عرگوب السلمان, سلسلة تلال الطوق,مطراد الخيل,تل مليحة, مواقع أثرية متجاوز عليها في مدينة كربلاء التي تحتوي على(180) موقعاً اثرياً, بالإضافة إلى عشرات المواقع الموجودة التي تفتقر إلى الحماية الحقيقية هذا من جانب وبين التجاوزات غير المرخصة سواءاً كانت من دوائر الدولة أو من المواطنين من جانب أخر .
أثار العراق التي تشكل أكبر ثروة بشرية لحضارات موغلة في القدم إذ يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف سنة,باتت ألان تعاني من ضعف التخصيصات المالية وقلة الاهتمام الأمني والتي من شانها أن تسهم في الحفاظ على التاريخ لو تم العمل بها.
[img]pictures/2010/06_10/more1277556257_1.jpg[/img][br]
وللوقوف عند مشكلة التجاوزات الحاصلة عند أثار مدينة كربلاء والأسباب التي تقف وراءها كان لكادر موقع نون أن يلتقي بالآثارية(جنان عبد الرضا مشكور) مديرة آثار كربلاء,التي بينت \" ان مدينة كربلاء تحتوي على(180) موقع أثري, وهذا وفق آخر مسح تم إجراءه حتى عام (2008), وإنه عند توفير التخصيصات المالية اللازمة لدائرتنا سيكون هنالك مسح آخر في هذا العام لمعرفة عدد المواقع الأخرى من أجل ضمها لسجل المواقع الأثرية في المدينة.\"
[img]pictures/2010/06_10/more1277556257_2.jpg[/img][br]
وتابعت مشكور\" نحن على خلاف دائم مع أصحاب المعامل الموجودة قرب المواقع الأثرية ومنها \"سلسلة تلال الطوق\" والبالغ عددها (47) تلاً اثرياً, وانه هناك إجراءات قانونية ضدهم قائمة في المحكمة العراقية, وإن أحد هذه المعامل مستمر في التجاوز بالرغم من إقامتنا لدعاوى جزائية ضدهم، كما تم إلقاء القبض على المتجاوزين ولكن بعد مرور أيام قليلة تم الإفراج عنهم بكفالة مالية بحسب قولها.\"
وفي الحديث عن مسألة التجاوزات الحاصلة على المواقع الأثرية عبر رفع الأتربة أكدت مشكور إن \"مسألة رفع التجاوزات يعود لمكتب رفع التجاوزات التابع للمحافظة, وإن من أخطر التجاوزات هي عبر رفع الأتربة من المواقع الأثرية كونها تعبث بالموقع وتضر به، وانه في حال حصول تجاوز على المواقع الأثرية عبر رفع الأتربة يتم استدعاء المتجاوزين للدائرة وأخذ التعهدات منهم بعدم التجاوز مرة أخرى وإنه يتحمل مسؤولية أي تجاوز آخر يقع على الموقع ذاته.\"
[img]pictures/2010/06_10/more1277556257_3.jpg[/img][br]
وفي رداً لسؤالنا عن أمكانية الحفاظ على ماتحتويه المواقع من أثار ونفائس قيمة أشارة مشكور إلى إنه \"هنالك الكثير من القطع الأثرية قد تهشمت والقسم الآخر تعرض للضياع ولم يتم التعرف على تاريخها وعقائديتها وهو على خلاف ما تم سرقته من المتحف الوطني العراقي كون الأخير هو مسجل وموثق وتعرف عائديته، والسبب يعود لعدم وجود الحراسة الكافية للمواقع، بالإضافة إلى إن مسألة تركها بصورة عشوائية تعرضها للنبش، إضافة إلى عوامل التعرية التي تؤثر على الآثار وتضر بها وتفقدها هويتها.\"
