- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيد باقر الصدر وضبابية مستحدثات الحكايات
سامي جواد كاظم
السيد محمد باقر الصدر فكر شهيد ودم مهدور وايقونة كل العصور ويراها البعض تجارة لن تبور وفي سنويته الحديث عنه يدور ويطل علينا من يتحدث عن محطات ما كنا نعلمها طوال السنين، هذا ياسف لاستغلال اسم الصدر وذاك يأن على ما يرى ممن على اساس هم لفكره يحمل وله يتبع، وبدات الانتقادات فيما بينهم بشكل لاذع فهذا يندم على مقتله وذاك يتمنى عودته للحياة ليرى اتباعه، وغيره يؤكد عدم علاقته بحزبه وبين هذا وذاك اصبحت هنالك ملامح مجهولة وغريبة تستجد مع ذكراه السنوية بحاجة الى استفسار.
وانا اقرا كتاب امالي السيد الرفاعي تاليف رشيد الخيون عرج السيد الرفاعي على لقائه بالسيد جعفر محمد باقر الصدر في بيروت وعندها نادى السيد جعفر على شقيقته نبوغ طالبا منها ان تاتي لتسلم على عمها يقصد السيد طالب الرفاعي يقول السيد طالب فرايتها تبكي وانا بكيت معها على ما حل بالعائلة وهنا التفت السيد جعفر الى السيد طالب وقال " صاحبك ((يعني السيد الصدر والده)) ما فكر بهذه وباخواتها ؟ (امالي السيد الرفاعي ص 206)، ومن هذه المحادثة نستشف ما يؤلم وعكس ما نعلم.
هنا المشكلة تظهر لنا حقائق بعد رحيل ابطالها فنعيش في توهان من يصدق ومن لا يصدق ولماذا تظهر الحقائق من بعد رحيل شهودها الذين لا يمكننا ان نتاكد من صحتها ؟
وهاهو كتاب مختار الاسدي الصندوق الاسود ليظهر لنا بعض هذه الحكايات التي لا ارى من الضرورة اظهارها الان لعدم اكتمال الادلة ولست اكذبها ولكن لا اصدقها.
هنالك من يتحدث عن بطولاته وقربه من السيد الصدر الان بينما في حياته لا نعلم ذلك، ومن جملة ما ذكره الاسدي في كتابه قصة لقائه بالشيخ محمد رضا النعماني، اسم تردد كثيرا مع السيد الصدر باعتباره اخر من كان معه قبل اعتقاله واعدامه وله كتاب عن محنة السيد الصدر، الا انه في هذا الكتاب اضاف معلومات يدعي انه لا احد يعلم بها، وبعمومها قد تكون صادقة وهي وجود عناصر من المخابرات البعثية في الحوزة وبلباس ديني ولكن من هم وكيف تتاكد من ذلك ؟ والعجب انه يستشهد بكلام لمدير الامن فاضل البراك واصبح صادقا في كلامه لانه يطعن بالحوزة، فيقول للسيد الصدر في المعتقل: انني على استعداد ان امزق التقارير التي ترفع ضدك من الحوزة قبل ان تصل الى طاغية العراق (طبعا انا اقول طاغية العراق ولا اذكر اسمه اطلاقا) ولكن المشكلة هنالك تقارير ترفع للطاغية من غير علمي، وذكر الاسدي ان الاذى الذي لحق السيد الشهيد من اولاد المراجع اكثر من ازلام السلطة وتحفظ الشيخ النعماني من ذكر الاسماء خوفا من الاعدام الاجتماعي نحن نعلم في حينها لا يوجد من ابناء المراجع الا السيد محمد تقي الخوئي وقد اغتاله الطاغية على طريق كربلاء ـ النجف فمن قصد بهم ؟ واما اولاد السيد الحكيم فانهم في نفس المعترك السياسي معه. لماذا هذا الحديث المبهم بعد ستة عشر سنة من استشهاد الصدر (جلستهم كانت سنة 1996 بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاده في ايران)؟
واما حزب الدعوة تحديدا وبعد انشقاقاته (اكثر من اربعين انشقاق بين حزب وحركة وفصيل قتالي) فان للمواطن العراقي اشكالاته الكثيرة عليه، بل هنالك من ذوي الذين اعدموا بسبب حزب الدعوة وهم لا علاقة لهم بحزب الدعوة بداوا بشتم هذا الحزب، وانا شخصيا عايشت الويلات التي عاشها شباب العراق في سنة 77 و 78 و 79.
السيد محمد باقر الصدر فلتة فكرية لم تتكرر وفقدانه يتحمله الجميع