سامي جواد كاظم
الكراسي انواع واحجام واشكال، واغلاهن كرسي الرئاسة من حيث النوعية والصناعة والحجم وله حكايات منها:
حكاية رقم (1)
دخل فارس الخوري المندوب السوري إلى الأمم المتحدة حديثة المنشأ قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق واتجه مباشرة إلى كرسي المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس عليه. بدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون اخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغا. دخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة... فتوجه اليه وبدأ يخبره ان هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا، وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا ولكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته.. دقيقة، اثنتان، خمسة...استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك بأن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، أحد عشرة، اثنا عشرة دقيقة وبدء صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ واستخدم عبارات لاذعة ولكن فارس بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد وعشرون... واهتاج المندوب الفرنسي، ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرى بينه وبين عنق فارس بيك لكان دكه..... وعند الدقيقة الخامسة والعشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع ساعته في جيب بدلته، ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه وقال للمندوب الفرنسي:سعادة السفير، جلست على كرسيك لمدة خمس وعشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا وحنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة، وآن لها ان تستقل. في هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها عام 1946
حكاية رقم(2)
طُلب من السيد طالب الرفاعي الصلاة على جنازة الشاه فدخل مكان يسمى المقبرة الملكية يقول الرفاعي كنت منهك وتعبان ولا استطيع الوقوف جلست على كرسي من الكراسي وكان مختلفا عن بقية الكراسي ما ان جلست عليه جاءني شخص ارسله محمد تيمور رئيس التشريفات ليقول لي اختر لك كرسيا اخر فهذا كرسي الرئيس انور السادات فقلت له متى ياتي الرئيس ساسلمه الكرسي فسكتوا وتركوني جالسا.
حكاية رقم (3)
دخل بهلول يوما إلى دار الحكومة في الكوفة، فجلس على كرسي الوالي و أخذ يقلد الوالي في افعاله , فلما رآه الحرس و الحجاب هرعوا إلى بهلول - بعد أن نصحوه أن ينزل من كرسي الوالي فامتنع فضربوه حتى أنزلوه، فجلس في زاوية من القصر وهو يبكي و في هذه الأثناء دخل الوالي فرأى أن وضع القصر غير طبيعي، سأل رئيس الحرس و قال" ما الذي حدث ؟ " فاجابه رئيس الحرس سيدي، إن بهلولا جلس على كرسيك، فلما وعظناه بالنزول عنه امتنع، ثم اضطررنا إلى ضربه ".
ذهب الوالي إلى بهلول فوجده يبكي، قال له: " عليك بالصبر، فإن الذي يعمل عملا مخالفا للقانون عليه أن يوطن نفسه لمثل ذلك "، قال بهلول" ايها الوالي إنا لا أبكي على نفسي "، تعجب الوالي لذلك و قال " فما السبب في بكائك ؟ "، قال بهلول " إني جلست على كرسيك دقائق فنزل بي من العذاب ما ترى , فكيف بك و قد جلست عليه سنوات، فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب إلا الله...
واخر المقال تعقيبا على قصة بهلول فان اعضاء البرلمان لو سالتهم الملائكة كيف جلستم على كراسي البرلمان سيقولون بالانتخابات اجلسنا هو الشعب....
تحياتي ولا تقراني قراءة سطحية