مضيفتاً,\" لقد خاطبنا وزارة الدولة للسياحة والآثار بخصوص التخصيصات المالية من أجل وضع العلامات لغرض التعريف بالمواقع الأثرية وحمايتها، ولكن عدد المواقع الموجودة في العراق والبالغ عددها (18) ألف موقع عرقل مسألة الإسراع في التمويل كونها بحاجة إلى ميزانية ضخمة جداً \", موضحةً إلى إنه \" تم التنسيق مع مجلس محافظة كربلاء من أجل العمل على نسيجها وحمايتها وذلك وفق الخطة الخمسية المقرة في المجلس، حيث يتم تأهيل خمسة مواقع أثرية في كل عام أي ما يساوي (25) موقعاً اثرياً في خمس سنوات وستعطى الأولوية للمواقع المعرضة للتجاوزات الكبيرة.\"
[img]pictures/2010/06_10/more1277556257_4.JPG[/img][br]
لا نعرف من هي مرجعيتنا الحقيقية..؟؟
واضافت مشكور \"إن الخلل يعود في أن مديريتنا تابعة لوزارتين هي السياحة والآثار ووزارة الثقافة وهو امرُ مستمر منذ عدة سنين, وإنه في حال أتحاذ قرار متعلق بالهيئة العامة للتراث والآثار فانه يتم التنافس بين الوزارتين وهذا يأتي على مصلحة الهيئة كونها من الهيئات المهمة والحساسة في العراق, وهذا ما يجعلنا لا نعرف من هي مرجعيتنا الحقيقية , مشددةٍ \" إن الآثار لا تقل أهمية عن النفط الذي يزخر به العراق بل وأهم منه بكثير كونها تحمل ثقافات الشعوب القديمة إذ يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف سنة .\"
موقعُ اثري في كربلاء يتحول إلى مكاناً لطمر النفايات..!!
وإن \"عدد المواقع المتجاوز عليها في مدينة كربلاء تصل إلى(95%)موقعاً وإن نسبة (90%) هي تجاوزات قديمة، في حين إن عدد التجاوزات الحكومية من قبل الدوائر هي عشرة تجاوزات ، كما إن أهم المواقع المتجاوز عليها هي \"سلسلة تلال الطوق\" والبالغ عددها (47) في منطقة 11 كمالية، وتل مطراد الخيل الذي تعرض للتجاوز من قبل بلدية كربلاء حيث أصبح الموقع الأثري مع الأسف مكاناً لطمر النفايات، فضلاً عن منطقة الأقصير، بالإضافة إلى مقبرة حديثة تم اكتشافها وهي مقبرة اليهود إذ تمّ نبشها وتكسير ما كانت تحتوي من جرار قديمة تحوي بداخلها على سوائل ومواد غذائية تعود لليهود ولكن دون سرقة لآثارها القيمة بحسب تصريح مديرة أثار كربلاء.\"
[img]pictures/2010/06_10/more1277556338_1.JPG[/img][br]
تقول مشكور عن أمكانية حماية هذه المواقع من التجاوز والنبش\" إن آلية عمل الحراس ليست على مدى ألأربع والعشرون ساعة حيث لم يوفر لهم الخدمات الكافية من اجل حمايتها بالشكل المطلوب,أضف إلى ذلك أن أغلبها هي مواقع بعيدة.\"
لا نملك من التخصيصات ما يكفي كي نضع علامة تؤكد وجود مواقع أثرية..!!
