بقلم:سامي جواد كاظم
الاحكام التكليفية هي (واجبة، محرمة، حلال، مستحبة، مكروهة) هذه الاعمال بذاتها تكسب نوعها، ولكنها في ظروف معينة تختلف في حكمها مثلا المحرم يصبح مستحب والمكروه يصبح واجب مثال ذلك الكذب حرام بذاته ولكنه حلال في اصلاح ذات البين، والاية القرانية (فمن اضطر غير باغ) تتيح للعبد الاقدام على الحرام عند الاضطرار الذي يترتب عليه اثر سلبي اذا ما التزم بالحكم الشرعي.
الدعاء من الاعمال المستحبة بل البعض منا يجعلها في نفسه من الالتزامات التي يقوم بها وللدعاء اصوله التي تكسب الداعي روحانية وخشوع في قراءته ليامل استجابته وافضلية قراءة الدعاء سرا جاءت طبقا لاحاديث تحث على ذلك مثلا في وسائل الشيعة باب استحباب ذكر الله في النفس وفي السر، فقد روي عن الصادقين عليهما السلام: لا يكتب الملك إلا ما سمع، وقال الله عز وجل: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية) (الاعراف 7: 205) فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله لعظمته، فالتضرع يكون لله خفية افضل من مكبرات الصوت
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: من ذكرني سرا ذكرته علانية.
اما ذكر الله والدعاء بشكل علني فان هذه الامور يستطيع ان يقوم بها المنافقون فتختلط علينا الحقيقة بينهم وبين المؤمنين وعنهم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا).
كما وان التهليل والتكبير في صوت عال هو الاخر لرسول الله (ص) وجهة نظر فقد ذكر أحمد بن فهد في (عدة الداعي) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه كان في غزاة فأشرفوا على واد، فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال: أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، أما إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، وإنما تدعون سميعا قريبا معكم.
نعم يجب ان يكون الدعاء خفي وبيننا وبين الله عز وجل وقد امتدح الله عبده ونبيه زكريا فقال: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم:3].
الاعمال المستحبة دائما تاخذ طابع السر والخلوة مع الله يكون لها الافضل ومسالة امتناع رسول الله عن الصلاة جماعة في التراويح ليس لمنع التراويح فقط بل لان الاعمال المستحبة يكون الانفراد لها الافضل واذا صارت جماعية فان الخشوع يتاثر كما هو الحال في القراءات الجماعية للدعاء.
وفي سؤال للسيد السيستاني عن الصلوات المستحية هل تقام جماعة
الجواب: لا تشرّع الجماعة في الصلوات النوافل مطلقاً على الأحوط، ويستثنى من ذلك صلاة الاستسقاء فإنه يؤتى بها جماعة.
يقول الله عز وجل فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ، وعن رسوله (ص) كما ذكرنا اعلاه فان الله عز وجل يسمع الدعاء السري ولا حاجة لمكبرات الصوت والفضائيات
ولكن هل ما نراه غير جائز ؟ كلا لم نقصد من ذلك ابدا ولكن هنالك افضلية واولوية لامور المجتمع الاسلامي بامس الحاجة اليها ومن كان بامس الحاجة للدعاء فعلا فانه يعلم دعاء الله بمكان خال من أي شخص اخر ولصوت خافت يكسبه خشوع وروحانية، وكلنا يعلم عظم صلاة الليل ولكن لا احد ياتي بها جماعة ففي احدى زياراتي للنجف ايام الغروي قدس سره ليلا شاهدت بعض علمائنا يؤدون صلاة الليل ومنهم الغروي فرادى.
واما التاكيد على مجالس الذكر او اذا انعقد أي مجلس ولم يكن لله عز وجل ولا لنبيه ولا للمعصومين ذكر فان هذا المجلس يكسب من حضره سيئات بدلا من الحسنات، فذكر الله ورسوله والائمة الاطهار هو ذكر محاسن القران والرسالة واقوال الائمة وكل ما له علاقة برقي المجتمع الاسلامي، نعم ذكر اهل البيت افضل من الحديث بلهو الدنيا وقد يكون في المجلس غيبة ونميمة وكلام تافه لا طائل منه.
هنالك كثير من الامور التي نحن بامس الحاجة لها منها امور تثقيفية، اقتصادية، علمية، واجتماعية، نستطيع ان نبذل جهدنا واموالنا على هذه العلوم ونهيء الفضائيات ووسائل الاعلام للنهوض بواقع المجتمع الاسلامي الذي اكتسب صفة التخلف بسبب تقدم العالم، فكم من قارئ للدعاء لا يستجاب له دعاؤه ونحن نتحدث عن هذا في يومنا هذا عن سبب عدم استجابة الدعاء فهنالك اولويات لو التزمنا بها وعملنا عليها فان الدعاء يتحقق من خلال رمشة اعيننا او دقة قلوبنا قبل ان ينطق بها لساننا.
واعتذر للجميع
أقرأ ايضاً
- القنوات الفضائية والإذاعات شهر رمضان ليس ممرا لتسليتكم
- افواه لا تفتر عن الدعاء لصاحب فتوى التكافل
- كورونا بين المؤامرة والتشاؤم والامل والدعاء