شنت مواقع على الانترنت مؤيدة لجناح احد الفارين من قيادات البعث المحظور وهو محمد يونس الاحمد حملة ضد قيادة حزب البعث في العراق وقالت \"ان حزب البعث قد استلم السلطة في العراق في 17 يوليو (تموز) عام 1968 وقد كانت هناك اكثر من علامة استفهام حول هذه العملية من خلال التخطيط والتعاون مع قوى مشبوهة\".
واوضحت \"شبكة الرشيد نت\" على الانترنت انه بعد سيطرة احمد حسن البكر ونائبه انذاك صدام حسين على قيادة الحزب في العراق فقد بدأت مرحلة تصفية الحسابات داخل القيادة والكادر الحزبي المتقدم حيث وجهت لقسم منهم تهمة التجسس لدولة اجنبية وليس كمعارضين للنظام وصدرت احكام بالاعدام غيابيا بحقهم او بتهم مخلة بالشرف وتم طرد اهلهم من دوائر الدولة اما القسم الاخر فقد تم تصفيته قتلا او طردا .
واشارت الى ان من بين هؤلاء الذين تمت تصفيتهم، عبدالوهاب عبدالكريم، مسؤول تنظيمات الجنوب قتل بواسطة عجلة على الطريق، جعفر علي العيد، عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية، كريم شنتاف وهو الذي اشترك مع صدام في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء الاسبق، حردان التكريتي نائب رئيس الجمهورية، صلاح عمر العلي وزير الاعلام، العقيد الركن عبدالكريم نصرت عضو المكتب العسكري، محمد فاضل، علي المطيري، ناظم كزار عضو المكتب العسكري والمعروف بقيادة العمل على ضرب وتصفية الحركة الوطنية العراقية والمسؤول عن قتل اكثر من الف من الشخصيات الوطنية المناهضة للنظام واعدم معه اكثر من اربعين بعثياً من جماعته التي كانت مسؤولة عن سجن \"قصر النهاية\"،
واضافت ان قيادة البعث استمرت بتصفياتها لمعارضي النظام فمارست الاغتيالات ضدهم داخل العراق وخارجه ومن بينهم محي مرهون، الرفيق حاتم الباوي، الرفيق قيس الجندي، الرفيق عبدالرزاق، الرفيق خالد عبدالكريم .
وطرد برهان الدين عبدالرحمن عضو القيادة القطرية، جعفر قاسم حمودي من البعثيين القدامى وعضو اول قيادة قطرية في القطر العراقي ولم يستطع احد الدفاع عنه لا اخوه عضو المكتب الاعلامي سعد قاسم حمودي ولا صهره اركان العبادي وكان سبب الطرد هو ان الرئيس حافظ الاسد وخلال مراسم الاستقبال التي جرت له خلال زيارته للعراق (1979) قد سلم على جعفر ووقف عنده وتحدث معه .
إستلام صدام للسلطة بعد اعدامه لقياديين معارضين
وفي عام 1979 تم انهاء دور احمد حسن البكر بهدوء وقد فهم البكر تلك العملية وقبل بالتنحية طوعا\" افضل من ان يصفى جسديا\" وجرت بعد تنحيته اكبر عملية تصفية في تاريخ الحزب حيث اعدم نصف اعضاء القيادة القطرية والكادر المتقدم في الحزب واتهام سوريا بمحاولة انقلاب في العراق وبذلك تم التخلص من مشروع الوحدة بين القطرين العراق وسوريا والاجهاز على اول حلم لوحدة الحزب التي لم يؤمن بها صدام حسين .
ولم يتمكن الامين العام للحزب ميشيل عفلق او أي بعثي اخر من السؤال عن ذلك لانه يخاف على نفسه من المصير نفسه . وبعدها تم طرد كل من ( تايه عبدالكريم و نعيم حداد ) والاثنان عضوا قيادة قطرية كما تم اعدام بعض الوزراء والقادة العسكريين واعضاء فروع في التنظيم العسكري ومنهم كامل ساجت والضابط صلاح القاضي .
تصفية صدام لحزب البعث
واشارت الى انه منذ عام 1979 حين تولى صدام رئاسة الجمهورية وزعامة الحزب فقد تمت السيطرة على جميع مرافق الدولة حيث لم يبق هناك حزب \" حيث تحول الى تنظيم كل همه وعمله هو التطبيل والتبجيل ( للقائد ) ويدير الدولة رجال ليس لهم أي كفاءة لا بالعمل الوظيفي ولا بالعمل السياسي فقط لانهم اما من اقارب ( القائد ) او انهم اناس لا يقولون كلمة ( لا ) ولا يناقشون انما فقط يقولون ( نعم ) على أي شيء فبدأت وتيرة اداء عمل دوائر الدولة في التراجع وكثرت الاخطاء.
