- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رجل السيرك افضل من رجل السياسة
بقلم:سامي جواد كاظم
وانا اشاهد عالم الحيوان ودائما اتفاعل مع الضحية عله يفلت من فك المفترس، انظر الى الاسد انه يتبختر في مشيته وسط الغابة واذا لمح اي حيوان يبدا بالمطاردة والانقضاض عليه. انظر الى الفيل، انظر الى الدببة، انظر الى النمور كلها حيوانات لا تتراحم فيما بينها ولا ترحم الانسان اذا صادفها فترى الصياد يكون بكامل عدته للدفاع عن النفس، انظر الى الافاعي التي تتلوى وتلتف على فريستها حتى وان كانت اكبر من حجمها.
خيمة كبيرة وسط ساحة اكبر هكذا بدا عرض الفلم وانا اتابع ما سيظهر من مشاهد وكان عيني هي الكاميرا التي تتجول حول الخيمة وهي تعرض دخول الاشخاص اليها ودخلت الكاميرا الى الخيمة جماهير غفيرة بشكل دائري وفي وسط الخيمة ساحة دائرية فيها موانع ومنصات وبعض الادوات لاتعرف الا بعد العرض، يدخل رجل السيرك ومعه مساعديه ويدخل معه رتل من الحيوانات المفترسة التي لا تطيق بعضها البعض ولا تطيق الانسان فتجدها مطيعة لهذا الرجل وتقوم بحركات بهلوانية وتتعامل مع بقية الحيوانات كانها من صنفها ومع كل حركة يؤديها الاسد او الفيل او الدب او النمر او الحصان يضع في فمها قطعة طعام وتتراقص الحيوانات مع بعضها البعض، الكلب الذي لا يطيق القطة تجدهم يتبادلون الحركات البهلوانية فيما بينهم. الافاعي تراها تتلوى وتتراقص وتلتف على عنق رجل السرك بكل محبة ومودة.
كم بذل رجل السيرك من جهود مضنية لكي يجعل هذه الحيوانات متالفة وطوع امره ؟ كم بذل من رعاية غذائية وصحية لهذه الحيوانات لكي تكون ماهي عليه الان ؟ لم اسمع ان رجل السيرك قتل حيواناته، لكني سمعت في بعض الاحيان يتمرد حيوان على رجل السيرك....
تعالوا نتحدث عن السياسة....
بالرغم من كل ما متاح لرجل السياسة لم يستطع ان يؤالف بين البشر اصحاب العقول والضمائر والقلوب والحناجر، لم يستطع ان يكون جزءا من شعبه، لم يستطيع ان يحافظ على وحدة بلده، ياخذ من شعبه ولا يعطيه ورجل السيرك يعطي لحيواناته قبل ان ياخذ منهم، رجل السياسة يقتل شعبه بينما رجل السيرك لا يفعل ذلك، لم يفكر الشعب بطرد حاكمه الطاغية بينما الحيوانات في لحظة معينة تتمرد على اوامر رجل السيرك فتهجم عليه، رجل السياسة يتلاعب بقوت الشعب، رجل السياسة لم يستطع ان يقضي على فتيل الطائفية، رجل السياسة لم يستطع ان يكون محل ثقة شعبه، رجل السياسة ليس لديه مبدا سوى مصلحته وتنفيذ اوامر اسياده.
لو سالتكم بالله اليس رجل السيرك افضل من رجل السياسة في امكانية تسييس الحيوانات بينما رجل السياسية يعجزعن ذلك اما لفشله او لخيانته.
أقرأ ايضاً
- لا مكان لـ "حُسْن الظن" في السياسة
- السياسة تتدحرج نحو الهاوية.. ومصير العراق على المحك !
- اصلحوا السياسة المالية واحموا المصارف العراقية