من جانبها قالت الدكتورة (افتخار عباس) مسؤولة لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة كربلاء\" إن من أهم أسباب التي ساعدت على أقامة التجاوزات هو أن أغلب المناطق ألأثرية لم تكن مسجلة كمواقع أثرية قبل عام (2008) وأنها أراضٍ عائدة للمواطنين في القدم , بالاضافة إلى إن السياسات العشوائية الخاطئة هي السبب وراء إهمال وترك مواقع أثرية مهمة, وإن التأخر الحاصل في رفع التجاوزات يعود لوزارة الدولة للسياحة والآثار كونها تفتقر للتخصيصات المالية التي من شأنها أن تساعد على حماية الآثار والحفاظ عليه، إذ لا نملك من التخصيصات ما يكفي كي نضع علامة تؤكد وجود مواقع أثرية.\"
واظافت عباس,\" إن الجهود التي تقدم من قبل المديرية العامة للآثار في المحافظة هي جهود غير مقنعة رغم الاستكشافات الموجودة وإن لجنة الآثار تتابع وتنسق عملية رفع التجاوزات باستمرار وإن ثقافة الحفاظ على الآثار هي ثقافة غير موجودة لدى أغلب مدراء دوائر الدولة.\"
وتابعت,\" نعمل على إخلاء المواقع الأثرية من المتجاوزين وكانت من المواقع المهمة التي بدأ العمل فيها هي (عرگوب السلمان) حيث سيتم فرض غرامات مالية على المتجاوز وإحالته للقضاء ليأخذ جزاءه العادل بسبب تجاوزه على الموقع المذكور, وإنه في حالة التأكد من سرقة الآثار من أحد المواقع فإنه من الممكن أن يكون جزاء السارق الإعدام، كما تم استرداد (30) قطعة أثرية ، و إعادة قطع مهمة وثمينة تعود لكنيسة الأقصير التي تعد من أهم الكنائس في الشرق الأوسط، و هنالك نية لغرض الاستفادة من الخبرات الموجودة لدى اليونسكو في مجال حماية الآثار والتنقيب، والعمل على تسجيل حصن الأخيضر في التراث العالمي أسوة بقلعة أربيل.\"
موضحةً,\" أن كربلاء تمتلك كافة المقومات السياحية ولكن ليس هنالك من اهتمام بهذا الشأن سواءاً كان على مستوى السياحة الأثرية أو الدينية.\"
[img]pictures/2010/06_10/more1277556601_1.jpg[/img][br]
إلى ذلك حملنا ما لدينا من معلومات تم جمعها من المواقع الأثرية ومن تصريحات أدلى بها المعنيون بالآثار إلى آمر قوة حماية آثار كربلاء من الـ(FBS) الرائد (محمد كريم مهدي), والذي بدوره عرض لنا آلية العمل المكلفة بها قوته للمواقع الأثرية والتي عددها (180) موقعاً بالإضافة إلى مقر الدائرة حيث يتم تقسيمه بحسب الموقع الجغرافي للموقع الأثري، إن العدد الكلي لقوة حماية الاثار من الـ(FBS) هو (53) منتسباً إذ تم تخصيص(25) منتسباً من القوة ذاتها لغرض تأمين مقر الدائرة وحماية المواقع الموجودة في مركز المحافظة والبالغ عددها(57) موقعاً، كما تم تخصيص قوة مؤلفة من(7) منتسبين لحماية المواقع الأثرية الواقعة في منطقة الحسينية والبالغ عددها(48) موقعاً, بالأظافة إلى تخصيص(9 ) منتسبين لحماية (55) تلاً اثرياً في قضاء الهندية, فضلاً عن تخصيص(12) منتسب لقضاء عين التمر التي تحتوي على(18) تلاً أثرياً, وإن قسماً من هذه الآثار تصل إلى حدود محافظة الأنبار وهي من مسؤولية الأنثى عشر منتسباً.\"
وتابع مهدي,\" إن العدد المخصص لحماية الآثار هو عدد قليلُ جداً وقد طالبنا وبشدة عبر كتب رسمية من أجل زيادة العدد لغرض المحافظة على المواقع الأثرية بأكملها, ولكن لم تكن هناك أية زيادة لعددنا ولحد ألان, وانه يوكل إلى المنتسب الواحد موقعين أو أكثر ويتم اختياره قياسا على وضعه الاقتصادي و طبيعة المنطقة التي تحوي المواقع الأثرية .\"
