسة الجمهورية، بحسب البيان "احتفاظها بالحق في اعتماد السبل القانونية بمواجهة هذه الادعاءات وعمليات الابتزاز"،مطالبة "مقدم البرنامج إبراز أي دليل أو وثيقة تؤكد ادعاءاته المضللة".
وكانت قناة الشرقية الفضائية بثت في برنامج لها، أمس الاثنين، انباء حول تقديم رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد طلبا لزيارة الولايات المتحدة.
وشهدت العاصمة بغداد مساء السابع من شباط الحالي، استشهاد القيادي في كتائب حزب الله وسام محمد صابر (أبو باقر الساعدي) بضربة جوية نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، حيث قصفت سيارة كان يستقلها في منطقة المشتل.
وتبنت القيادة المركزية الأمريكية، مساء اليوم ذاته، الهجوم الذي استهدف الساعدي، وقالت في بيان، إنه "في الساعة 9:30 مساءً في 7 شباط، شنت قوات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ضربة من جانب واحد في العراق ردًا على الهجمات على أفراد الخدمة الأمريكية، مما أسفر عن مقتل قائد كتائب حزب الله المسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، ولا توجد مؤشرات على وقوع أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين في هذا الوقت"، على حد تعبير البيان.
وعلى إثر ذلك، توالت الدعوات من قبل السياسيين العراقيين إلى إنهاء تواجد التحالف الدولي وإخراج القوات الأمريكية، وسط تحذيرات من إنزلاق العراق في دائرة الصراع بالمنطقة.
وعقد مجلس النواب، السبت الماضي، جلسة تداولية غابت عنها الكتل الكردية والسنية حضرها نواب الإطار التنسيقي.
وتوعد نواب من الإطار التنسيقي، أمس الأول الأحد، السنة والأكراد بإبقاء رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي في منصبه، ومنع تعديل حصة إقليم كردستان في الموازنة، بسبب تغيب الكتل السنية والكردية عن جلسة السبت.
ومنذ بدء حرب غزة في تشرين الأول 2023، صعدت الفصائل المسلحة في العراق من عملياتها ضد القوات الأمريكية وأوقعت قتلى في صفوفهم، ما دفع واشنطن إلى استهداف مواقع الحشد الشعبي واغتيال قادة فيه.
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق