د غالب الدعمي
نعيش هذه الأيام تباشير فوضى الحملات الانتخابية إذ بدأ المرشحون يجهزون أدواتهم استعداداً للانطلاقها لأجل كسب الأصوات والمنافسة على المقاعد النيابية الوطنية، مع شعور يراود الأغلبية العظمى منهم بأنهم سيفوزون فيها وينالون مقعداً نيابيا اذ لم أُصادف مرشحاً إلا وقدّم لي المبرراتِ التي تجعلُهُ يعتقدُ أنّهُ سيحظى باصواتٍ كافيةٍ تؤهلُهُ للانتقالِ الى المنطقةِ الخضراء، وأحد هولاء المرشحين يعملُ حلاقاً منذ اكثر من عشرين سنة في هذه المهنة وحين سألني عن فرصته بالفوز قلت له: إن مهمتك صعبة جدا بل ميؤوس منها ونصيحتي لك بأن تحافظ على اموالك التي كسبتها من مهنتك وتترك هذا المجال، فقال لي: انت واهم جداً ياصديقي فأنا أحلق أكثر من ثلاثين(رأساً) يوميا، وهذا يعني أني شهريا أحلق بحدود تسعة مئة (رأس) ويبلغ العدد بحدود عشرة آلاف (رأس) سنويا، وعليك أن تعرف الرقم النهائي الناتج من عشرين سنة في خدمة مستمرة وعمل في هذه المهنة التي ورثتها عن اجدادي.
حين تحدث لي هذا المرشح الحلاق بهذه الطريقة شعرت بدوار كبير يغزوا دماغي ويكاد يجعلني اتمدد على اي رصيف، كما اخذني الفضول للبحث عن حلاق يتسخدم عدة البناء كي استعين به لأجل خلع فروة رأسي من (نافوخي) والبقاء أقرع من دونها لما تبقى لي من العمر أهون عليّ من لقاء مرشح آخر يفكر في طريقة الحلاق، وفي الحال تجولت أفكاري مع النجارين (والحدادين والفيترجية والدنبكجية والجايجية) وغيرهم من هولاء الذين صوتنا لهم بانتخابات سابقة وسنصوت لهم في انتخابات لاحقة (بنفر كباب) أو لفة همبركَر أو بطانية أو مروحة أو (سبلت).
الانتخابات المقبلة ستحدث تغييرا حقيقيا في وجوه كثيرة لكن الكتل السياسية ستبقى كما هي تدير الساحة وتحصد الجوائز وتسرق الشعب عن طريق وزراء فاسدين لا يخافون الله ولا يفقهون شيئاً في الإدارة سوى معرفة أعداد الذين حلقوهم في مدة وزاراتهم فهم بارعون جدا في هذه الموضوعة، والدعاء لله أن يمن علينا ببطانية أو سلبت أو (تخم) اطارات لسيارتي مقابل صوتي أو ستوتة او طبقة بيض.
أقرأ ايضاً
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا حكومة السوداني