- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الصندوق والنفط والعراق ومُعدل النموّ الإقتصادي
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
يقول السيد رئيس مجلس الوزراء :
"نجحنا خلال عامين من عمل الحكومة في تحقيق أعلى معدل نمو اقتصادي على مستوى الدول العربية بحسب تقارير صندوق النقد الدولي التي توقعت أن يصل معدل النمو الاقتصادي في العراق بنسبة إلى 9,5% خلال عامي 2022 و2023".
هذا ليس "إنجازاً".. أبداً.. دولة الرئيس.
"تقارير"صندوق النقد الدولي تتحدّث عن"معدل النمو الإقتصادي"، ببرودٍ، و"حيادٍ"تامّ.. ولا ينبغي الإستشهاد بـ "مؤشّراتها" دون فهمها "إقتصادياً، بشكلٍ صحيحٍ، وسليم.
وهذا "الصندوق"، عندما يتحدّث هكذا (دون إيضاحٍ للتفاصيل)، يضعنا جميعاً في"صندوقه"، ويضحك علينا.
يضحك علينا.. لا بأس.. ولكنّهُ ما كان ينبغي أن يضحكَ على المسؤول "الأعلى" عن "إدارة" الإقتصاد في البلد، ويوهِمهُ ببياناتٍ"حَمّالةَ أوجه"، ويجعلهُ يُسوّقُ تصريحاته حول الإقتصاد، باعتبارها حقائقَ مُطلَقة.
أيّ شيءٍ تُنتِجهُ وتبيعه، ويزدادُ إنتاجهُ، أو ترتفع أسعار بيعه، سيرفع"تلقائيّاً" ذلك الذي يُسمّى في الإقتصاد بـ "مُعدّل نموّ الناتج"، أو"معدّل النمو الإقتصادي".
غيرّ أنّ الناتج في العراق.. هو النفط.
لا شيءَ.. عدا النفط.
أسعارهُ أرتفعت إلى مافوق الـ 100 دولار للبرميل، فأرتفعّ في"اقتصادنا "المُتهالِك".. "مُعدّل النمو".
ماهو الإنجاز في ذلك؟
نحنُ حتّى لم نرفع معدّلات إنتاج النفط بما يكفي، لنستفيدّ من هذه "الهَبّة".. أو هذه "الهِبَة الريعيّة".. أو من "بركات" الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، التي هبطت علينا من السماء، كما هبطت علينا "احفوريّات" النفط قبل ملايين السنين، و"تفسّخت" في أرضنا، و"تَفَسّخنا" نحنُ معها (وبسببها)، وما زلنا "مُتَفسِّخين".
لا جُهدَ لنا في ذلكَ، ولا "إنتاجَ" منّا وبنا، ولا "مِنّةً" لنا على أحدٍ فيها، ولا فَضل.
"حتّى هذا النفط.. نحنُ لا نتحكّمُ به.. لا إنتاجاً ولا تسعيراً، ولا عَرضاً ولا طلَب.
"الآخرونَ" جعلوا سعره يرتفع، وليس "نحنُ".. ومع ذلك، ها نحنُ "نهلهِلُ"، لأنّ "مُعدَّل النمو" قد يرتفعَ بسببه.. في ربوع العراق "العظيم".
ثُمّ أنّ تقرير صندوق النقد الدولي يتحدّث عن "توقّعات" حول ارتفاع معدّل النموالإقتصادي في العراق خلال عاميّ 2022، و2023 .
تُرى هل يعرِف دولتكم، ماذا سيحدث لـ"مُعدّل النمو"هذا إذا ارتفعت أسعار النفط في النصف الثاني من عام 2022، إلى 150 دولار للبرميل؟
وماذا سيحدث لـ"مُعدّل النمو" هذا إذا انخفضت أسعار النفط في النصف الأوّلِ من عام 2023، إلى 70، أو60 دولار للبرميل (وكُلُّ شيءٍ جائزٍ، ومُمكِن، في عالَم سوق النفط العجيب، وما يرتبِط به من توقعّاتٍ عجيبة)؟
ولكنّ السوالُ الصعبُ (والمُحرِجُ) هنا، هو ليس "الفرح" بإرتفاع "مُعدّل النموّ الإقتصادي"، بل هو.. تُرى ماذا ستفعل "دولتكم"، بهذا المُعدّل المرتفع لـ "النموّ الإقتصادي.. دولة الرئيس؟؟؟
لا فضلَ للصندوق علينا.. ولا فضل لـ "دولتكم" علينا.. دولة الرئيس.
إنّ الفضلَ، كُلّ الفضل، للنفط وحده.. لا شريكَ لهُ.. ولا بديل.. وإلى أبد الآبدين..
آمين.
أقرأ ايضاً
- العلاقة المضطربة والعراق المُحْرَج
- العرب والعراق وغزة وحماس
- العراق والكرد والنفط وكركوك، أزمات أم أوراق تفاوض؟