وعن حجم التعاون الحاصل بين قوة حماية الآثار ودائرة أثار كربلاء أوضح مهدي,\" انه هناك نوع من التعاون حيث يتم تعيين حارس من دائرة أثار كربلاء لعدد من المواقع الأثرية القريبة, حيث رصدنا الكثير من الحالات لدى الحراس التابعين لدائرة الآثار مع المتجاوزين على المواقع الأثرية وتم الإبلاغ عنها، وطالبنا وبشدة بتغيرهم عن تلك المواقع ولكن لم يتم استبدالهم لحدّ الآن دون معرفة السبب الحقيقي لهذا.\"
وأشار مهدي إلى \"أنهم استلموا عدداً من الآثار المسروقة والعائدة لنفس المواقع الأثرية في المحافظة , بالإضافة إلى ذلك فقد تم إبلاغنا من قبل أحد منتسبينا عن وجود مقبرة في منطقة عون وهي مقبرة اليهود, إذ قمنا بمخاطبة المديرية بهذا الخصوص كونها لم تكن مسجلة عندها، وبعدها تم تحديد لجان
لمعرفة حقيقتها وتم تسجيلها ضمن المواقع الأثرية في المحافظة.\"
إلى ذلك بين أحد الحراس التابعين للمديرية إنه هناك بعض المواقع التي كانت تعد في السابق من المواقع ذات الأهمية والتي يمنع التجاوز عليها وهي الواقعة في منطقة خان الربع والتي تسمى بـ(تل مليحة) أصبحت الآن من ضمن المواقع الملغاة من قائمة آثار كربلاء، وإن الملفت للنظر إنه قد رفعت الحراسة عنه لفترة قصيرة ومن ثم عاد أحد الحراس عليها بالرغم من إنه ملغى وإنه ليس ضمن المواقع الأثرية حيث تم بناء محطة للوقود بالقرب منه والتجاوز على المنطقة المحرّمة له.\"
تجاوز في وضح النهار..وتحت انظار المسؤولين!!
وفي سؤال وجه إلى أمر قوة حماية الآثار حول تل مليحة ومسألة توفير الحماية اللازمة له قال،\" لقد وجدنا بعض القطع الأثرية في نفس الموقع وإن الموقع المذكور قد كان يحمل علامة عائدة لمديرية الآثار وهي دلالة تعريفية بالموقع، بالإضافة إلى هذا فقد وجدنا علامة المسح الجغرافي في الموقع نفسه وبعد السؤال عن الموقع من بعض المعنيين والقريبين منه أكدوا لنا أنه من المواقع الأثرية القديمة والتي كان من غير المسموح التجاوز عليها في زمن النظام السابق، فعمدنا بعدها إلى توجيه كتاب إلى مديرية الآثار وهم بدورهم خاطبوا الهيئة العامة إذ تم تزويدنا بكتاب الرد على إنه موقع غير أثري وقد تم إلغاؤه من قائمة آثار كربلاء، وقد تم التجاوز عليه الآن من قبل أحد حراس دائرة الآثار وهذا التجاوز قائم ولحد الآن.
فيما أشار أحد رجال شرطة الـ(FPS) عن وجود بعض القبور الموجودة قرب إحدى التلال الأثرية والواقعة ضمن صلاحيات كربلاء، وإن السبب في عدم التأكد منها لعدم رفع تقرير خاص بها لمعرفة حقيقتها لأنه في حال العبث بها ممكن أن تعد مسألة نبش في المواقع الأثرية، وان هذا التل هو( تل أبو عجاج) في منطقة الكمالية، علماً إن هذا الموقع قد كان من المواقع المتجاوز عليها من قبل أحدى دوائر الدولة.
ان العراق هو من أكثر بلدان العالم اجمع الذي يحتوي على (12)ألف موقع اثري،وهي بذاتها من اكبر مصادر التمويل لوتم العمل فيها بصورة لائقة،وهو ما يتوجب على الحكومة ان تلتفت اليه وان تجعل لها نصيبُ من التخصيصات بشكل يسمح الحفاظ عليها والعمل على تطوير المواقع ذاتها والاستفادة من مواردها السياحية كونها لاتقل شأنُ من النفط.وانه هناك واجبات على الشعب أيضاً وهو أن يقوم بحماية إرثه وتاريخه وأن لا يتاجر بها وأن لا يقوم بهدمها.
يقول أحد الكتاب الكبار؛ إذا لم تدافع عن الماضي فإن المستقبل سيطلق عليك نيران مدافعه؛
اجرى التحقيق : صفاء السعدي
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)