- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التوّتر يعود للمنطقة من جديد بعد انقضاء مهلة الستين يوما ..
بقلم: أياد السماوي
مع انقضاء مهلة الستين يوما التي حددّتها إيران للقوى الأوربية لإنقاذ الاتفاق النووي وإعلان إيران رسميّا رفع معدّل تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3,6 % ليصل إلى 5% , أعاد أجواء التوّتر إلى المنطقة من جديد.. فقد ذكر كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي في مؤتمر صحفي (سنبعث برسالة اليوم للاتحاد الأوربي بأننا سنخّفض التزاماتنا , وهي خطوة تهدف إلى الحفاظ على الاتفاق , مضيفا أنّ بلاده أعطت فرصة للالتزام بالاتفاق النووي , وتخفيض التزاماتنا لا يعني الخروج من الاتفاق , مشيرا إلى أنّ طريق الدبلوماسية ما زال مفتوحا , وربّما يكون هناك أفكار فيما يخص بيع نفط إيران واستعادة أمواله , وأضاف أنّ إيران ستتخذ ستين يوما آخرين للحفاظ على الاتفاق النووي وإيجاد حلول , وإذا لم يتمّكن الأوربيون من تلبية مطالب إيران فسنستمر في خفض التزاماتنا بالاتفاق النووي خطوة تلو الأخرى)..
وفي مؤشر على تزايد القلق الغربي , قالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أنّ الرئيس الفرنسي سيواصل المحادثات مع السلطات الإيرانية والأطراف المعنيّة الأخرى في وقف تصعيد التوّتر المرتبط بالقضية النووية الإيرانية , حيث عبرّ الرئيس الفرنسي عن قلق كبير بشأن مخاطر إضعاف الاتفاق النووي , ومما تجدر الإشارة له أنّ الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 قد أجاز لطهران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 3,67% من المواد الانشطارية وهو أقل من نسبة 20% التي بلغتها إيران قبل الاتفاق , وهذه أقلّ من نسبة ال 90% اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
وفي الوقت ذاته أنّ قيام البحرية البريطانية بالقرصنة على ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق قد أضاف عامل توّتر آخر قد يدفع المنطقة باتجاه التصعيد العسكري , فإيران ليست لقمة سائغة لبريطانيا أو لغيرها لتعتدي على سيادتها , كما لا يمكن لإيران تحت أي ظرف أن تخضع وتستسلم للعقوبات الأمريكة الظالمة والأحادية الجانب , والخطوة التي أعلنتها إيران برفع معدّل تخصيب اليورانيوم إلى 5% , هي خطوة أولى لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية بالعودة للاتفاق النووي المبرم وقيام دول الاتحاد الأوربي بالإيفاء بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق , فليس من المعقول ولا من المنطق أن تخضع دول الاتحاد الأوربي للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفي نفس الوقت تطالب إيران بالالتزام بالاتفاق النووي.
والخطاب الإيراني مع دول الاتحاد الأوربي واضح , فأمّا السير باتجاه تنفيذ بنود الاتفاق المبرم , أو السير باتجاه تنفيذ العقوبات الأمريكة على إيران , فعندها سيكون لإيران موقفا آخر لحماية نفسها وحماية مصالح شعبها , فإذا كانت إيران قد وصلت قبل الاتفاق النووي إلى نسبة 20% من تخصيب اليورانيوم , فنهاية هذا الاتفاق ستدفع إيران باتجاه رفع مستويات التخصيب بما يجبر أمريكا وأوربا بالعودة للاتفاق النووي , وهذه الحقيقة تعرفها جيدا دول الاتحاد الأوربي وتعرف أيضا أن إيران تمتلك كلّ القدرات العلمية والتكنولوجية للوصول إلى المستوى الذي يمّكنها من صناعة سلاح نووي لو أرادت ذلك.. فالكرة الآن بملعب الدول الأوربية التي وقعّت الاتفاق النووي مع إيران , ولا بديل أبدا عن خيار العودة للاتفاق المبرم والالتزام بكلّ بنوده ورفع كلّ العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب الإيراني.. فإيران الثورة.. وإيران الشعب.. وإيران القيادة.. لن ولن تركع وتستسلم للطاغوت والجبروت الأمريكي.. ولن تسمح لأمريكا باستمرار هذا الوضع وهي ترى شعبها يذبح بهذه العقوبات الظالمة..
فإذا متّ ظمآنا فلا نزل القطر...
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً