د. غالب الدعمي
تابعت هذه الأيام خطابات بعض المرشحين من انتماءات متنوعة يعزفون فيها على وتر الطائفية مرة وعلى التهميش مرة ثانية وعلى المذهبية مرة ثالثة من دون خجل أو حياء، ومن بين تلك الخطابات خطاب النائب محمد الكربولي ممثل عن محافظة الأنبار الذي أعلن على قناته التي أسسها من أموال الشعب العراقي قائلاً: إن المكون الذي ينتمي اليه مظلوم ومهمش وعانى من الظلم والاعتقالات، وتحدث طويلاً في هذه التفاصيل، وركز في انتقاء كلماته التي تنم عن حقد أسود ضد الشعب العراقي وهو يبث سمومه في فضاء الإعلام بهدف استجداء أصوات في المناطق المنكوبة في حين أنهم كانوا أحد أسباب نكبتها.
ونعلم جيداً ماذا كان يملك هذا النائب قبل (2003) وما يملكه اليوم، وكيف جمع هذه الثروة الطائلة ؟ لدى ارتمائه في أحضان الحكومات السابقة، وحصل من جراء ذلك على عشرات الصفقات المشبوهة، ويأتي اليوم في هذا الظرف ليوجه خطابه المملوء كراهية إلى البسطاء مع ملاحظة أن تصريحاته هذه كافية لاستبعاده من الترشيح ومنعه من ممارسة النشاط السياسي، فضلاً عن أن القانون يمنع الجمع بين ممارسة النشاط الاقتصادي والوظيفة لأنه يتعارض مع النصوص القانونية النافذة، ومرشح آخر كان يعمل مراسلاً لإحدى القنوات العربية ظهر في تسجيل فيديوي وهو ينفث سمومه ويصور نفسه المُنقذ لهذا الشعب المنكوب، ويعد أبناء المناطق الغربية بالإعمار والبناء لو أنهم انتخبوه، ونائبة أخرى تتوجه الى الجنوب وتعلن عن سر الخراب الذي أصاب مناطق الجنوب وتتساءل: أين ذهبت أموال العراق ؟ وهي تعمل ضمن الحكومات المتعاقبة منذ (2003)، وتقلدت أرفع المناصب فيها وتستغفل البسطاء بتصريحات ماكرة.
ونائب آخر كان يعمل مصدراً للأجهزة الأمنية العراقية ووشى بأبناء جلدته ليأتي اليوم في ظرف خرج فيه العراق من أتون الطائفية والإرهاب وتعافى وبدأ الأمن والاستقرار يدب فيه بفضل قواتنا الأمنية ليأتي في سعي محموم لإيقاظ الفتنة وهي نائمة بواسطة تصريحاته الطائفية.
وهولاء النواب هم نماذج من عشرات المرشحين الآخرين الذين بدأوا حملاتهم الانتخابية في مغازلة الناخبين عن طريق حماية المذهب والتهميش والقومية والعوز والفقر، وأغلب من يستخدم هذا الأسلوب في الدعاية هو مشارك في هذه الحكومة وعنده تمثيل فيها سواء في البرلمان أو في مجلس الوزراء.
والمطلوب من الشعب أن يميز بين المرشحين ويتفحص تاريخهم قبل انتخابهم لأنهم سبب البلاء الذي أصاب الشعب العراقي وهمهم الوحيد هو التربح على حساب الفقراء وبناء امبراطورياتهم المالية وكسب أصوات الفقراء.
أقرأ ايضاً
- إضعاف الدولة.. وزارة التجارة مثلاً - الجزء الثاني
- إضعاف الدولة.. وزارة التجارة مثلاً - الجزء الاول
- العراق ومنظمة التجارة العالمية