يتواصل انتشال الجثث من تحت الأنقاض، اليوم الثلاثاء بعد الهجوم في مسجد داخل مقر شرطة بيشاور بشمال غربي باكستان وخلف 90 قتيلا و150 جريحا.
ووقع التفجير، الإثنين، أثناء صلاة العصر في هذا الموقع البالغ الحساسية من المدينة التي تبعد 50 كلم عن الحدود مع أفغانستان، والتي شهدت تدهورا في الوضع الأمني في السنوات الأخيرة.
وعثر خلال الليل على تسع جثث تحت أنقاض المسجد الذي انهار سقفه وأحد جدرانه جراء عصف الانفجار.
وقال بلال أحمد فايزي المتحدث باسم الطوارئ لوكالة "فرانس برس" إننا "سنزيل هذا الصباح القسم الأخير من السقف المنهار لنتمكن من انتشال المزيد من الجثث لكننا متشائمون بشأن فرص العثور على ناجين آخرين".
من جهته صرّح محمد عاصم خان المتحدث باسم مستشفى "ليدي ريدينغ" في بيشاور لوكالة فرانس برس أن الحصيلة ارتفعت إلى 83 قتيلا مع العثور على المزيد من الجثث.
وقال المسؤول الحكومي شفيع الله خان لوكالة فرانس برس الاثنين إنّ حصيلة الجرحى بلغت حوالى 150.
وأشار غلام علي حاكم ولاية خيبر بختونخوا وعاصمتها بيشاور إلى أن "غالبية الضحايا من الشرطة".
قال مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس إن عشرين شرطيا على الاقل دفنوا، مساء الإثنين، في مراسم مع حرس الشرف ولُفت نعوشهم بالعلم الباكستاني.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
وتواجه باكستان تدهورا أمنيا منذ أشهر عدّة، خصوصا منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021.
وبعد سنوات من الهدوء النسبي، تجددت الهجمات بقوة. ونفّذها عناصر من حركة طالبان باكستان أو من تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، أو مجموعات انفصالية من البلوش.
ومنطقة المقر العام للشرطة في بيشاور هي من المناطق الخاضعة لأشدّ التدابير الأمنية في المدينة وتضم مقار وكالات استخبارات عديدة.
وبحسب الشرطة، وقع التفجير في الصفّ الثاني من المصلّين.
قال الشرطي شهيد علي (47 عاما) الذي نجا من الانفجار لوكالة فرانس برس، إنّ التفجير وقع بعد ثوانٍ من بدء الصلاة.
وأضاف "رأيت دخانا أسود يتصاعد. ركضت إلى الخارج لإنقاذ حياتي"، مشيرا إلى أنّ "صرخات الناس لا تزال تتردد في رأسي. كانوا يصرخون طلبا للمساعدة".
وإثر التفجير، وضعت العاصمة إسلام أباد وسائر أنحاء البلاد، ولا سيما تلك الواقعة على الحدود مع أفغانستان في حالة تأهّب أمني مشدّدة.
وقال رئيس الحكومة شهباز شريف في بيان إنّ "الإرهابيين يريدون إثارة الذعر عبر استهداف أولئك الذين يقومون بواجبهم في الدفاع عن باكستان".
وأضاف "أولئك الذين يقاتلون باكستان سيُمحون عن وجه الأرض".
ووقع هذا الهجوم في اليوم الذي كان من المتوقّع أن يزور فيه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، إسلام أباد. وتمّ إلغاء هذه الزيارة في اللحظة الأخيرة الإثنين، رسميا بسبب الطقس الماطر.
وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم "المقزز" على "مكان عبادة".
وتعرّضت بيشاور لهجمات شبه يومية خلال النصف الأول من العقد الماضي، لكنّ الأمن في المدينة شهد تحسّناً كبيراً في السنوات الماضية.
وفي الأشهر الأخيرة، شهدت المدينة هجمات استهدفت بشكل أساسي قوات الأمن.
وفي آذار 2022، أسفر هجوم انتحاري تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على مسجد للطائفة الشيعية في بيشاور عن مقتل 64 شخصا. وكان هذا الهجوم الأكثر دموية في باكستان منذ العام 2018.
أقرأ ايضاً
- كربلاء تمنح امتيازات إلى الكوادر التي ستشارك في التعداد السكاني
- خلال 24 ساعة.. شرطة واسط تطيح بـ 109 مطلوبين للقضاء
- الانتقادات تلاحق أداء وزير الخارجية في المواقف الدولية.. فهل ستتم إقالته؟