التسطيح والتجريد وفن المنمنمات من مبتكرات الفنانين المسلمين الأوائل
ومن اجل التواصل الحضاري للفن الإسلامي وتأثيره على فناني العصر الحديث نتناول من خلال تحقيقنا هذا تأثيرات الفنون الإسلامية على ما أبدعه الفنانون العرب والغربيون من أعمال تشكيلية استوحت روح الفن الذي جاء به الفنان المسلم عبر عصور الحضارة الإسلامية وما قدمه من فنون ازدهرت في العراق ومصر والشام وإيران والأندلس، وما خلفوه من آثار باقية وواضحة في العمارة الإسلامية والزخارف المستمدة من الأشكال المجردة والتي تأسست على توافق كوني وتكامل بين القيم الروحية والمادية.
وكان لموقع نون عدة محطات ننهل من أساتذة أكاديميين ومختصين أشاورونا لتحقيق هدفنا هذا منهم د. شوقي الموسوي أستاذ في جامعة بابل كلية الفنون الجميلة مختص بالفنون الإسلامية وقال ان العمارة الإسلامية تعتبر أم الفنون التي قدمها الفنانون المسلمون في شتى بقاع الأرض التي امتدت إليها الدول الإسلامية، فقد كانت العمارة ميدانا يلتقي في ساحته العديد من الأنشطة الفنية كالبناء والنجارة والنحت والجص والحجر والشمسيات والقمريات وكسوة الحوائط بالفسيفساء وترابيع الخزف والخط والكتابة العربية والتي كانت أكثر الفنون الإسلامية نبلا وأكثرها شيوعا من الناس.
وذكر د. زهير صاحب أستاذ في جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة مختص بالتاريخ القديم في إحدى محاضراته بقول أن معرفة العرب للكتابة حمل معه بداية ظهور الفن التشكيلي والرسم والتلوين في الفن الإسلامي حيث بدأ التصوير يأخذ هيئة منمنمات دخلت دواوين الشعر والكتب الأدبية والعلمية باعتبارها صورا توضيحية، لافتا إلى أن المنمنمات الإسلامية كانت فنا للخاصة وليست متداولة بين العامة، وكانت بعيدة تماما ومحفوظة على الدوام بين صفحات الكتب في خزائن الملوك والأمراء والعلماء والأدباء مما جعلها بعيدة عن تذوق العامة وتلقيهم.
وتحدثنا إلى رجل الدين علي الفتلاوي عن ينابيع الفن الإسلامي لنعزز تحقيقنا ونلم بجوانبه ، مشيرا إلى ان الفن ولد في المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله علية واله وسلم ونما في المشرق والمغرب ما بين إيران والشام ومصر وشمال إفريقيا وتطور في العصر الفاطمي بالشام في واجهة قصر المشتى «المحفوظة في متحف برلين الشرقية». واكتملت صورته في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي.
وأشار المهندس المعماري الرائد محمد علي الشهرستاني قبل وفاته رحمه الله وقال في بناء المساجد رغم اختلاف المساجد في البلدان الغربية عن المساجد في العراق أو الشام ومصر فإن هناك أساسا إنسانيا واحدا يظهر في نظام النسب الذي يطبع هذه المساجد جميعا، ويتمثل في الوضع الأفقي والأعمدة المتراصة على امتداد سقف المسطح فيما يشبه جماعة المصلين تحت قبة السماء.
وقال ان الفنان المسلم لكي يصل الى التعبير عن المضمون الروحي للعقيدة في شكل قيم بصرية كان عليه أن يتمكن من الرياضيات لتحقيق الهدف من الفن، إذ لم يكن فنه معالجات تشكيلية أبداعية زخرفية بقدر ما كان يستهدف مضمونا وفكرة فلم تكن زخارفه مجرد لعب بل كانت تضع من يراها أمام فكر وفلسفة لخصها الفنان المسلم في شريط واحد من تلك التوريقات تذركنا بالقوى العليا التي تحكم حياتنا وتبشر بلا نهائية الآخرة ومحدودية الحياة الدنيا.
تحقيق: امجد ألكعبي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)
- محافظ البنك المركزي: لماذا يذهب أي طرف لشراء الدولار بسعر أعلى في حين يتوفر له السعر الرسمي
- تجاوزوا السبعين ووقفوا على اعتابها :اقدام المسنين تحث الخطى على طريق المشاية في زيارة الاربعين(صور)