سامي جواد كاظم
فسادان في الامم المتحدة، فساد مالي وفساد قراري، والغريب في الامر هو بقاء دول مقتنعة بفسادها، وليس الامر هو تعاطف مع فلسطين وما ترتب عليه القرار الاخير بخصوص القدس المحتلة من قبل الكيان الصهيوني فان لامريكا 43 سابقة بهذا الخصوص استخدمت حق النقض لقرارات تدين الكيان الصهيوني، والمهزلة بل قمة المهزلة عندما يتصدى بعض العلمانيين لنقد الفكر الديني والتبجح بالحرية والتعددية واحترام راي الاكثرية وهي ترى كيف تتلاعب الدول الخمس دائمة العضوية بقرارات الامم المتحدة واكثرها امريكا راعية الديمقراطية في العالم كما يحلو لهم تسميتها.
الفساد في الامم المتحدة يفوق الفساد في بلدان الشرق الاوسط ولكنه بطرق قانونية طالما راس الافعى امريكا ترضى عنه، والامين الاسبق للامم المتحدة بطرس غالي تحدث عن فساد الامم المتحدة في اكثر من لقاء، وسبق ان كتبنا مقالا عن دور امريكا في اتخاذ القرارات المصيرية وقد اعترف مندوب الامم المتحدة في العراق سيرجو ديمللو ان الامم المتحدة لا تخالف الراي الامريكي.
اليوم فاحت رائحة الامم المتحدة الكريهة وبشكل يزكم الانوف عندما صرحت مندوبة امريكا هيلي بانهم سيعاقبون الدول التي تمنحهم امريكا المساعدات، ولماذا تسمى مساعدات اذا كانت مقابل بيع شرف الحاكم ؟ وقد باع البعض منهم شرفه مقابل هذه المساعدات، هذا من جانب ومن جانب اخرى هو المزاج الامريكي في كيفية صياغة اي قرار في الامم المتحدة ويجب ان لا يخرج عن اطار السياسة الامريكية الارهابية وبكل معنى الكلمة ارهابية لانها تهدد من لم يسير على خطاها.
لو اراد اي شخص ان يطلع على حجم فساد الامم المتحدة ماعليه الا ان يكتب فساد الامم المتحدة في المحرك كوكل وسيرى ما يذهل العقل وكلها بقيادة الدول الدائمة العضوية واولهم امريكا.
لا اعلم لماذا تبقي الحكومات مندوبيهم في هذه المنظمة الفاسدة ؟ هل لاجل التجارة باصواتهم ؟ ام هل للمساهمة بالمؤامرات العالمية ؟ هل تعتقدون بانكم ستكونون بمامن من قرارات ترامب اذا اراد ان يبتزكم ؟ هو القائل على الدول الغنية ان تدفع لامريكا لحمايتها واحدى وسائل الحماية هو منع الامم المتحدة من اتخاذ قرارات ضدها وهاهي السعودية التي يعترف اغلب حكومات المنطقة وبما فيها دول دائمة العضوية انها منطلق الارهاب ولكنها بالرغم من ذلك لا تتخذ اي قرار ضدها، خير شاهد قرار الكونغرس الامريكي (جاستا) وكما تعلمون الكونغرس هو من يقود الامم المتحدة والبيت الابيض، قرار جاستا الذي دفع ثمنه ابن سلمان حالما اصدره الكونغرس الامريكي ببيع ارض وسماء السعودية للبيت الاسود.
والمهزلة ان الامم المتحدة تخصص يوما لمكافحة الفساد، والسياسة الامريكية تعمل على ايقاع الحكومات المؤثرة على الاوضاع في منزلق الفساد بشرط ان لا يعلم احدهم بالاخر ومن يحاول ان (يلعب بذيله) تفضح امريكا ملفاته وتظهر بمظهر النزيه الذي يرفض الفساد وانها تتعامل حتى مع حلفائها بالعدالة، وكما يقول العراقي (ورقته انتهت).
لااحد يستطيع ان يثبت مبادئ الامم المتحدة التي تعمل عليها، فانها ملونة ومتقلبة، وهي ترى اوضاعا تشابه او اسوء من اوضاع اخرى اتخذت قرارات حاسمة بحق المتورطين فيها.
النفط مقابل الغذاء والدواء قرار الامم المتحدة سنة 1996 للعراق ثبت فساد الامم المتحدة بشكل انتن من جيفة الحمار، ثم ماذا ؟ لا شيء، انهم كالعرب الذين يوميا يتعرضون للاهانة الصهيونية والابتزاز الامريكي وهاهي ثورتهم بل فورتهم ستهدا بعد ايام التي سببها القدس المحتلة وسيبقى الفقراء الاشراف في فلسطين يحاربون بالحجارة والسكينة الاحتلال الصهيوني مع طعنة في الظهر من حكومتهم التي ستبيع القدس بصفقة مشبوهة للصهاينة بوساطة وهابية
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- هل سيشهد العالم موت الأمم المتحدة؟
- كيف حارب السنغافوريون الفساد؟