ومنها على سبيل المثال حصول (عدي صدام حسين ) على شهادة دكتوراه في العلوم العسكرية خلال ثلاثة اشهر فقط واخذ الاستاذة في كلية الاركان ممن هم برتب عسكرية كبيرة كالوية وعمداء يؤدون التحية العسكرية لطالبهم عدي .. وعندما حضر اجتماع مجلس نقابة الصحافيين قدم المجلس استقالته تمهيدا لإجراء انتخابات النقابة فاذا بالمتملقين يرشحون (عدي صدام حسين ) لمنصب نقيب الصحافيين حيث اصبح نقيبا فعلا\". وكذلك عندما تم اختياره رئيسا للجنة الاولمبية العراقية جعل من هذا الصرح الرياضي سجنا\" لمعارضيه .
ومنحت له كل الصلاحيات وبدأ يعتدي على موظفي الدولة من المدنيين والعسكريين واحيانا زملاءه الوزراء بكلام قاس وغير مهذب \"ولعل حادثة اعتدائه على احد الوزراء امام موظفيه دون ان يستطيع الدفاع عن نفسه شاهد على ذلك ولكونه ضعيف الشخصية شعر بانه اصبح اهم رجل في العراق وعندما نشب خلاف شخصي وعائلي مع افراد عائلة الرئيس هرب الى الاردن (منتصف السبعينات) وسلم كل اسرار الدولة العراقية للاميركيين والمبعوث الاممي عن ملف العراق لاسلحة التدمير الشامل ( ايكيوس ) الذي صرح بانه لم يصدق نفسه \"لكم المعلومات التي حصل عليها من حسين كامل\" حيث هرب الى الاردن بعد ان سرق وحسب قول مصادر في الحكومة العراقية نفسها اكثر من ملياري دولار في الوقت الذي كان فيه الشعب العراقي يعيش ظروف الحصار الى ان عاد الى بغداد بوعود العفو عنه حيث تمت تصفيته .
اعتداءات خارجية وتصفيات لقيادات احزاب محلية
وحول السياسة الخارجية قالت ان ( دولة البعث ) بدأت تضمر كل سوء وشر والطعن بالظهر لاخوانها العرب وتنعتهم بصفات العمالة والخيانة وغيرها بدلا\" من التقارب مع هذه الدولة العربية وانما كانت ترسل فرق الاغتيالات الى تلك الدول لتصفية المعارضين الذين اغتيل فعلا عدد منهم في سوريا والكويت واليمن الجنوبي والسودان والسعودية ولبنان .. ثم الطامة الكبرى قيامه باحتلال الكويت وبذلك زرع الحقد بين الاخوة والذي سيستمر لفترة طويلة .. ولم تكن علاقاتها مع المحيط الدولي افضل حالا\" .
اما في ما يخص السياسة الداخلية فقد كانت هناك احزاب داخل العراق قبل استلام الحزب السلطة فيه مثل الحزب الشيوعي الذي تاسس عام 1931 وله تجربة نضالية طويلة ضد الاستعمار وعلى الرغم من تشخيص بعض السلبيات عليه ولكن لديه مواقف وطنية لا تنكر وعندما عمل حزب البعث في الساحة العراقية نسق معه ضد النظام الملكي وقيادة النضال الوطني للشعب العراقي وبعد استلام حزب البعث السلطة عام 1968 تقارب الحزبان وعملا ضمن جبهة واحدة عام 1972 لكن النظام انقلب على الحزب الشيوعي ونال الشيوعيون على يده القتل والتشريد وكل انواع التعذيب في السجون وكذلك فعل مع بعض الحركات السياسية القومية مثل :القوميين العرب والحركة الاشتراكية و الوحدويين الاشتراكيين حيث قام بتصفية عدد من كوادرهم
واكدت ان نظام حزب البعث لم يتمكن من ترتيب أي علاقة او تحالف مع أي حزب او حركة سياسية داخل العراق انما كل الذي فعله هو قتل واعتقال كل من يعارضه وعوائلهم ولم يتمكن النظام وخلال فترة حكمه التي استمرت 35 سنة ان يتخلص من هذه السياسة لانها \"كانت ثقافة قيادته التي لم تفهم غير سياسة القوة\" بحسب قولها .
أقرأ ايضاً
- خاص للنازحين .. العتبة الحسينية تفتتح مركزا طارئا لغسيل الكلى في مستشفى رفيق الحريري (فيديو)
- ضرر بيئي وصحي وتلوث سمعي.. 49 ألف مولدة كهرباء تغطي عجز الدولة عن توفير الطاقة
- انعدام السياسة الإسكانية وغسيل الأموال يشعلان أسعار العقارات في بابل