بقلم:علاء السلامي.
العديد من حالات الطلاق تشهدها المحاكم العراقية خلال السنوات الاخيرة فضلا عن المشاكل الاسرية التي لربما تنتهي بكوارث عديدة منها القتل والضرب المبرح المؤدي الى الاعاقة الجسدية فضلا عن الانتحار.
ووفقا لإحصائية رسمية فإن "محاكم العراق كافة سجلت خلال العام الماضي ما يقارب من (73569) حالة طلاق، فيما أعلنت احصائية اخرى عن وصول عدد حالات الانتحار في البلاد إلى 132، خلال الربع الأول من العام الجاري، هذا بالاضافة الى نسب ظاهرة العنف الاسري والمجتمعي.
هذا الموضوع المهم لم يكن بعيدا عن اهتمام الجهات الرقابية والمعنية من البحث في الاسباب والحلول من خلال المؤتمرات والبحوث النظرية والميدانية التي تقيمها المراكز والمؤسسات التابعة الى الدولة او منظمات المجتمع المدني وغيرها ولكن هل آثرت تلك التحركات بكل تفصيلاتها الى وقف سيل تلك الحوادث والحالات المؤلمة وتاثيرها المباشر على كينونة المجتمع العراقي الذي كان متميزا بتوافقه الاسري.
المشكلة الرئيسية لهذه الظاهرة واوصفها كذلك كونها اصبحت من المسائل العادية التي نسمع ان فلانا طلق زوجته لاسباب لاترتقي الى ذلك وتاثيرها المباشر على حياة اسرة وبالتالي مجتمع، وان اخر قد قتل او ضرب اخر لسبب لايضاهي بنقطة لالف من حجم الكارثة التي آلت بتلك العائلة على ان هذا الامر لايقارن بادنى نسبة من الحوادث المماثلة سابقا رغم توسعة النشاط الاعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي ونقلها لهذه الامور والاحداث.
ان الفوارق الطبقية الاجتماعية والانفتاح الغير مشروط على كل العالم والتاثر بثقافات شعوب لاتمت بصلة الى تركيبة مجتمعنا هي احد الاسباب الرئيسية " بالاضافة الى اخرى ومنها قضايا الابتزاز الالكتروني وتعاطي المخدرات وارتفاع الجرائم المجتمعية
وتدخل الأطراف الأخرى في الشؤون الزوجية والعوامل الاقتصادية وعدم توفر فرص العمل والوظائف كذلك انخفاض مستوى دخل الأسرة وتباين مستوى الوعي الفكري والثقافي بين الزوجين والتحصيل الدراسي وغيرها "
لتلك الظواهر الشاذة التي اذا لم يتم ايقافها او الحد منها بالقدر الذي يقلل النسب المخيفة التي نشاهدها ونسمع بها سنصل قريبا الى الهاوية المجتمعية التي تضيع وتشتت الاسرة وبالتالي المجتمع وتركيبته المتميزة سابقا عن بقية المجتمعات القريبة او البعيدة ولربما تصل الامور الى الاسر التي تحاول بشتى الطرق الحفاظ على كينونتها المحافظة المواجهة لهذا الطوفان الذي سيغرق كل شيء وبالتالي النهاية الموجعة لمجتمع رصين.
[email protected]