- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحكومة الإلكترونية .. مفردة مثيرة للضحك
بقلم: ماجد الخفاجي
منذ زمن ونحن نسمع عن إقتراح الحكومة بتفعيل المجال المعلوماتي للحكومة الإلكترونية، وكلما سمعت بهذا الإدعاء، أضحك في قرارة نفسي، ضحكا هستيريا يتناسب مع مصيبة هذا الإدعاء، الذي لا ينزل عن إدعاء تبرئة ذمة الحكومة وهم بلا ذمم أصلا، ولذر الرماد في العيون، من أن حكومتنا تحاول اللحاق بركب الدول المتطورة ومنها دول الخليج، لتسهيل حياة المواطن اليومية، وجعل تعاملاته الحكومية اليومية أكثر سلاسة!
وهنا نتوقّف، فهذا ضرب من ضروب المستحيل، فلا يمكن أن تتحول شخصية المواطن العراقي إلى شخصية إفتراضية، وبهذا ستقطع حبل الفساد، يجب أن يبقى لحما وعظاما وكيانا وذو لسان، كي يمكن إبتزازه وإهانته أمام شبابيك دوائر الدولة، تلك الدكاكين التي تجني منه المليارات، يجب أن تبقى البيروقراطية والعراقيل المفتعلة والتخلف مخيّمة على حياة المواطن وتنكد وتسوّد عيشته.
وإذا كانت المواقع الرسمية لكل الوزارات، غير محصّنة وتتعرض للهجمات الإلكترونية، رغم دفع مبالغ (طائلة) على هذه المواقع (واللبيب يفهم)، وإذا كانت عدة جهات رسمية لا تزال تتعاطى البريد الإلكتروني (Gmail و Yahoo) المجانية وهي على درجة واطئة من الأمن الإلكتروني، وإذا كانت مصارفنا التي يفترض أن تكون المستفيد الأول من هذه الحكومة، ذات مواقع غير محدّثة ولا يمكن أن تفيد من يلِج إليها ومنها مصرف الرشيد مثالا، فكيف الحال لدوائر الدولة الأخرى ؟.
عند دخولك على أي موقع حكومي أو مصرفي، تجد فقرة (إتصل بنا Contact us)، وتكتب شكواك أو سؤالك، لكن في أحايين قليلة، يأتيك الجواب بسرعة، لكنه جواب مبرمج (ليس بتدخل بشري)، من أن رسالتك وصلت وستتم الأجابة عنها بالسرعة الممكنة، ولا جواب، ولا سرعة ممكنة!.
قبل الضحك على ذقوننا وهذا دأبكم، إحذفوا هذه الزائدة الدودية التي اسمها (إتصل بنا)، فما دامت لدينا هذه العقول التي لا تؤمن إلا بفايلات الملفات والإستنساخات والتي سرعان ما تتحول إلى نفايات، والكتب والأراشيف العفنة عفن عقولهم، لا يمكن أن تكون لدينا حكومة إلكترونية، فحكومة من اللحم والعظم غير قادرة على مجرد إيقاف عجلة تدمير المواطن وحياته، فكيف لها أن تلجأ للحكومة الإلكترونية لتسهيل معاملاته ؟ (مو عيب) ؟!.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً